المحتوى الرئيسى

الفيوم ليست إرهابية ولا الفقراء إرهابيون

12/23 03:18

اقرأ أيضا: خيانة حلب.. لن تمر بردًا وسلامًا على العالم سقوط حلب.. وجريمة العباسية.. هل ثمة علاقة؟! والإمارات أيضًا "سمن على عسل" مع إثيوبيا! هل "أخطأ" الرئيس بالإعلان عن اسم الجاني؟! الأمن القومي.. أهم من عروش وكروش الكبار

بعد سُويعات قليلة من إعلان السيسي، عن اسم الإرهابي الذي فجّر كنيسة العباسية، ضجت الفضائيات المحسوبة على "الإعلام التعبوي".. بحفلات تعذيب وإهانة ليلية لمحافظة الفيوم، وللفقراء المصريين عمومًا، ووصفهم بكل ما هو نقيصة، واعتبارهم الرحم التي تلقي بحمم الإرهاب على المجتمع المصري.

المُدهش أن المتحدثين لم يكونوا "شتامين" وحسب، وإنما أجهل من الدواب وأضل سبيلًا.

كانت حجتهم أن د. عمر عبد الرحمن، مفتي الجماعة الإسلامية، وجماعة الشوقيين، جاء من الفيوم.. وكذلك محمود شفيق الذي قال الرئيس إنه منفذ جريمة كنيسة العباسية.. وبمضي الأيام، بات الانطباع السائد على كل فضائيات السلطة، أن الفيوم محافظة الإرهابيين!

المضحك.. أن فضائية "الحياة"، وفي برنامج "طبيخ" تقدمه ممثلة مسنة، استضافت "خابورا" إستراتيجيًا.. وطلبت منه أن يحلل شخصية الإرهابي بعرض صورته وتأملها.

الخابور "الملهم" ركز على قسمات البؤس والعوز في وجه المتهم، ومنها استدل على أن كل فقير وغلبان هو بالضرورة مشروع إرهابي.. بينما الأغنياء "الحلوين" والأثرياء المترفين والذين انتفخت جيوبهم بالمال حله وحرامه، هم رسل السلام في مواجهة الفقراء الإرهابيين!

الخوابير "الجهلة".. ولأنهم جهلة.. لا يعلمون ـمثلًا ـ أن قادة الجهاد الإسلامي، ينتمون إلى أصول طبقية ثرية ومترفة: بن لادن هو سليل عائلة بالغة الثراء، وتمتلك شركات عابرة للحدود.. وأيمن الظواهري، هو ابن عائلة غنية وثرية وتلقت تعليمًا راقيًا.. وأن قادة الجهاد، نشئوا في أحياء القاهرة الراقية، وفي أسر أرستقراطية من نخبة القاهرة المخملية: المعادي، الزمالك، مصر الجديدة، والدقي.. وتلقوا تعليمًا علمانيًا في كليات القمة الطب والهندسة.. وبعضهم ينتمي إلى النخبة الأمنية والعسكرية: مقدم المخابرات عبود الزمر.. والرائد عصام القمري.. وضابط الشرطة طارق عبد العليم، القيادي في تنظيم التكفير والهجرة "جماعة المسلمين"، التي أسسها مهندس زراعي شكري أحمد مصطفى في السجن في ستينيات القرن الماضي.. وهو ـ أي ضابط الشرطة ـ نفذ عددًا من عمليات إرهابية في محطات وحافلات وغيرها، وشارك في اغتيال الشيخ الذهبي بعد اختطافه.. والمقدم محمد عاطف، كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، وكان بينه وأسامة بن لادن، علاقة مصاهرة، وعميد شرطة صلاح شادي القيادي البارز في التنظيم السري للإخوان، ومؤلف كتاب "حصاد العمر".

لم يتلقَ قيادي واحد، من قيادات التيار الإسلامي المسلح، تعليمه في معاهد وكليات دينية، فجميعهم تخرجوا في كليات القمة، من بينها كليات عسكرية وشرطية، وتلقوا تعليمًا علمانيًا رفيع المستوى.. وينتمون إلى قوى مالية عائلية شديدة الثراء.. ما يجعل ما نسمعه على فضائيات الفتن.. محض كلام تافه ونوع من الشعوذة والتضليل.. وإهانة للشعب وللفقراء الذين صنعهم النظام بيديه؛ نتيجة سياساته الاقتصادية التي تدهس الجميع بلا رحمة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل