المحتوى الرئيسى

جاهين وناصر.. عشق لم تهزمه النكسة

12/25 13:58

في مثل هذا اليوم من عام 1930 وُلد الشاعر الراحل متعدد المواهب صلاح جاهين، ورغم أنه توفي في 1986، يحاول البعض الإلحاح على أنه توفي قبل ذلك بـ19 عامًا، أي مع وقوع نكسة يونيو، بل يزيدون على ذلك أنه ندم على تأييده للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد الهزيمة في 1967.

ولتغذية ذلك الشعور، لم يكن المروجون له  في حاجة سوى إلى جملة رنانة في فيلم شهير، فكان الفيلم هو "حليم" وكانت الجملة هي "إحنا جينا نغني للناس غنينيا عليهم".. قالها ابنه بهاء جاهين خلال تجسيد دور والده في الفيلم الذي طُرح عام 2006.

ولنتأكد من صحة تلك الرواية الشعبية لحياة صلاح جاهين، يجب أن نعود للشاعر نفسه، ماذا قال عن عبد الناصر في حياته؟ ثم ماذا قال بعد وفاته؟

"الشعب يريدك يا حياته يا موصل موكبه لغاياته

وحياة المصحف وآياته اسمك فى قلوبنا اغنية"

هذا ما كتبه في "ناصر يا حرية"، وفي صورة: "ناصر وإحنا كلنا حواليه، ناصر وعيونا الدنيا عليه، ناصر والنصر بيسعي إليه، والشعب دليله وإلهامه"، وهو القائل في "يا جمال يا حبيب الملايين": "وزرعت الأرض الخضرا.. أفكار ومبادئ حرة.. خليتنا عيشنا في بكرة".

كتب ذلك وأكثر عن عبد الناصر في حياته، فماذا سطّر جاهين بعد وفاه؟

لم يصدق جاهين –شأنه شأن كل المصريين- وفاة الزعيم، حتى أنه رثاه قائلا "حتى الرسول مات وأمر الله لا بد يكون.. بس الفراق صعب وإحنا شعب قلبه حنون"، قبل أن ينفي كل مزاعم انقلابه على عبد الناصر قائلا "وحشتنا نظرة عيونك للبلد ياجمال.. والحزم والعزم فيها وحبها المكنون.. وحشتنا عبسة جبينك وإنت بتفكر.. ونبرتك وإنت بتعلمنا وتفسر.. وبسمة الود لما تواجه الملايين.. وقبضة اليد لما تدق ع المنبر".

في ذات القصيدة تراجع جاهين حتى عن حنينه لمياه الفيضان التي حجبها السد العالي "وبقيت أقول ميــة الفيضان واحشاني.. سبتمبر إزاي بدونها يكون يا خلاني.. يا ويلى من ده طلب ويا ريتني ما اتمنـيت.. لبى الزمان منيتي من دمع أشجاني"، ويختم بتشبيهين بديعيين "وعاد لسبتمبر الفيضان دمع هتون.. ينصب م القلــب ويهيم في النسيم محزون.. يميــل نخيل الرطب على بعضـه بالهمسات.. حتى الرسول مات. وأمر الله لا بد يكون!".

لم تمر سنة إلا وكتب جاهين الجزء الثاني من قصيدة  من قصيدة "على اسم مصر" بعد عودته من موسكو فى خريف 1971، وفيها يتبين أنه لا زال منبهرا بإنجازات ثورة يوليو، وبميله لصاحبها جمال عبد الناصر، وبفخره بالقصائد التي "نقشها" لزعيم الثورة.. لننصت إليه "مولودة كبرت وشبت فى تلات تيام/ من هبة هبت.. لثورة لبت الأحلام/ والعرش عام راح إيطاليا بعيد ورا البراميل/ يا هلترى دي حقيقة ولا وهم جميل؟/ ومصر من إمتى كانت حظها بسام/ ظهر قميص العرق متشمر الأكمام/ أنا شفته عقلي برق وبدأ لصاحبه يميل/ نقشت له في قلبي أحلى وأروع التماثيل/ بدراعي والمطرقة وبإيدى والأزميل/ على اسم مصر".

لكن شاعرنا متعدد المواهب لم يكتف بذلك، وفي الذكرى العشرين لثورة 23 يوليو عام 1972 عاد ليكتب عن ناصر مرة أخرى قصيدة نُشرت في الأهرام، يقول فيها مجازا إن عمره 20 سنة من عمر الثورة، وكأنه "رغم المرار دة" لم يعش إلا منذ قامت الثورة.

"كان لي صديق.. وكان حبيب عمري.. هو اللي علمني المشيب بدري.. حضرت مولد كل شعراية بيضا.. عبرت سوالفه كما الشهاب تجري"، إلى أن يقول "ولحد هذا اليوم بيلهمني.. وخياله كل ما أقع يقومني.. وكل ما أتبعتر يلملمني".. إن الرجل هنا يقول بوضوح أن عبد الناصر في رأيه ما زال هو الدواء، وليس الداء كما يصور البعض.

كل ذلك قيل وسيناء لا زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.. فهل تغير كلام جاهين عقب العبور؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل