المحتوى الرئيسى

عناني الجلالي: تحرير سعر الصرف من أنجح القرارات الاقتصادية فى الفترة الأخيرة

12/25 11:10

تمرد على نفسه وظروفه، فسافر إلى النمسا ليعمل هناك بائعاً للجرائد، إلا أن صور الجنود المصريين القتلى فى الصحف وقت حرب 1967 جعلته يتراجع عن تلك المهنة، كان يقطن فى الملاجئ وبيوت الشباب وكبائن التليفونات، بعد أن هاجر إلى المجهول، وهو لا يعرف حتى اللغة الإنجليزية، ثم انتقل إلى الدنمارك، وهناك أكل من صناديق القمامة، ثم عمل غاسلاً لـ«الأطباق» فى فندق، مقابل وجبة فقط، وهناك تحدى القهر الذى عاشه، حتى أصبح نائباً لمدير أكبر فنادق الدنمارك، وهو فى منتصف العقد الثالث من عمره، لتتحول حياته إلى النقيض تماماً، فاللاجئ فى بيوت الشباب الذى كان يحلم بسرير ينام عليه ووجبة طعام، أصبحت لديه ملايين الأسرّة فى أكبر سلسلة فنادق يمتلكها فى العالم، وبات ضيف شرف على موائد الرؤساء والملوك، والفاشل فى تعليمه الذى لم يحصل على «الثانوية العامة» تحول إلى رئيس مجلس المستشارين للاتحاد الدولى للجامعات فى العالم.

كثير من المتناقضات كشف عنها رجل الأعمال عنان الجلالى، أحد عقول مصر المهاجرة، فى حواره مع «الوطن»، وأكد خطورة تزاوج رأس المال بالسلطة، فضلاً عن حاجة مصر لتنظيف شوارعها من القاذورات وتنظيف العقول من الميكروبات.

«الجلالى» يرى أن قرار تحرير سعر الصرف من أنجح القرارات التى اتخذتها مصر، إلا أنه اعتبر من المصائب أن الدولار أصبح هو العملة المصرية، فى ظل الحديث عنه والتركيز عليه بطريقة مبالغ فيها.. وإلى نص الحوار

■ هل التقيت الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- لا.. لم يحدث حتى الآن.

■ وهل التقيت الرئيس المعزول محمد مرسى؟

- لم يحدث أيضاً رغم أن رئاسة الجمهورية حينها وجهت لى الدعوة للقائه لكنى اعتذرت.

رئيس أكبر سلسلة فنادق بالدنمارك: على رجال الأعمال تدشين مشروعات تعود بالنفع على الاقتصاد بدلاً من المتاجرة بالشعارات

■ لماذا اعتذرت عن لقاء مرسى؟

- لأنى قلت للإخوان حينما تولوا الحكم فى مصر أتمنى أن تصححوا صورة الإسلام التى شوهت فى العالم، وأن تستغلوا الفرصة، لكن الغريب أن رجال الأعمال الذين كانوا سبباً فى سقوط نظام مبارك تم استبدالهم برجال أعمال إخوان فى عهد مرسى، بل إن رجال الأعمال الإخوان كانوا جزءاً من مؤسسة الرئاسة، وهو ما لم يحدث أيام مبارك، وبالتالى استغربت عدم استغلالهم للفرصة التى حصلوا عليها وتضييعهم لها فرفضت لقاء مرسى، خصوصاً أنى ضد اشتغال رجال الأعمال بالسياسة.

■ ولماذا ترفض اشتغالهم بالسياسة؟

- لأنه لن يتفق رجل الأعمال مع السياسة، فالنظم العالمية وقعت بسبب اشتغال رجال الأعمال بالسياسة، ومصيبة الدول النامية والعالم العربى وخصوصاً مصر هى تزاوج رجال الأعمال بالسلطة.

■ هل ترى أن هذا الوضع موجود فى مصر الآن؟

- للأسف نعم، موجود حتى الآن، فالسياسى فى الدول المتقدمة يكون تاريخه مليئاً بالعمل السياسى منذ شبابه وبالتالى يكون متفرغاً له فقط، وأرى أن أحد أهم أسباب انهيار اقتصاديات العديد من الدول هو اشتغال رجال الأعمال بالسياسة، وعلى المستوى الشخصى أنا فخور بأنى ساقط ثانوية عامة، واشتغلت غاسلاً للأطباق فى بداية حياتى.

■ بمناسبة النجاح الذى حققته فى مجال الفندقة.. كيف ترى معالجة أزمة السياحة فى مصر؟

- مصر عموماً تحتاج إلى تنظيف الشوارع من القاذورات والعقول من الميكروبات، فلا أحد يبالى بالقاذورات الجالبة للأمراض والملوثة للنيل، كيف نسمم البيئة التى نعيش فيها ثم نعود بعد ذلك لنشكو من تردى أوضاعنا، أما الميكروبات العقلية والفكرية، فمنها الفتاوى العشوائية بدخول الناس للجنة والآخرين للنار، ولا أعلم كيف وصلنا إلى حد التدخل فى علم الله الغيبى، كيف نسعى لبناء مجمع أبحاث وتعليمنا الأساسى يعانى.

«الكلام كتير» عن الدولار وكأن العملة المصرية «مُصيبة»

■ لكن أين دور عقول مصر المهاجرة فى ظل هذا الوضع الذى ذكرته؟

- بالطبع علينا دور كبير، وأنا شخصياً أول من أحضرت الجراح العالمى مجدى يعقوب إلى مصر عقب حصوله على لقب سير من ملكة إنجلترا، وجلست مع الدكتور فؤاد إسكندر، وزير الهجرة فى هذا الوقت، وتوليت مجيئه إلى مصر فى ثمانينات القرن الماضى.

■ نعود لأزمة السياحة فى مصر كيف يمكن معالجتها؟

- باستغلال القوى الناعمة ومخاطبة الشعوب قبل الحكومات لعودة السياحة، فمثلاً يجب استغلال الموسيقى المصرية وأعلامنا البارزين مثل الفن التى قدمته الفنانة داليدا وتسويقها باعتبارها من أصول مصرية، أيضاً الفنادق عليها دور فى توزيع ملخصات ومنشورات بأهم معالم مصر السياحية على السائحين وعمل برامج تركز على شرح طبيعة مصر الخلابة ومقوماتها بحيث يتحول السائحون إلى مندوبى دعاية غير مباشرة لمصر فى الخارج، كما أننا نفتقد إلى العمالة المدربة والمؤهلة على استقبال السائحين وخدمتهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل