المحتوى الرئيسى

بايع داعش قرب مقر ميركل.. كيف انتقل المطلوب الأول بسلاحه عبر القطارات ووصل أرضه المألوفة؟

12/25 05:13

وكالة الاستخبارات المغربية قد حذَّرت السلطات الألمانية

وقد ادعت بوابة موندو أفريك، الباريسية، الجمعة أنَّ وكالة الاستخبارات المغربية قد حذرت السلطات الألمانية مرتين من دعم العامري "الحماسي" لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، واتصاله باثنين من ممثلي التنظيم قبل هجمات يوم الإثنين. إحدى هذين المرتين كانت في 19 سبتمبر/أيلول، والثانية في 11 أكتوبر/تشرين الأول.

وقد بثَّت وكالة "أعماق"، التابعة لداعش فيديو يبايع فيه العامري زعيم التنظيم، أبا بكر البغدادي، ودعا فيه مؤيدي داعش إلى الانتقام من "الصليبيين" لقصفهم المسلمين. ويبدو أنَّ هذا التسجيل قد التُقط باستخدام هاتف محمول في كوبري كيلير في حي موابيت ببرلين، على بعد حوالي ميل من مقر المستشارة الألمانية.

كما يقع الكوبري بالقرب من مستودع تيسينكروب، حيث أوقف السائق البولندي لوكاس أوربان شاحنته يوم الإثنين، وهي الشاحنة التي استخدمت في تنفيذ الهجمات على سوق "بريتشد بلاتز" للكريسماس في وقت لاحق من مساء ذلك اليوم.

وقال مايكل أورتمان، الخبير في شؤون الإرهاب لدى محطة RTL: "لا يمكن، بكل بساطة أن يكون شخص مثل العامري قادراً على الانتقال بحرية في ألمانيا، على الرغم من الاشتباه في تخطيطه لهجمة إرهابية".

لقد فقدت وكالات استخباراتنا قدرتها على الانتباه

وقال أورتمان للغارديان، مشيراً إلى حقيقة أن ألمانيا لم تشهد نشاطاً إرهابياً لعقود عديدة منذ انهيار عصبة الجيش الأحمر، والمعروفة أيضاً باسم عصابة بادر ماينهوف: "لقد فقدت وكالات استخباراتنا قدرتها على الانتباه". وأضاف أنَّ وكالات الاستخبارات الألمانية كانت عادة تعاني من نقص العمالة والتأخر التكنولوجي، ما يصعّب تبادل البيانات مع الشرطة الإقليمية.

وليس من الواضح كيف استطاع العامري أن يسافر من برلين، شمال القارة، إلى ميلانو في الجنوب. وقالت وسائل الإعلام الألمانية والإيطالية إنَّ تذكرة قطار فرنسية وجدت في جيب العامري، ما يشير إلى أنه قد استقل قطاراً في مدينة شامبيري، شمال جبال الألب الفرنسية، بالقرب من كل من الحدود السويسرية والإيطالية. ومن هناك يبدو أنه سافر بالقطار لساعتين ونصف الساعة إلى مدينة تورين شمالي إيطاليا، قبل أن يستقلَّ قطاراً آخر إلى ميلانو.

لكنَّ وسائل الإعلام الفرنسية عرضت، يوم الجمعة، نظرية مختلفة، إذ قالت إنَّ العامري قد سافر من مدينة ليون إلى شامبيري بالقطار، ثم استقل قطار TGV السريع إلى ميلانو.

لو كان العامري قد سافر مباشرة من ألمانيا إلى فرنسا بالقطار، فإنه يكون بذلك قد عرَّض نفسه لمخاطر كبيرة جداً بالكشف عن هويته. فقد شُدِّدت الإجراءات الأمنية على بعض القطارات الفرنسية والدولية، بعد إحباط محاولة هجوم، العام الماضي، قام بها جهادي مغربي، يبلغ من العمر 27 عاماً، عندما فتح النار على قطار تاليس المتجه من أمستردام إلى باريس. الآن صار على الركاب المرور عبر أجهزة مسح للكشف عن المعادن في بعض الأرصفة. لكن ليست كل القطارات، ولا كل المحطات تقوم بفحص الركاب قبل صعودهم على متن القطار.

وبحسب صحيفة تاجشبيجل، فإنَّ شرطة برلين قدرت أنَّ المشتبه به لن يكون قادراً على السفر أبعد من حدود العاصمة الألمانية، اعتماداً على أقوال شهود عيان تفيد بأنَّ العامري كان قد جرح جروحاً واضحة في وجهه خلال الهجمة التي وقعت يوم الإثنين.

ومع ذلك، فإنَّ هناك العديد من الشركات التي تدير رحلات بالحافلات من مركز برلين إلى جبال الألب. شركة فليكس باص، على سبيل المثال، لديها حافلة تغادر الساعة 11:45 مساء الإثنين من مركز برلين، وتصل إلى آنسي، بالقرب من شامبيري، في الساعة 08:10 صباح اليوم التالي.

وعلى الرغم من أنَّ ركاب الحافلات ينبغي لهم أن يحملوا جواز سفر ساري المفعول للسماح بركوبهم، إلا أنَّ وثائق الهوية يفحصها السائق فقط، وهو عادة لا يكون مؤهلاً للتأكد من صحة هذه الوثائق. وقد رفضت شركة فليكس باص التعليق على احتمال أن يكون العامري قد سافر على متن إحدى حافلاتها، وحولت صحفيي "الغارديان" إلى المحققين الجنائيين.

بحلول الوقت الذي وصل فيه العامري إلى ميلانو، كان معه مائتا دولار فقط في محفظة نقوده، وهو ما حدا بالمحققين الإيطاليين إلى افتراض أنه كان يأمل في الاختباء في مكان قريب. كانت إيطاليا أرضاً مألوفة بالنسبة للعامري، وربما يفسر هذا سبب رجوعه إليها بعد هجمات يوم الإثنين. ويعتقد أنه وصل إلى إيطاليا مع عشرات آلاف التونسيين الآخرين الذين دخلوا البلاد بعد مظاهرات الربيع العربي عام 2011.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل