المحتوى الرئيسى

"مدينة الأشباح تتحرر"..أفراح السوريون تقهر الموت في حلب.. ورسائل حلفاء الأسد تصفع معسكر الخاسرين .. أوباما يودع المعركة بقرار فاضح.. وابواق الخليج تتحسر علي الهزيمة

12/24 16:34

انتصارًا استراتيجيًا أحرزه الجيش السوري اعتمادا علي الدعم العسكري من روسيا وإيران، أعاد الحياة مجددًا إلي العاصمة الصناعية لسوريا، لأول مرة منذ اربعة أعوام ظلت طيلتها مدينة حلب واقعة في براثن فصائل معارضة معتدله، و أخري متطرفة.

جاء إعلان الجيش السوري فرض كامل سيطرته علي حلب عقب انتهاء عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من آخر الأجزاء التى كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة هناك، أول أمس الخميس، بعد تأجيل طويل بسبب ظروف الطقس.

أربع أعوام ونصف العام هي عمر واحدة من أشرس المواجهات العسكرية التي شهدها أحياء حلب أكبر مدن سوريا علي الاطلاق، بين المعارضة السورية بما فيها الجيش السوري الحر، الميليشيات السنية بما فيها الجبهة الشامية ضد القوات التابعة للحكومة السورية، بدعم من حزب الله و‌روسيا، وضد وحدات حماية الشعب الكردية.

وبمجرد إعلان تحرير مدينة حلب، تحولت شوارع عدة في الأحياء الغربية إلى ساحات احتفال بعد أن حولها إحتدام المعارك بين القوات النظامة والعناصر المسلحة طوال الشهر الجاري إلي مدينة أشباح تخيم عليها مشاهد الدمار ورائحة الموت، حيث اختلطت الهتافات المؤيدة للحكومة السورية بأبواق السيارات التي جابت الأحياء ابتهاجا.

أما في الجهة المقابلة، فكانت الأحياء الشرقية التي سيطر عليها الجيش مؤخرًا شبه خالية بعدما غادرها عشرات الآلاف من سكانها هربا من المعارك منذ منتصف الشهر الماضي، كما أجلي آلاف آخرون في الأسبوع الأخير.

"بفضل دماء شهدائنا الأبرار وبطولات وتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة والقوات الرديفة والحليفة وصمود شعبنا الأبي تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة".. بهذه الكلمات أعلنت قوات الأسد نتائج معركة تحرير حلب، لتتوالي في أعقابها ردود الفعل الدولية.

وانطلق أول تعليق علي لسان الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد أن الانتصارات فى حلب فتحت باب العمل السياسي في سوريا، معتبرًا إن استعادة كامل السيطرة على حلب تمثل انتصارا لحلفائه الروس والإيرانيين وانتصارا لبلاده أيضا.

وقال الأسد، في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع مع وفد إيراني رفيع، إن تحرير حلب من الإرهاب ليس انتصارا لسوريا فقط، بل لكل من يسهم فعليا في محاربة الإرهاب وخاصة لإيران وروسيا، مضيفًا أن الانتصارات الميدانية "خطوة أساسية في طريق القضاء على الإرهاب في كامل الأراضي السورية وتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حل ينهي الحرب".

وعقب ذلك، أجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا مع نظيره السوري لتهنئته باستعادة السيطرة على حلب، معتبرًا إياها تشكل خطوة بالغة الاهمية نحو السلام، مؤكدًا أن الهدف بات هو التركيز على القضايا المتصلة بالتسوية السلمية للنزاع وخصوصا عبر التوصل الى اتفاق شامل.

وتابع قائلًا:"يجب القيام بكل شيء لكي تتوقف المعارك في كل الاراضي السورية، وفي مطلق الاحوال، هذا ما نسعى للحصول عليه.

وعلي النقيض من السابق، خيمت الصدمة والحسرة علي معسكر الخاسرين في معركة حلب الكبري، الذين تتصدرهم المعارضة السورية فالهزيمة لا تقتصر علي الجانب العسكري فقط بعد سقوط أكبر معاقلها في شرق حلب، وانما بعد أن أخذ حلم إقامة دولة إسلامية يتبدد، بعد ما سارعت أعداد متزايدة من المسلحين بتسليم أسلحتها للحصول علي عفو من الدولة، وتحررت الكثير من البلدات دون قتال، تحت الضغط الشعبي الرافض لوجود المسلحين.

وفي المرتبة التالية تأتي الولايات المتحدة، المتزعمة للمخطط وصاحبة الكلمة الأولي والحضور القوي علي الساحتين السورية والعراقية، والتي تدراكت سريعًا الأمر بعد أن لوحت بورقة مضاعفة تسليح تشكيلات المتطرفين في سوريا بالمعدات العسكرية.

وجاءت تلك الخطوة بعد أن صادق الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مساء الجمعة، على ميزانية وزارة الدفاع لعام 2017، والبالغة 619 مليار دولار أمريكي، بعد أن أقرها الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ.

وأضيف على مشروع القانون قبل إقراره بند يمهد الطريق لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف، بعد تحقيق شروط معينة، وحيث تضم ميزانية هذا العام، ميزانية حرب بقيمة 67 مليار دولار، لاستخدامها في العمليات ما وراء البحار.

حاولت الولايات المتحدة الخروج بأقل الخسائر الممكنه من المعركة، بعد أن رأت الإستجابة للمطلب الروسي بخروج المسلحين من جنوب شرق حلب، لكنها أرادت تحسين شروط استسلام المسلحين، تفاديًا لقتلهم داخل حلب، بحسب ما أوردته صحيفة النيويورك تايمز في تقرير لها بعنوان "حان الوقت لوقف القتال".

لكن رفض بعض حلفاء واشنطن الاعتراف بالهزيمة، دفعها إلي التلويح بأنها ستدرس تزويد المسلحين بصواريخ مضادة للطائرات، في خطوة يري مراقبون أن الهدف منها هو خفض سقف طموحات التحالف الروسي السوري الإيراني المنتصر، وامتصاص غضب رموز المعارضة السورية، حتي تتسلم إدارة دونالد ترامب السلطة.

اما تركيا والتي تراجع ترتيبها في قائمة الخاسرين بعد أن شهد اتسمت سياستها حيال الملف السوري بقدر من المرونة علي نحو كبير، لاسيما بعد أن أبدت القوات السورية تعاونًا غير مسبوق من قصف مواقع قوات كردية مدعومة من واشنطن مؤخرًا، قد رمي لأن يظهر بشار الأسد أمام أنقرة شريك جاد بإستطاعته الإبقاء علي الأكراد السوريين قيد السيطرة.

وقد يكون الأمر الأهم الحملة القمعية التي شنها أردوغان في أعقاب محاولة الإنقلاب العسكري الفاشل في يوليو الماضي، والتي لاقت انتقادات غربية واسعة ما دفع أردوغان للإقتراب أكثر من روسيا الراعي المخلص للنظام السوري.

اسرائيل هي الأخري طالما منت نفسها بتنفيذ مخطط تقسيم دول المنطقة علي أسس مذهبية وعرقية، بل لعبت دورا في المعركة الدائرة وقتها بعد أن شنت هجوما صاروخيا علي مطار المزة العسكري قرب دمشق، وأحرقت بعض خزانات الوقود في المطار.

بيد أن إعلان تحرير المدينة السورية الأكبر والأهم علي الإطلاق أغضب الدوائر الرسمية الصهيونية بشده، حيث وصف وزير الأمن الإسرائيلي ليبرمان ما حدث بأنه "زلزال عنيف هز المنطقة"، ووضع شرطين لوقف القتال في سوريا، أولها إقصاء الرئيس السوري، والثاني هو انسحاب إيران وحزب الله من سوريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل