مطالبات بمنح سائق الشاحنة القتيل في هجوم برلين وسام الاستحقاق الألماني

نجحت حملة لجمع التبرعات في جمع 170 ألف دولار لعائلة سائق الشاحنة البولندي، لوكاس أوربان، الذي قتل على ما يبدو أثناء محاولته منع استخدام شاحنته في اعتداء برلين يوم الاثنين الماضي. ودشن الحملة السائق البريطاني، ديف دونكان، يوم الثلاثاء بعد يوم من مقتل أوربان على يد أنيس العامري الذي يعتقد أنه منفذ هجوم الشاحنة ،والذي لاذ بالفرار ثم قتل في تبادل لإطلاق النار في مدينة ميلانو على يد الشرطة الإيطالية أمس الجمعة.

قال قريب سائق الشاحنة البولندي إن جسم السائق المغدور كان يحوي آثار طعنات وأعيرة نارية، وأنه كان يقاتل دفاعاً عن حياته. وأظهر جهاز "نظام تحديد التموضع العالمي" حركة غير اعتيادية للشاحنة. (21.12.2016)

أعادت حادثة الدهس في برلين إلى الأذهان ظاهرة برزت منذ سنوات قليلة: استخدام المركبات، وخصوصاً الشاحنات الكبيرة، كأداة في تنفيذ العمليات الإرهابية. ما هي أهم السوابق التاريخية لهذه الظاهرة؟ وأين يكمن سر قوتها الغادرة؟ (20.12.2016)

وبموازاة مع ذلك، طالبت حملة على الانترنت بمنح السائق البولندي "وسام الاستحقاق الألماني". وقد كتبت مطلقة الحملة، كونستانسه شتيلتسن مولر، على موقع "تشينج دوت كوم" أن السائق البولندي "بطل لأن صراعه مع الجاني ربما أنقذ العديد من الأرواح البشرية الأخرى". وقد وصل عدد الموقعين على العريضة، حسب مجلة إكسبرس حوالي 13500 شخص. ومن المنتظر إرسال هذه التوقيعات إلى الرئيس الألماني لينظر فيها.

وفي نفس السياق، أعرب الآلاف من الألمان والبولنديين عن استعدادهم لدعم أسرة السائق البولندي. وكتب ارييل زورافسكي، صاحب شركة النقل التي كان يعمل بها أوربان، على صفحة الشركة بموقع فيس بوك "تلقينا العديد من الطلبات يسأل مرسلوها عن كيفية تقديم الدعم المالي لأسرة زميلنا لوكاس". وكتب زورافسكي، وهو ابن عم أوربان أيضاً، في صفحة الشركة على فيس بوك "شكرا لكم على كل كلمة طيبة، وكل نصيحة ومساعدة... إنه وقت صعب للغاية بالنسبة لنا".

يذكر أن السائق القتيل متزوج ويبلغ نجله من العمر سبعة عشر عاماً.

خ.س/ع.ش (رويترز، د ب أ)

قبل خمسة أيام من ليلة عيد الميلاد، وفي حوالي الساعة الثامنة مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) اقتحمت شاحنة سوداء كبيرة سوق عيد الميلاد التقليدي بالقرب من كنيسة "الذكرى" في حي كودام بقلب العاصمة الألمانية برلين.

الشاحنة ماركة "سكانيا" والتي تحمل لوحات معدنية بأرقام بولندية صعدت على رصيف المشاة ودهست عددا كبيرا من زوار سوق عيد الميلاد، والأكشاك الموجودة فيه.

لم تكن هناك فرصة للمتواجدين في المكان في الهروب من طريق الشاحنة التي قطعت مسافة من 50 إلى 80 مترا وسط السوق وقتلت 12 أشخاص وجرحت 48 على الأقل حسب روايات لشرطة العاصمة برلين.

هرعت قوات الإنقاذ إلى المكان وبدأت في إجلاء الضحايا. وقالت الشرطة بالموقع لوسائل إعلام ألمانية إن الحادث يبدو عملا متعمدا. غير أن أندرياس غيسيل وزير داخلية ولاية برلين قال إن ملابسات الحادث لا تزال غير واضحة وإن "تسلسل الأحداث يشير إما إلى حادث عرضي أو هجوم."

وأعاد الحادث إلى الأذهان هجوما وقع في نيس بفرنسا في يوليو/ تموز عندما قاد رجل تونسي المولد شاحنة تزن 19 طنا على طريق الساحل ودهس أناسا تجمعوا لمشاهدة عرض بالألعاب النارية في اليوم الوطني فقتل 86 شخصا، وأعلن حينها تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.