المحتوى الرئيسى

مصر و«دول العدوان الثلاثى».. أعداء الأمس أصدقاء اليوم | المصري اليوم

12/22 22:06

«إسرائيل وبريطانيا وفرنسا».. 3 دول دخلت على الترتيب حربًا مع مصر فى أكتوبر 1956، عُرفت باسم «العدوان الثلاثى» لعدد من الأسباب، التى كان القاسم المشترك فيها هو رفض قرار تأميم قناة السويس.

بدأت إسرائيل الحرب بعد اتفاق مع القوتين العظميين فى العالم آنذاك، بريطانيا وفرنسا، اللتين أصدرتا بدورهما إنذارًا بوقف الحرب وانسحاب الجيشين المصرى والإسرائيلى لمسافة 10 كيلومترات من ضفتى قناة السويس، وهو ما رفضته مصر لأن ذلك يعنى فقدانها السيطرة على قناة السويس.

شهران من المقاومة الشعبية لأهالى بورسعيد والسويس كانا كفيلين بإنهاء الحرب من قبل بريطانيا وفرنسا، لحقتهما إسرائيل، إلا أن هذا العداء الذى كَنّته الدول الثلاث لمصر تحول فيما بعد على مراحل متعددة إلى الفتور حينا والصداقة أحايين أخرى.

«فرنسا».. رغم احتلالها مصر فى وقت سابق، وإعلانها الحرب فيما بعد، إلا أنها تعد أكثر الدول الأوروبية ارتباطًا بالقاهرة، إذ بدأت العلاقات المصرية - الفرنسية مراحل ازدهارها بعد العدوان الثلاثى بعامين تقريبًا، وبالتحديد خلال فترة حكم الرئيس الفرنسى شارل ديجول، وتميزت العلاقات فيما بعد بالتعاون الاقتصادى والتجارى والتقنى، حتى فى فترات الصراع العربى- الإسرائيلى فى السبعينيات.

أثناء حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهدت العلاقات المصرية - الفرنسية تطورًا واضحًا، إذ توجهت الأموال الفرنسية للاستثمار فى قطاع النقل البرى والموانئ، إضافة إلى قطاع الطاقة الكهربائية، كما أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند سعى فى الفترة الأخيرة إلى تأسيس لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين تركز على تطوير مشروعات التمويل من المؤسسات الفرنسية والدولية.

الصداقة القوية ظهرت فى المجال العسكرى، إذ تم توقيع اتفاقية تسليح استثنائية بالنسبة لصناعات الدفاع الفرنسية فى فبراير 2015، كما تم توقيع عقد تصدير طائرات «رافال» مقاتلة، بالإضافة إلى فرقاطة متعددة المهام ومعدات أخرى ذات صلة. «بريطانيا».. الدولة الثانية فى العدوان، وتعد أكثر الدول احتلالًا لمصر، إذ خرج آخر جندى إنجليزى من القاهرة عام 1956 عقب اتفاقية الجلاء، وشهدت علاقة البلدين توترات عدة، خاصة فى فترة الخمسينيات والستينيات، إلا أن السبعينيات كانت شاهدة على تطور العلاقة، خاصة بعدما اتخذت بريطانيا موقفًا معارضًا لإسرائيل فى حرب أكتوبر.

وشهدت الفترة الممتدة حتى اندلاع ثورة ٣٠ يونيو علاقات جيدة بين القاهرة ولندن.

وبعد 30 يونيو، شهدت العلاقات نوعا من الفتور المستتر، بسبب ما سماه البعض «دعم بريطانيا لجماعة الإخوان»، إلا أن الدولة الإنجليزية دائما ما كانت تؤكد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين.

«إسرائيل».. العدو التاريخى لمصر، آخر الدول المنسحبة من العدوان الثلاثى، محققة خسائر سياسية وعسكرية، إلا أنها عادت بعد ذلك التاريخ بـ 10 سنوات تقريبا لتحتل سيناء فيما عُرف بـ«النكسة»، لتشهد الستينيات والسبعينيات مراحل مختلفة من الصراع العربى- الإسرائيلى انتهى باتفاقية السلام عام 1979، مرورًا بحرب أكتوبر 1973. علاقة متوترة وخصومة تاريخية كانت عنوان المرحلة من منتصف الستينيات حتى نهاية السبعينيات، إذ أعلنت إسرائيل الحرب على مصر عام 1967 واحتلت سيناء، واستمر الاحتلال 6 سنوات تخللتها حرب الاستنزاف التى تكبدت فيها الدولة العبرية خسائر جمة.

ومع نهاية حرب أكتوبر 1973 وتحقيق التفوق العسكرى المصرى على إسرائيل، شهدت العلاقة بين البلدين تطورًا مهمًا انتقده كثيرون، وتمثل فى إعلان الرئيس الراحل محمد أنور السادات استعداده للذهاب إلى إسرائيل وبالأخص إلى مبنى الكنيست. وعلى خلفية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، تأرجحت العلاقات المصرية - الإسرائيلية، إذ وقفت مصر إلى جانب القضية الفلسطينية، وفى عام 2004 كان التطور الأهم فى علاقة البلدين بعد زيارة أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية آنذاك، وعمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية فى ذلك الوقت، إلى تل أبيب.

عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، تعهدت الحكومات المصرية المتعاقبة وكذلك الرؤساء بالتزام مصر بتعهداتها تجاه تل أبيب، ويرى محللون أن العلاقة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تعد «فى أفضل حالاتها»، كما وصفها السفير اﻹسرائيلى فى القاهرة، حاييم كورين: «من أفضل أوقات التعاون بين الطرفين».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل