المحتوى الرئيسى

سيدة اللوبي الأمريكي.. عرض فيلم «Miss Sloane» - ساسة بوست

12/23 13:49

منذ 1 دقيقة، 23 ديسمبر,2016

في دهاليز عالم جماعات الضغط وشركات «اللوبي – Lobbying» الأمريكية التي تملأ العاصمة واشنطن على مقربة من كابيتول هيل، مقر المجلس التشريعي الأمريكي بحجرتيه، الكونجرس ومجلس الشيوخ، تدور أحداث فيلم «السيدة سلون -Miss Sloane» من بطولة النجمة التي رشحت للأوسكار مرتين «جيسيكا شاستين»، وإخراج الإنجليزي المخضرم «جون مادن» الذي سبق وقدم الفيلم التاريخي، والرومانسي الحائز على سبعة جوائز أوسكار Shakespeare in Love عام 1998.

وبنفس الإيقاع السريع والموتر والمحفز لأعمال سياسية من نوع «House of Cards» (بطولة كيفين سبيسي)، و«Charlie Wilson’s War» (بطولة توم هانكس)؛ تدور أحداث الفيلم، الذي يحكي قصة إليزابيث سلون، موظفة كبيرة في إحدى شركات الضغط السياسي الكبرى في واشنطن، تدير فريق من ألمع المحللين الشباب من أجل هدف واحد، فوز القضايا السياسية التي تسند إليها مهما كانت الظروف. يبدأ الفيلم بسلون وفريقها يعملون من أجل مساعدة سيناتور على تخفيض الضريبة الجمركية المفروضة على زيوت النخل المستوردة من إندونيسيا، كان من الواضح أن السيناتور مرتشٍ، وأنه يعمل تحت أجندة خاصة يمولها كبار موردي الزيت الإندونيسيين. إلا أن سلون وفريقها وشركتها لا تردعهم أي موانع أخلاقية، كل هدفهم الفوز، واستباق الخصم، وأن يكون لديهم دائمًا عنصر المفاجأة، وألا يسمحوا لخصومهم بمفاجأتهم.

كثير من القسوة وقليل من النوم

يتمحور الفيلم حول شخصية سلون نفسها، السيدة الأربعينية حادة الملامح، العصبية على الدوام، شديدة الذكاء، وواسعة المعرفة، وعديمة الرحمة، لا تنام إلا نادرًا، وتبتلع أقراصًا دوائية طول الوقت لتساعدها على البقاء متيقظة، تنهي ساعات عملها الطويلة في المكتب، ثم تتجه إلى المنزل فقط لتغيير ملابسها، ترتدي فستانًا أنيق، وتتوجه لأقرب مناسبة اجتماعية يحضرها رجال الكونجرس، والسيناتورز، وأركان الإدارة الأمريكية، والآخرون من النافذين، وذوي السلطة والمال في واشنطن، تتجول بحرية وسط هؤلاء، وتوسع شبكة معارفها دون توقف، وتمد أذرعتها العنكبوتية في كل ركن من أركان عالم السياسة، والمال.

وسلون شخصية وحيدة بلا زوج، أو صديق، أو أبناء، أو والدين، تعيش في شقة صغيرة، ومن حين لآخر تضاجع رجالًا لا تعرفهم في غرفة تستأجرها بفندق بعيد. فقط من أجل الجنس، ليس لديها وقت للحب أو العلاقات أو العواطف، كل شيء حولها تصفه بأنه «مورد – Resource»، وأن عليها استخدام جميع الموارد المتاحة حولها من أجل هدف واحد، الفوز.

يدعوها مديرها جورج دابونت (يؤدي الدور سام ووترستون) إلى اجتماع مهم قضى شهورًا طويلة من أجل إتمامه، يجلسان في حجرة الاجتماعات الكبرى في الشركة مع واحد من أهم رجال الكابيتول، رجل الكونجرس بوب سانفورد (يؤدي الدور شاك شاماتا)، الذي يود التعاقد مع شركة دابونت من أجل هدف محدد، القضاء على مشروع قانون داخل الكونجرس يهدف لتقنين حق امتلاك الأسلحة.

ومن المعروف أن هناك جدلًا منذ سنوات في الولايات المتحدة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ يؤيد الحزب الجمهوري الحق لأي شخص في امتلاك سلاح بناءً على التعديل الثاني في الدستور الأمريكي، الذي ينص على «حق الشعب في الاحتفاظ وحمل السلاح، لا يجوز انتهاكه»، بينما يرى الحزب الديمقراطي أن ذلك الهدف لم يعد ضروريًّا، وأن الزمن تغير، وأن هذا الحق سمح لمعتوهين وعنصريين وعاطلين وإرهابيين بالحصول على سلاح، وارتكاب جرائم مريعة داخل المجتمع الأمريكي، وأنه من الأفضل تعديل (هذا التعديل) ووضع قانون أكثر صرامة مع الحق في امتلاك سلاح.

يرغب بوب سانفورد في شن حملة تستهدف سيدات أمريكا، وإقناعهن أن امتلاك السلاح في صالحهن، وليس العكس. ولم يكد سانفورد ينتهي من عرض قضيته أمام سلون حتى انفجرت الأخيرة في نوبة ضحك عصبية، وكادت تصف الرجل بالأحمق، وأوضحت له أن طلبه ذلك لا يمكن أن يتم، السيدات لا تفكرن بهذا الشكل السطحي، وأن عقودًا طويلة مورس فيها العنف ضد المرأة، وكانت هي ضحية رئيسية لحق حمل السلاح، لن يمكن إلغاء تأثيرها بحملة علاقات عامة غبية كالتي يقترحها.

ينتهي الاجتماع الكارثي وسط فورة غضب تصيب مدير سلون، ويتهمها بالغرور والتكبر، إلا أنها تقابل ثورته بهدوء جليدي، وتخبره بعدم اقتناع أنها ستفكر في زاوية أخرى لإتمام الأمر، لكن حملة النساء بلا شك لن تنجح.

بعد ذلك بغير كثير، يقابل سلون مدير شركة ضغط سياسي منافسة تعمل مع المعسكر الآخر، مع رجال الكونجرس التقدميين الذين يريدون تعديل نص الدستور الأمريكي من أجل تقنين الحصول على السلاح. يستطيع «رودولفو شميت» (يؤدي الدور مارك سترونج) إقناع سلون بترك شركتها والعمل لحسابه، ببساطة شديدة استطاع إقناعها بأن بإمكانها تحقيق الفوز إذا ما انضمت إلى معسكره.

وهنا تنطلق البداية الحقيقية للفيلم، ساعتان و12 دقيقة، من التخطيط الإستراتيجي عالي المستوى من أجل هزيمة المعسكر الآخر. تبدأ سلون خطتها بإعلان استقالتها من شركة دابونت، وتعرض على جميع أفراد فريقها فرصة الانضمام معها لشركة شميت، يتحمس أغلب أعضاء الفريق، بينما ترفض صديقتها المقربة جين مولوي (يؤدي دورها أليسون بيل) العرض وسط دهشة واستنكار سلون.

بقسوة بالغة وبقلب لا يرحم، تستغل سلون إحدى عضوات فريقها كورقة ضغط رابحة. تعلم أن إيسمي مانوشاريان (تؤدي الدور جوجو ماباثارو) هي ناجية لمذبحة وقعت في مدرسة ثانوية أمريكية بالتسعينات، ورغم أن إيسمي قد أخفت هذا السر عن الجميع حتى تحافظ على موضوعيتها ومهنيتها، إلا أنه وأثناء مناظرة تليفزيونية على الهواء مباشرة، بين سلون، وممثل للمعسكر الآخر المؤيد لحق امتلاك السلاح دون شرط، تشير سلون إلى إيسمي التي كانت تقف وراء الكاميرات دون وعي بمخطط سلون. تنظر الأخيرة إلى الكاميرا حيث يتابعها عشرات الملايين من الأمريكيين وتخبرهم أن عليهم الوقوف ضد سقوط المزيد من الضحايا، مثل أصدقاء إيسمي التي شهدت مذبحة بأم عينيها، كنتيجة هذا الحق المطلق لامتلاك السلاح. تتجه الكاميرات نحو إيسمي المذهولة لاختراق خصوصيتها وأسرارها على هذا النحو.

الموازين لا تستقر على حال

يشعر المعسكر المضاد بالخطر بعدما نجحت سلون في حشد الرأي العام لصالح «تقييد حق السلاح»، إلا أن حدثًا عرضيًّا يقلب الموازين، تتعرض إيسمي لمحاولة قتل من شخص غاضب، ينقذها منها في اللحظة الأخيرة مواطن كان مارًا بالصدفة، وبالصدفة أيضًا كان يحمل سلاحًا، يقتل المواطن ذلك الرجل الذي كان يصوب مسدسه لرأس إيسمي، وخلال عشية وضحاها، يصبح ذلك المواطن نجمًا تليفزيونيًّا، ومثالًا للمواطن الواعي بحقوق حمل واستعمال السلاح. ويستخدم المعسكر المضاد لسلون قضيتها ضدها، لولا حقوق حمل السلاح، لكانت إيسمي في عداد الموتى.

تدور رحى الحرب في فيلم السيدة سلون بلا توقف بين المعسكرين، وتحمل المشاهد على تيار من المفاجآت التي لا تنتهي، والمؤامرات التي لا تنفك تغزل، وحين يشعر المتفرج أنه نجح في فك عقدتها، يتم حبك مؤامرة أخرى، وخصوصًا مع محاولة معسكر دابونت الضرب في شخصية سلون نفسها، وإقناع لجنة تحقيق من الكونجرس أنها تستخدم وسائل غير مشروعة في عملها، سواء تسهيل الرشاوي، أو التجسس بدون موافقات قضائية، أو إدمان المواد المنشطة الممنوعة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل