المحتوى الرئيسى

فيديو| عبد الباقي أخصائي علم الأوبئة: تعاملنا الخاطئ مع الإيدز يجعله كفيروس C

12/25 13:25

وجهت السفارة الأمريكية بالقاهرة، الشكر للطبيب محمد عبد الباقي، لمجهوده المبذول في البحث العلمي وخاصة مجال مكافحة مرض نقص المناعة الطبيعية – إيدز -، في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة "الإيدز".

الطبيب محمد عبد الباقي، أخصائي وبائيات، تخرج في كلية طب جامعة الإسكندرية عام 2006، وحصل على ماجستير طب المجتمع 2015، وحاليًا باحث دكتوراة في علم الأوبئة "Epidemology".

يقول "عبد الباقي" في حوار لـ "مصر العربية" إنّ المشكلة الأساسية تكمن في الوصم والتمييز، والتي ترمي بظلال على الوصول للخدمة الصحية، وكيفية مواجهة المشكلة على قدر حجمها الطبيعي.

وأضاف أن كثيرا من الناس ينكرون وجود الإيدز في مصر، لكن للأسف هو موجود، ورغم أن نسبته قليلة إلا أن المشكلة تكمن في معدل الزيادة، فمعدل الانتشار حاليا أقل من 2 في الألف، لكن إذا استمرت السياسات التي نتعامل بها مع المرض كما هي قد يتحول إلى مشكلة مثل"فيروس سي".

الإيدز مشكلة صحية حديثة على العالم كله، فكان أول اكتشاف له عام 1982، إلا أن العلم تطور في التعامل معه بسرعة، وكانت طرق التعامل مع المشكلة الصحية كانت دليلا أستطيع الاستفادة منه في مشاكل صحية أخرى.

المشكلة الأساسية تكمن في الوصم والتمييز، والتي ترمي بظلال على الوصول للخدمة الصحية، وكيفية مواجهة المشكلة على قدر حجمها الطبيعي، فكثير من الناس ينكرون وجود الإيدز في مصر، لكن للأسف هو موجود، ورغم أن نسبته قليلة إلا أن المشكلة تكمن في معدل الزيادة، فمعدل الانتشار حاليا أقل من 2 في الألف، لكن إذا استمرت السياسات التي نتعامل بها مع المرض كما هي قد يتحول إلى مشكلة مثل"فيروس سي" .

بدأت العمل في مكافحة المرض عام 2002، أثناء دراستي في الكلية وذلك عن طريق الأنشطة الطلابية، ثم تحول النشاط إلى تقديم الخدمة الصحية عقب التخرج، في وحدة الفحص والمشورة للتوعية، والتي كان يتوافد عليها أصحاب المشاكل التي قد تؤدي للإصابة بالإيدز، حيث نقوم باتخاذ إجراءات الحماية من السلوكيات التي قد ينتقل المرض عن طريقها، وعقب 4 سنوات، انتقلت إلى العمل كمنسق لبرامج الإيدز التابعة لوزارة الصحة والأمم المتحدة على مستوى الجمهورية، ثم بدأت في الجانب التوعوي، فرغم توفر التكنولوجيا إلا أن ذلك لا يوصل للمواطن المعلومة التي أريده أن يعرفها، فالإيدز دائما في المرتبة العاشرة لاهتمامات الناس، وأسعى لرفع الاهتمام بهذا المرض لدى الفئة الأكثر عرضة للإصابة به، حتى يكون الاهتمام به على قدر حجمه.

الوقاية والتي تنقسم إلى 3 مراحل، فهناك الوقاية الأولية التي تسعى للحماية من الإصابة بالمرض وتقوم على تجنب الطرق المؤدية للإصابة بالمرض وهي"ممارسة الجنس غير الآمن، الأم المصابة للجنين أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة، استخدام الحقن والأدوات الملوثة بالفيروس، نقل الدم الملوث"، نقطة إصابة الطفل عن طريق الأم أو نقل الدم الملوث سهل التحكم فيها حيث تقوم وزارة الصحة بعمل برنامج مسح صحي لأكياس الدم وهو برنامج ناجح، لكن أكثر ما يقلق هو الطرق المعتمدة على سلوك الفرض من الجنس غير الآمن، الحقن الملوثة.

للأسف المرض ليس له أعراض، والوسيلة الوحيدة للكشف عن الإصابة بالمرض هي التحليل، فمن الممكن أن يكون الشخص ظاهريا سليم تماما، يمارس الرياضة، وفي الوقت نفسه حامل للفيروس وينقله، لذلك فنحن في حاجة لتوفير توعية مجتمعية بالأماكن المخصصة للفحص، وعقب التأكد من الإصابة بالفيروس، يتوجه الشخص إلى أحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة مثل الحميات ليعرف إذا ما كانت حالته مستحقة للعلاج أم لا.

وذلك عن طريق إجراء تحليل "سي دي فور" وهو تحليل مجاني، إذا كانت النسبة أقل من 500 فالمريض في حاجة للعلاج، وإذا كانت النسبة أكثر من 500 ينتظر حامل الفيروس ويتابع كل 3 أشهر عن طريق إجراء ذلك التحليل في الحميات، وذلك لا يستوجب أي التزامات قانونية أو مثل إبراز البطاقة الشخصية أو غيرها، وأن الحالة الوحيدة التي يطلب فيها البطاقة للإجراءات الروتينية وليست للتبع هي حالة ظهور النسبة أقل من 500، ويتم صرف العلاج شهريا بالمجان والذي تبلغ تكلفته 800 دولار، وتحرص الوزارة على صرفه مجانا، وذلك تخوفا من تحول انتشار الإيدز للاتساع كما هو في فيروس سي خلال 10 أو 20 عامًا.

المجتمع المدني ووزارة الصحة تمثلان الركائز الأساسية لمكافحة المرض، فتقوم الوزارة بتوفير العلاج، بعض الفحوصات، الخدمة الصحية لبعض الأمراض المتعلقة بالإيدز ولكنها ليست هو، فقد يكون هناك في مراحل المرض بعض الأمراض الانتهازية، أو أي مشاكل صحية أخرى، فيما يقوم المجتمع المدني بدور كبير جدا، حيث يصل إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتوفير الوعي لهم وتوجيه الحالات المحتاجة للخدمة الطبية للأماكن المختصة، وذلك يتم في كافة محافظات مصر.

الجزء التوعوي بالنسبة للمجتمع يحتاج إلى جهد أكبر، فلابد أن يتم توعية الشباب خاصة أنهم الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، فهم في فترة التجربة ومحاولة اكتشاف كل ما هو جديد، بالإضافة إلى أنَّ الإيدز يتركز في مصر بمجموعات معينة يكون الانتشار بها أعلى من غيرها، وفكرة الوصول لهذه المجموعات هي الأساس، وللأسف البعض يرتبط فكره بما كان يعرض في "التلفزيون" قبل ذلك، فأذكر إعلان للتحذير من المرض يقول"بره بيستخدموا الواقي الذكري للحماية من الإيدز، في مصر شبابنا بعفتهم بيقدروا يحموا نفسهم" وذلك خطأ، لأن به تعميم في الوقت الذي يصيب فيه المرض أفراد، كما أن المرض موجود في مصر بالفعل.

بالضبط، فكثير ممن سمع هذا الإعلان وغيره من الأفلام مثل"الحب في طابا" وغيره، صور مريض الإيدز وكأنه وباء يمشي على الأرض، وأن المرض ممكن أن ينتقل منه بأي طريقة، وهذه ليست حقيقة فالمرض ينتقل بالصور الأربعة التي ذكرتها سابقا، وكون أن الناس ترى المرض بعيد عنها فذلك خطر فكما أقول دائما"HIV نحن من نذهب إليه وليس هو من يأتي لنا".

الوزارة تقدم خدمات صحية كافية جدا، منافذ العلاج الموزعة للعلاج الشهري موجودة في كافة مستشفيات الحميات الموجودة في كل المحافظات تقريبا، مراكز الفحص والمشورة موجودة في كافة المستشفيات أيضا، بالإضافة إلى أن بعض الجمعيات التابعة للمجتمع المدني تضم وحدات للفحص والمشورة منها 4 في الإسكندرية وحوالي 7 في القاهرة وغيرها من المحافظات.

الإنسان لا يختار مرض معين، وهناك مجموعة خطوات يتبعها الإنسان لحماية نفسه من كثير من الأمراض، فإذا استطاع حماية نفسه من فيروس سي، فهو يحميها من الإصابة بالإيدز، فتقريبا طرق انتقال أمراض الدم واحدة.

هناك جزء من هدفي توعوي لكن الهدف الأكبر إيصال التوعية للفئات الأكثر عرضة، وتوفير الوقاية لهم، وتوفير المعلومات والممارسة للوسائل الوقائية هذا هو الهدف.

إذا أصيب الشخص بالفيروس وقام بإجراء في تحليل في نفس اليوم ستظهر النتيجة سلبية، وعقب شهر ونصف يتم إعادة التحليل مرة أخرى، حيث تبدأ الأجسام المضادة في الجسد الظهور للفيروس، فتظهر في التحليل، ونتيجته تظهر خلال يوم، ولكن ظهور النتيجة الإيجابية لا يعني أن المصاب متعايش مع الفيروس، بل يتم إجراء تحليل آخر في الحميات، وتظهر نتيجته خلال أسبوع، وقد تكون النتيجة سلبية، وإذا كانت إيجابية يتم إحالتها للقاهرة، ويتم إجراء التحليل الأساسي للتشخيص ويستغرق من 3 أسابيع إلى شهر.

طريقة التحليل ظاهريا متشابهة، إلا أن أمراض الدم بصفة عامة تحتاج لضمان السرية، فليس من المعقول أن أقول للمريض مبروك "عندك فيروس الإيدز" ولابد أن أكون المريض مهيئًا نفسيا وأن أوجهه للخطوات التي سيتخذها، وأود أن أضيف أن فيروس الإيدز أضعف من فيروس سي، ففي فترة الثمانينيات لم يكن لدينا المعلومات الكافية عن فيروس سي، وانتشاره جاء بسبب عدم وجود المعلومات، بينما حاليا لدينا المعلومات لكن ليس لدينا الآلية التي تجعلنا نستفيد من هذه المعلومات.

كان شيء طيب جدا من السفارة، كنت قد شاركت معهم في أحد البرامج في 2013، ومنذ 3 أشهر كان هناك اجتماع وتحدثنا خلاله عن مرض الإيدز، وقبل شهر 12 أخبروني أنه من الممكن أن يتم تنظيم حملة أو ما شبه ذلك لمكافحة الإيدز، وكان ذلك بمناسبة الحملة العالمية لمكافحة الإيدز.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل