المحتوى الرئيسى

من الصحافة التركية

12/24 01:06

الاغتيال يُقوّي العلاقات مع روسيا

إذا كان هدف اغتيال السفير الروسي في أنقرة تخريب العلاقات الثنائية بين البلدين، فإن خطأ كبيراً في الحسابات يكون قد حصل. وكما يرى كثيرون، فإن مثل هذه الحادثة ستكسب العلاقات المزيد من القوة.

إن وجود تركيا وروسيا معاً في تنسيق بشأن سوريا، وبغياب الولايات المتحدة، فتح الباب أمام فكرة أن الاغتيال يستهدف هذه التطوّرات.

لكن ما جرى بعد الاغتيال أظهر المزيد من التقارب بين روسيا وتركيا.

من الضروري انتظار التحقيق الروسي ـ التركي المُشترك لمعرفة من يقف خلف الحادث، لكن من الواضح أنه يُراد خلق مناخ من الفوضى في تركيا. لقد تحوّل الاستقرار في تركيا إلى وجه لبلد ضعيف. لكن الإرادة التي أظهرها الطرفان تعكس أن جهود الحفاظ عليها أقوى.

يد أنقرة ضعيفة... الخيوط بيد روسيا

على الرغم من حرص الطرفين التركي والروسي على عدم تخريب العلاقات بينهما، فإن موازين القوى باتت بوضوح لمصلحة روسيا.

بعد إسقاط الطائرة الروسية في العام الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده طُعنت في الظهر. أما هذه المرة، فقد قُتل السفير الروسي في قلب أنقرة. وسيترك اغتيال السفير أثراً كبيراً على العلاقات الثنائية ولفترة طويلة. وتركيا لبّت كل مطالب روسيا، ووافقت حتى على مشاركة خبراء روس في لجنة التحقيق التي أجرت كشفاً على «مركز الفن الحديث» حيث اغتيل السفير. فيما تركيا رفضت مشاركة أمنيين أميركيين في التحقيق في الاعتداء أمام السفارة الأميركية عام 2013. سيبقى أثر اغتيال السفير الروسي قائماً في جبين السياسة الخارجية التركية، وسيحمل أهمية توقيت تعيين سفير روسي جديد في أنقرة، ومن سيكون.

يقول تولغا تانيش مراسل «حرييت» في واشنطن:

لندع جانباً علاقة تركيا بشراء النفط من «داعش». ولنأت إلى محاولات «داعش» تصنيع أسلحة بمواد تركية الصنع.

المسألة ظهرت عندما وضعت منظمة مجتمع مدني انكليزية اسمها «أبحاث تسليح النزاعات» يدها على مصانع إنتاج سلاح في مدينة قراقوش بعد تحريرها. لقد تبيّن أن المسألة أبعد من محاولة تنظيم مسلح تصنيع أسلحة بدائية، بل تصنيع محترف جداً بمعايير دولة. كل المواد المستخدمة في التصنيع مواد مستوردة من تركيا من رؤوس ألمنيوم ونيترات البوتاسيوم المستخدمة في تصنيع الصواريخ والقذائف وغير ذلك، ولصناديقها أرقام محددة.

وقد أثبتت المنظمة أن المواد المستخدمة تأتي من 13 شركة تركية. وعندما تواصلت المنظمة مع الشركات التركية رفضوا إعطاءها أي معلومات. مدير المنظمة جيمس بيفان يقول إن الأهم هو كيفية وصول نيترات البوتاسيوم إلى «داعش» لأنها الوحيدة التي يُمنع تصديرها من دون موافقة الدولة. مدير شركة «تورسا» التركية التي تبيع هذه النيترات، وهي ذات سمعة طيبة، يقول إن البيع يتمّ إما عبر طلب رسمي أو مباشرة من الاستخبارات التركية حصراً.

فبأمر من كانت نيترات البوتاسيوم ونيترات الأمونيوم تذهب إلى «داعش»؟ من حق الجميع أن يعرف.

لماذا تمّ اختيار قيصري لعملية التفجير ضد الجيش؟ ما يقفز إلى البال فوراً أنها مسقط رأس رئيس الأركان خلوصي آكار. ورسالتهم له: «سنضربك في بيتك».

أيضاً يلفت أن تفجير قيصري مُشابه لتفجير اسطنبول، وهو السيارات المُفخّخة التي يقودها انتحاريون. وليس من الصعوبة على حزب «العمال الكردستاني» أن يجد الكثير من الشبّان.

الملاحظة الثانية أن السلاح يأتي من سوريا التي تحوّلت إلى مستودع كبير للأسلحة لاستخبارات الدول الكبرى، وحيث لا مشكلة في تجنيد أفراد وتزويدهم بالسلاح.

لكن المشكلة في التحريض القائم في وسط الأناضول على الكرد من بعد هذا التفجير، وجعل العيش المشترك بين الأتراك والكرد مستحيلاً، فتخلو المنطقة من الكرد. والخوف أن يؤخذ كل الكرد بجريرة حزب «العمال الكردستاني» كما يأخذ «داعش» كل المسلمين بجريرة ما يرتكبه. وهو ما يُرجّح أن عقلاً كبيراً يُريد مثل هذه الفتنة ما يوجب عدم إحداث ردة فعل عشوائية ضد الكرد.

اللعنة! اللعنة! لن تفيد اللعنة في وقف الإرهاب. بعد بشيكتاش جاء دور قيصري. كلنا في مركب واحد ولا نستطيع أن نفعل شيئاً. لكن متى أصبحنا بلداً كهذا؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل