المحتوى الرئيسى

«كُتبنا».. تحرر الإبداع من قيود النشر وتفتح الباب أمام الشباب

12/23 20:36

طفل ذو 4 أعوام على مقربة من والدته استدعته بعد فترة لعبة، حاملة بين يديها ورقة وقلم، لتفتح له باب لم يكن يعرف أنه سيعيش في كافة تفاصيله، هكذا تمسك القلم، هكذا تكتب، وكذلك تقرأ الأحرف "أ، ب.. إلخ" بدأت القصة ووقع محمد جمال عاشقًا بين كلمات تحمل حروفها قصص تقوده ليكمل الكتاب تلو الآخر، ليمر عام كامل ويكون أول نتاج ذات الطفل، في سن الخامسة 8 ورقات لم تكن ورقة كتاب تقرأه له والدته، لكن أول قصة مصورة له مجموعة في "كراسة" صغيرة بين راحة يديه الموهوبتين.

8 صفحات أصبحت كتاب واثنين، والطفل أصبح مهندس كمبيوتر، لكن قلبه بين الكتب ما زال متشبثًا، يعيش في كل قصة وكتاب يخرج للنور، لكنه صدم بواقع النشر في مصر، فقد تكون مبدعًا ويحمل قلمك الكثير لينقله للقراء، ويحكم على كتابتك أن لا يقرأها غيرك بسبب تجار نشر رفضوها لمعايير تجارية ومادية، عبء يقع على كتفيّ محمد وغيره من الكتاب الشباب إلا أنه قرر أن يكسر تلك القاعدة بعلمه وقلمه معًا لينشئ منصة "كتبنا".

يقول محمد جمال، لـ"التحرير": "الكتابة بتساعدني على اكتشاف نفسي واكتشاف العالم وفي نفس الوقت هي طقس شفائي بيعين الواحد على تحمل سخافة الحياة، حبي للكتابة جه من حبي للقراية، كنت حابب أقلد الناس العظماء اللي بهروني بكتابتهم واستكشف الصنعة الجديدة دي، الصنايعي أو الحرفي بيختلف عن أي شخص موظف في كونه بيحب صنعته أوي وبيحط جديد فيها، ليه علامة مميزة في منتجاته وبيورث الصنعة دي لجيل من التلاميذ والمريدين وده بداية كتبنا".

لم يكن تدشين جمال لموقع كتبنا بمحض صدفة أو وليد لحظة فقد سبق أن حصل على جوائز في ريادة الأعمال منها جائزة TDF من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2007، وجائزة MIT Pan-Arab عام 2015، فعمله كمهندس كمبيوتر، جعله يهتم لأكثر من 12 عامًا بتطوير الأعمال داخل قطاع تقنية المعلومات تمكنه من تنفيذ تطبيق وموقع متخصص يكون منصة نشر بديلة  يمكن لأي شخص نشر أعماله من خلالها، والترويج لها، وبيع أعماله من خلالها وتحقيق أرباح أيضًا.

لم يقف محمد عند حد حبه للكتابة وشغفه بالقراءة لكنه اختار أن يساعد غيره من المبتدئين الذين يواجههون رفض الناشرين، من خلال تطبيق ومنصة كُتبنا -حملة تمويل جماعي-، ويروي: "تركت عملي وتفرغت لبناء هذه المنصة التي تشمل موقع إلكتروني وتطبيق للهواتف الذكية والحواسب اللوحية، انطلقت كتبنا بالفعل في 25 أبريل ومنذ إطلاقها تم نشر أكثر من 350 كتابًا، ولدينا 15 ألف مستخدم اشتروا وحملوا الكتب أكثر من 22000 مرة، كما يتابعنا أكثر من 150 ألف قارئ وكاتب على فيسبوك".

تحاول المنصة تيسيير الأمور على الكاتب بدلًا من القيود الماضية التي يتبعها الناشر التقليدي، كون المنصة تسعى للنشر الإلكتروني في المقام الأول بتكلفة أقل ثم النشر الورقي حسب الطلب، من خلال قيمة رمزية للاشتراك السنوي لا تتخطى 200 جنيه عكس دور النشر التي تطلب 5000 جنيه مع شرط الحصول على 80% من الأرباح لصالح دار النشر و20% للكاتب.

وتتنوع المجالات التي ينشرها الموقع والتطبيق على الهاتف ما بين روايات، مجموعات قصصية، دواوين شعر، كوميكس،  كتب فنون بصرية، كتب أطفال، أبحاث علمية، كتب متخصصة بالعربية أو الإنجليزية، ويأخذ الكاتب النسبة الكبرى التي توازي تعبه وإبداعه وحقوق ملكيته الفكرية 60% من المبيعات.

وأوضح محمد جمال سبب وجود جانب ورقى مع الإلكتروني: "الكتاب الإلكتروني لا يكفي، لا يزال السوق متعطشًا للكتاب الورقي، وحصة الكتاب الإلكتروني من السوق العربي 5% فقط، ومتوقع أن تنمو ولكن ببطء، 35% خلال الثلاث سنوات القادمة، فالمجتمع لديه ارتباط بثقافة الكتاب المطبوع سواء كقراء أو مؤلفين، وكل مؤلف يحلم بأن يمسك بكتابه المطبوع ويشعر بملمس الورق ويشم رائحة الحبر، وتجنبًا لتضخم التكلفة المادية على الكتاب، سنعمل على تقديم حل إبداعي أيضا وهو "الطباعة حسب الطلب" Print on Demand، وهي تكنولوجيا طباعة متقدمة مستخدمة في الخارج في منصات للنشر الشخصي مثل LuLu.Com و Amazon وغيرها".

وأضاف مؤسس كتبنا: "يمكن للقارئ طلب نسخة ورقية من أي كتاب إلكتروني متوفر على المنصة (الموقع/التطبيق) فيتم طباعة نسخة من هذا الكتاب خصيصًا لهذا القارئ، وتوصيلها حتى منزله، في نفس الوقت تتيح هذه التكنولوجيا للكاتب تحديد مواصفات كتابه بنفسه (وزن ونوع الورق، وزن ونوع ورق الغلاف، عدد الألوان المستخدمة في الغلاف وداخليا، وجود طبقة لامعة على الغلاف، قطع الكتاب".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل