المحتوى الرئيسى

''لما الشتا يدق البيبان''.. حكايات تتحدى البرد (تقرير)

12/24 13:52

كتب – ندى الخولي ومصطفى المنشاوي وهاجر حسني ونسمة فرج وعلى أحمد:

تصوير – محمود أبو ديبة:

الألوان بدرجاتها تبدو أكثر كثافة وعمقا في ألياف الصوف والكتان. والشجر والبنايات المغسولة بمياه المطر تزدهر مرتان؛ الأولى عندما تزينها قطرات الندى، والثانية عندما تنعكس داخل برك وتجمعات الأمطار على الأرض. أما الطرقات والشوارع؛ فلا تخلوُ من سعاة الرزق صباحا، ومحبي الشتاء مساءً.

هكذا يطرق الشتاء "البيبان" كل عام؛ فتزدهر حرف وأخرى تندثر، وتتبدل صناعات في الشتاء لأخرى، ويبتكر عاملون على "باب الله" حيلا لمقاومة البرد. 

حتى الطقوس المنزلية لها رونق خاص في الشتاء لا يخلُ من صحن عدس ساخن على الغذاء، وكوب سحلب أو شوكولاتة دافئة في المساء.

صور وحكايات لأشخاص ومهن وصناعات، رصدها "مصراوي" بالتزامن مع بدء فصل الشتاء رسميا في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري، ويستمر قرابة ثمانية وثمانين يوما، في ملف "لما الشتا يدق البيبان"..

سر انخفاض درجات حرارة الشتاء هذا العام

بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، بأن الشتاء هذا العام قارص البرودة، أكد هشام عيسي، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، أن ظاهرة الإحتباس الحراري وراء انخفاض درجات حرارة فصل الشتاء هذا العام وارتفاعها في فصل الصيف أيضا. 

وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الشتاء مناخيًا وأرصاديًا بدأ في الأول من ديسمبر الجاري، وينتهي في الأول من مارس المقبل، والدليل على ذلك الانخفاض في درجات الحرارة تحديدًا الصغرى منها، وسقوط الأمطار على السواحل الشمالية، منذ بداية الشهر. بينما في الـ21 من ديسمبر يبدأ الشتاء جغرافيًا.

وأوضح عيسي في تصريحات خاصة لمصراوي أن الشتاء قارص البرودة منذ ثلاث أعوام، فالعام الماضي شهدت بعض المناطق نزول ثلج مثل منطقة 6 أكتوبر وسيول في الإسكندرية وقرية عفونة. 

وقد أعلنت غرفة العمليات المركزية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه في ضوء التحذيرات الصادرة من قِبل كل من الهيئة العامة للأرصاد الجوية ووزارة الموارد المائية والري بشأن سوء الأحوال الجوية المحتملة بعدد من المحافظات وذلك خلال الفترة من 22 حتى 24 ديسمبر الجاري، تم تفعيل غرفة العمليات اعتباراً من الخميس الماضي وذلك لمتابعة إجراءات الاستعداد بالمحافظات المحتمل تعرضها لسوء الأحوال الجوية.

ونصح وحيد سعودي، المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، المواطنين بإرتداء ملابس ثقيلة خلال الفترة المقبلة والقيادة بهدوء على الطريق أثناء سقوط الأمطار. 

"الناس مالهاش غير العدس.. مهما كانت الزيادات هيشتروا"

"دور البرد يلزمه ينسون وكراوية.. والمشروب الرسمي للشتا سحلب وحلبة، والأكلة الرسمية العدس.. والدفا يلزمه حمص الشام".. وسط أجولة الحبوب والأعشاب العطرية، وقف الحاج عبد التواب، على مدخل محله بوكالة البلح، يجيب على أسئلة واستفسارات المشترين.

وعلى الرغم من الارتفاع النسبي في أسعار الحبوب والعطارة بشكل عام؛ إلا أن الحاج عبد التواب أكد "الناس مالهاش غير العدس والحبوب بكل أنواعها، مهما كانت الزيادات، هيشتروا".

تابع .. موسم السحلب والعدس وحمص الشام ''مهما كانت الأسعار هيشتروها''

وداخل الوكالة، وبامتداد شارع الإسعاف، كانت هناك حركة كثيفة للناس ذهابا وإيابا؛ إلا أن هذا لا يعني بالضرورة رواجا في حركة البيع والشراء، بحسب أحد العاملين في محل ملابس، حيث قال "الأسعار غالية، الناس معذورة".

وتابع فيما يشير إلى "جاكت" أطفال مبطن "سعره 250 جنيه.. يعني كل عيل عاوزله يجي 500 جنيه لوحده علشان يجيب جاكت وبنطلون وتيشرت".

حتى الأسعار الزهيده لم تعد تجذب المشترين، وأشار البائع إلى "استاند" معلق عليه لافتة "10 جنيه.. ممنوع الفصال"، وقال "أهي الحاجات بعشرة جنيه ومع ذلك محدش بيشتري".

على "الاستاند" الموضوع عليه سعر موحد "10 جنيه.. ممنوع الفصال"، عشرات "الكولونات" والجوارب الطويلة من كل الأوان والمقاسات، قال عنه البائع "كل سنة الإقبال كان بيبقى كثيف على الكولونات دي علشان بتدفي.. بس السنادي مفيش شرا خالص".

ثم عاد ليؤكد "الإقبال على شراء البطانين والكلاسين الرجالي أكتر.. البرد يحكم".

اقرأ .. في وكالة البلح.. الكلسون ينتصر على الغلاء ''البرد بيحكم''

في الوقت الذي يفضل فيه أغلب المواطنين البقاء في منازلهم اختباءً من البرد والمطر، يضطر البعض للبقاء في الشارع بحثا عن لقمة العيش في ظل الظروف المناخية القاسية، فهم ينتمون إلى مهن لا تعرف الدفء في فصل الشتاء.

وفي شوارع محافظة الإسكندرية، التقى مصراوي بعدد من أصحاب المهن التي تتنافى طبيعة عملهم مع العوامل الجوية والتي تكون أحيانًا أشد قسوة في المدينة الساحلية مقارنة بالمحافظات الأخرى بسبب كثرة التقلبات الجوية المصاحبة للنوات، فبعضهم يرغم على العمل المتواصل لساعات طويلة في البرد، دون إمكانية التدفئة والتي إن وجدت قد تضر بصحتهم نتيجة اختلاف درجات الحرارة.

تعرف على تجاربهم.. بالصور - مهن لا يعرف أصحابها الدفء في فصل الشتاء

وخلال فصل الشتاء تعتبر التغذية السليمة، عاملاً رئيسياً من أجل مواجهة الأجواء الباردة والحصول على الدفء ومنح أجسامنا الطاقة اللازمة.

ويكثر الاهتمام بتناول أغذية بعينها خلال فصل الشتاء وذلك بسبب ما تحتويه من عناصر غذائية مفيدة كالألياف والفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر التي تمنح الجسم وقاية من أمراض الشتاء كنزلات البرد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل