المحتوى الرئيسى

«بُعبع 2017».. هذا ما تخشاه بعض الدول العربية في العام الجديد - ساسة بوست

12/24 11:15

منذ 1 دقيقة، 24 ديسمبر,2016

على أعتاب العام الجديد، تمتلك الدول العربية العديد من المخاوف السياسية والاقتصادية والأمنية خلال عام 2017، مستوحاة مما عاشته دول المنطقة في عام 2016، الذي يعد من أكثر الأعوام اضطرابًا في العالم خلال القرن الجديد.

تزداد مخاوف الحكومة المصرية من «الإرهاب»؛ فمع التقلص النسبي لعمليات «ولاية سيناء» التابعة لـتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في عام 2016 عن عام 2015، عادت العمليات التي يتبناها التنظيم في سيناء وفي بر مصر بقوة، مع نهاية العام الجاري؛ بتبنيه عملية في سيناء أودت بحياة 12 مجندًا، وإصابة 12 آخرين في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل أن يتبنى تفجير الكنيسة البطرسية، الذي أودى بحياة 24 شخصًا، وإصابة 49 آخرين خلال الشهر الجاري، وعليه تستمر حرب النظام على «الإرهاب» لعام جديد.

كما تزداد المخاوف المصرية من ظهور آثار سد النهضة الأثيوبي على حصة مصر المائية، بالإضافة إلى المخاوف من ازدياد التوتر في العلاقات مع دول الخليج العربي، والتي بدأت في الفترة الأخيرة، خاصة مع المملكة العربية السعودية، التي كانت في الماضي القريب من أهم الداعمين للنظام المصري الحالي.

وعلى المستوى الاقتصادي، ثمة العديد من المخاوف التي تقلق النظام المصري، من أبرزها: استمرار انخفاض سعر الجنيه في العام الجديد، مع احتمال وصول الدولار الأمريكي الواحد إلى 25 جنيهًا، بعد أن تخطى سعر شرائه في 22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أحد البنوك لحاجز العشرين الجنيه.  في ظل تعثر مصادر العملة الصعبة، سواء كانت من السياحة أو قناة السويس، أو من الاستثمارات الأجنبية أو تحويلات المصريين العاملين بالخارج، أو الدعم الخليجي الذي يشهد تقلصًا خلال الفترة الأخيرة.

ويقابل ارتفاع سعر الدولار، ارتفاعًا في نسب التضخم، وزيادة عامة في الأسعار، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية، مع ترقب لرفع الدعم كليًا، وهو ما ينتظر في إجماله ارتفاع نسبة المصريين المنضمين للشرائح التي تعاني من الفقر المادي والفقر المدقع. كما ترتفع قيمة الدين العام؛ لتتراوح ما بين 95% و 100% من الناتج المحلي، وفقًا لرئيس الحكومة المصري.

بعد 2016.. السعودية تأمل حظًا أوفر في العام الجديد

في الوقت الذي تشهد فيه المملكة العربية السعودية استتبابًا نسبيًا في الأمن والاستقرار الداخلي في 2016 عما كان الوضع عليه في 2015، مع تقلص عمليات «تنظيم الدولة»، ومرور موسم حج لهذا العام بلا حوادث تدافع كما في العام الماضي، تزداد في المقابل المخاطر الخارجية في اليمن، مع إطلاق الحوثيين للصواريخ الباليستية التي تستهدف مناطق بالداخل السعودي،

كما تقلص الدعم الدولي، وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية لعملياتها في اليمن، خاصة بعد تورط قوات التحالف العربي التي تقوده السعودية في استهداف عزاء للحوثيين، في واقعة أودت بحياة عشرات المدنيين، وأزعجت الأمم المتحدة والعديد من الدول والمنظمات الدولية؛ لتجد المملكة نفسها أكثر تورطًا في الحرب اليمنية التي يصعب إيجاد حل نهائي لإيقافها .

وفي سوريا أيضًا، تتجه البوصلة فيما يبدو على عكس الرغبات السعودية، مع استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه لحلب، في فوز استراتيجي على المعارضة، يستغله النظام السوري في تثبيت أركانه، وتقليص اللهجة المطالبة برحيله والتي تعد المملكة من أكبر مناصريها.

وأظهر إعلان موسكو الذي جمع بين روسيا وتركيا وإيران تقلصًا في تلك اللهجة، وهي على ما يبدو مرشحة لمزيد من التقلص مع وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض ونيته دعم الأسد، على عكس سياسة باراك اوباما.

وعلى المستوى الاقتصادي، تزداد المخاوف من مدى نجاح خطط الإصلاح الاقتصادي، الذي تسعى السعودية من خلالها إلى توسيع مصادر الدخل غير النفطية، وترشيد الإنفاق الحكومي، ودعم القطاع الخاص، وقد بلغ عجز الموازنة لعام 2016 297 مليار ريال، بنسبة بلغت 10% من الناتج المحلي، فيما تتوقع السعودية في ميزانيتها الجديدة لعام 2017 أن تتقلص تلك النسبة وصولًا 8%، في حين تتوقع مؤسسات اقتصادية عالمية من بينها صندوق النقد الدولي ارتفاع تلك النسبة لـ13%.

حرب في اليمن بلا انقطاع

لا تزال محادثات السلام في اليمن متعثرة، مع ازدياد مخاوف الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، من الحوثيين والميليشيا الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذين لا يزالون يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، كما يزداد القلق من ألا يحمل العام الجديد حلًا نهائيًا للأزمة ووقفًا للحرب، خاصة مع عدم التزام معسكر الحوثيين بما تعهد بالالتزام به من قرارات أممية.

وتخشى حكومة هادي أيضًا من «تنظيم الدولة»، المستمر في عملياته التي تستهدف معسكر هادي والقوات الموالية، له ،وقد تبنى في 18 ديسمبر (كانون الأول) عملية انتحارية أودت بحياة العشرات من الجنود والمدنيين، بعدن التي تعد عاصمة مؤقتة لمعسكر هادي.

أما على الصعيد الاقتصادي، تعيش اليمن أوضاعًا اقتصادية صعبة، مع انخفاض الاحتياطي النقدي ، وارتفاع الأسعار مع ارتفاع قيمة الدولار، وانخفاض قيمة العملة المحلية، بحسب بيان للبنك الدولي أصدره في نهاية يوليو (تموز) الماضي، وكشف ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 85% من اليمنيين.

تزامن الانتصار الاستراتيجي الذي حققه نظام الأسد وحلفاؤه الدوليين والإقليميين في حلب، مع فقدانه سيطرته على مدينة تدمر، الأهمية الاستراتيحية والتاريخية والاقتصادية، بعدما استعادها «تنظيم الدولة» بسهولة، ليوسع خريطة نفوذه بالداخل السوري ، ويستفيد من محطات الوقود المنتشرة في المدينة، مُعززًا بذلك مصادر دخله وبقاءه في سوريا؛ ما يصعب من معركة استعادة محافظة الرقة المعقل الأقوى للتنظيم بالداخل السوري. كما قد تزداد مخاوف الأسد من تبني الجمعية العامة الأمم المتحدة قرارًا لمحاسبة «مجرمي الحرب» في سوريا.

في المقابل، تخشى المعارضة السورية من تصعيد نفوذ الأسد بعد سيطرته على حلب، واستعادته قوته، وهو ما لم يكن ليحدث لولا التدخل العسكري الروسي في سوريا، والدعم الإيراني العسكري.

كما تخشى المعارضة أيضًا من تقلص الدعم الدولي لها وبالأخص من الولايات المتحدة بعد وصول ترامب إلى الحكم، وتقلص اللهجة الدولية المطالبة برحيل الأسد ، يُضاف إلى ذلك المخاوف من الفشل المتكرر لمجلس الأمن في اتخاذ إجراءات ضد الأسد؛ بسبب إعاقة روسيا المتكررة لتلك القرارات باستخدام حق الفيتو.

من جهة أُخرى، تتركز المخاوف على حياة المدنيين السوريين، الذين يعيشون مأساة الحرب منذ سنوات، والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص، وإصابة مليونين، وتشريد 12 مليونًا ما بين نازح ولاجئ، وفقًا لإحصائية عامة، أصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي.

«سنحرر الموصل من تنظيم الدولة قبل نهاية عام 2016»، هذا ما صرّح به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة له مع وكالة أسوشيتد برس، أجراها في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. والآن لم يتبقَ على العام الحالي سوى أيام قليلة، دون أن يتحقق وعد العبادي، لتمثل معركة الموصل القلق الأكبر على ما يبدو للحكومة العراقية في العام الجديد، مع الوضع في الاعتبار الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها القوات الحكومية العراقية خلال المعركة، التي بدأت المعركة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) .

ومع مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 1959 من القوات الأمنية العراقية، وإصابة نحو 450 آخرين، خلال معركة الموصل، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني ) الماضي فقط، كما أفاد مسؤولون من قوات «البيشمركة» الكردية، مقتل 1600 من قواتهم منذ تصاعد دور «تنظيم الدولة» في الأراضي العراقية في يونيو (حزيران) 2014.

وتزداد المخاوف على مدنيي المدينة ذات الأغلبية السنية، والذين يبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون، ليس فقط من ويلات الحرب وخطورتها وعمليات النزوح المصاحبة لها وإمكانية استخدام التنظيم للمدنيين دروعًا بشرية، وإنما أيضًا من طائفية وعنصرية مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المشاركة بشكل أساسي في المعركة، والذين اشتهروا بالتنكيل من المدنيين السنة في المعارك ضد تنظيم الجولة بدعوى معاونتهم للتنظيم.

في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أعلنت القوات الحكومية الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية، استعادة سيطرتها على مدينة سرت بشكل كامل من أيدي «تنظيم الدولة» ، وهو خبر سعيد لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا ، أتاها في نهاية العام الحالي.

ولكن ما قد تخشاه الحكومة بالفعل خلال العام القادم، هي التحركات العسكرية والسياسية للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسيطر على مدينة بنغازي، وعدد من الموانئ النفطية، ويرفض الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني، ويتلقى دعمًا عربيًا مصريًا وإماراتيًا، بالإضافة إلى بعض الدعم الغربي.

تعد البطالة واحدة من أهم المشاكل التي تؤرق الحكومة التونسية والشباب التونسي، ويخشون من أن تستمر تلك المشكلة في العام الجديد، مثلما حدث خلال عامي 2015 و 2016.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل