المحتوى الرئيسى

وقف الاستيطان.. ماذا قال الغرب عن انتصار أصحاب الأرض؟

12/24 20:43

بأغلبية ساحقة وفي خطوة نادرة، انتصر مجلس الأمن لفلسطين.. أقرَّ بوقف الاستيطان، فسادت الصدمة في تل أبيب، رغم شكوك في احتمالية التزام الاحتلال بتنفيذه، لا سيَّما بعدما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم الالتزام به.

سواء غيَّر القرار على الأرض شيئًا أو لم يغيِّر إلا أنَّه انتصار دبلوماسي فلسطيني، صاحبه ردود أفعال واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

"التحرير" ترصد آراء وتعليقات غربية على القرار:

انتقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، القرار، وقال - في تغريدةٍ على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء أمس: "بالنسبة للأمم المتحدة، سيتغير الأمر بعد 20 يناير"، في إشارة إلى يوم توليه السلطة خلفًا للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

قالت ديان فينستين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، التي تعتنق اليهودية، إنَّ إيقاف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس هي ضرورة مطلقة من أجل السلام بين إسرائيل وفلسطين، متوقعةً أنَّ التوسُّع في بناء المستوطنات ليس له إلا هدفٌ واحد، وهو تقويض إمكانية الوصول إلى حل الدولتين.

وأدان جوناثان جرينبلات رئيس رابطة مكافحة التشهير - هي منظمة يهودية غير حكومية - مشروع القرار، قائلًا: "هذا المشروع لن يقم إلا بالقليل من أجل تجديد مجهودات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسوف يشجع فقط مزيدًا من التعنُّت الفلسطيني وجهًا لوجه مع المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لصالح المبادرات الأحادية التي تتم من جانب واحد".

وأضاف أنَّ الرابطة كانت مُحبطة للغاية، من أنَّ الولايات المتحدة لم تستخدم حق النقض "الفيتو" الخاص بها لإيقاف القرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معربًا عن المقلق من أنّ يكون هذا المشروع المتحيز هو الكلمة الأخيرة لإدارة أوباما حول هذه القضية.

من جانبه قال ديفيد هاريس المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية إنَّ قرار إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما للمرة الأولى مرة منذ ثماني سنوات ألّا تمنع قرارًا ضد إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو أمر مزعج للغاية.

وأضاف أنَّ المعضلة الأساسية أمام الوصول للسلام، كانت ومازالت، الرفض العميق من القيادة الفلسطينية الاعتراف بشرعية إسرائيل، والتفاوض بشكل جديّ للوصول إلى اتفاق شامل.

هاجم عضو الكنيست عن حزب الليكود، أوباما، قائلًا «أوباما قام بانقلاب مروع في الأمم المتحدة. وغدر بحلفاء في العالم.. فعل كذلك مع شعب إسرائيل .. على دولة إسرائيل أن تنتهج سياسة جديدة في الضفة الغربية وتتوقف عن الحفاظ على السلطة الفلسطينية».

وأدان كل من رئيس مجلس النواب الأمريكي، باول ريان، والسيناتور جون ماكين، عضوا الحزب الجمهوري، القرار كما ذكر موقع وكالة "رويترز".

وقال ريان في تصريح له، إنّ امتناع الولايات المتحدة عن التصويت كان شيء مخزي للغاية، وضربة موجعة للسلام، فيما صرح ماكين، بأن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت جعلها متواطئة في هذا الهجوم الشنيع.

ورأت شيرين تادروس رئيس مكتب منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة بنيويورك أنَّ مجلس الأمن يجب عليه أنّ يتخذ تدابير أخرى ويطالب دولة إسرائيل ليس فقط الوفاء بالتزاماتها القانونية لوقف بناء المستوطنات، ولكن أيضًا تفكيك مستوطناتها الحالية وتغيير مكانها إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لسلامٍ عادل ودائم.

وقال لويس شاربوني مدير الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش إنَّ امتناع الولايات المتحدة عن التصويت تغيير مرحبٌ به بغض النظر عن استخدامها السابق لحق الفيتو الخاص بها، لحماية إسرائيل من النقض على الرغم من سياسة أمريكا التي تعارض الاستيطان، لافتًا إلى أنَّ المؤشرات تقود إلى أنَّ الرئيس المنتخب دونالد ترامب من الممكن أن يغير سياسات الولايات المتحدة حول الاستيطان تعيد التفكير حول الحاجة لموقف صلب من مجلس الأمن.

يأتي هذا فيما رحبت تركيا، مساء أمس الجمعة، بتبني القرار، في بيانٍ صادر عن وزارة الخارجية التركية، حيث قالت إن قرار مجلس الأمن يحمل أهمية، لأنه يؤكد على أن الاستيطان يشكل عائقًا أمام رؤية حل الدولتين.

وجدّد البيان دعوة أنقرة لإسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في القدس الشرقية، والضفة الغربية، بأقرب وقت، والانسياق لقرار مجلس الأمن الأخير ذي الصلة الذي يعتبر موقفًا مشتركًا للمجتمع الدولي

من جانبه، قال وزير الخارجي الأمريكي جون كيري، إنَّ قرار مجلس الأمن بشأن وقف الاستيطان صائب في إدانته "التحريض والنشاط الاستيطاني". 

ودعا كيري - حسبما أوردته "سكاي نيوز عربية"، أمس الجمعة - الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العمل على إنجاح حل الدولتين. 

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنّى مساء أمس الجمعة، مشروعًا رافضا للاستيطان، بموافقة 14 دولة وامتناع واشنطن عن التصويت.  

ويدعو مشروع القرار إلى الوقف الفوري والكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة.  

وكان من المقرر التصويت على القرار أمس الأول الخميس، لكن تمَّ تأجيله، بعد أن أرجأت مصر - العضو العربي في مجلس الأمن الدولي - التصويت عليه قبل ساعات من موعد تقديمه في المجلس.  

غير أنَّ كلًا من نيوزيلاندا والسنغال وماليزيا وفنزويلا تبنّت المشروع، وطالبت المندوب الإسباني "رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن"، عقد الجلسة اليوم، وهو ما تم بالفعل.  

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل