المحتوى الرئيسى

إعدام «حبارة» وردود فعلٍ كاشفة

12/22 22:01

عادل حبارة.. عندما جندته الجماعات الإرهابية وجهته للعمل كجزار، ضمن برنامج إعداد يبدأ باعتياد القتل واستسهاله، واستمراء الدماء، قبل تلقينه الفكر التكفيرى.. واحد من أخطر الإرهابيين الذين عرفتهم مصر، ارتكب عشرات الجرائم الكبرى، بدأت بتفجيرات طابا ودهب 2006، وكان أبرزها مذبحة رفح الأولى 6 أغسطس 2012، استشهد فيها 16 ضابطاً وجندياً، و25 بمذبحة رفح الثانية 19 أغسطس 2013.. المحكمة العسكرية هى قاضيه الطبيعى وفقاً للدستور، فضحاياه عناصر عسكرية، ومذابحه وقعت بمناطق تخضع لقانون الطوارئ، لكنه حوكم أمام محكمة مدنية، استغرقت أربع سنوات، رغم تفاخره بأنه «صاحب الـ25 شمعة منورة»، فى حديثه المسجل بتصريح من النيابة مع عمر الدمياطى الذراع اليمنى للبغدادى زعيم «داعش»، بعده بأيام تم القبض عليه، أقر فى التحقيقات بجرائمه، وقام بتمثيلها.. محاكمته كانت عبئاً على الجميع، حتى إنه كاد يفلت أثناء ترحيله يوليو 2014، جنايات الجيزة قضت بإعدامه 14 نوفمبر 2015.. محكمة النقض حددت 10 ديسمبر 2016 موعداً للنطق بالحكم فى الطعن، يوم 9 ديسمبر، تم تفجير نقطة الارتكاز الأمنى أمام مسجد السلام بشارع الهرم واستشهد 6 من عناصر الشرطة، فى تحذير صريح من تأييد الحكم، لكن النقض أيدته، ففجرت «داعش» الكنيسة البطرسية فى اليوم التالى 11 ديسمبر، واستشهد 25 من المصلين، نفس عدد شهداء رفح الثانية.. فى الأولى زرعوا عبوات ناسفة قبل ساعات من الموعد الأسبوعى «الروتينى» لوصول قوة الارتكاز الأمنية للتمركز بنفس المنطقة، دون تفتيش أو تعقيم.. وفى الثانية اقتحم الانتحارى البوابة مستغلاً انشغال القوة الأمنية بـ«إفطار جماعى».. متى نتخلص من حالة الطمأنينة وندرك أن «مصر فى حرب»؟!

بتأكيد الحكم، انتقلت الكرة لملعب رئيس الجمهورية للتصديق عليه، فوجهت «داعش» تحذيراً للرئيس من حساب «ذئاب منفردة» على الإنستجرام «إعدام حبارة سيشعل بركاناً من الجهاد عبر البلاد، ويفتح أبواب الجحيم على جنودك ومؤسساتك»، لكنه أظهر الحزم الواجب، وصدق فوراً على الحكم ليتم التنفيذ 15 ديسمبر، فى سرعة تعكس صلابة المواجهة مع الإرهاب، وتلوح بالردع.. فى اتصال تليفونى بأسرته قبل ساعات من إعدامه توعد حبارة بالرد، وعندما توجه لغرفة التنفيذ كان يحمل كتاب «المبايعة».. رد مستنكراً بعجرفة على استفسار وكيل النيابة عما إذا كان يريد شيئاً «ماذا أريد من طغاة مثلكم»، واشتبك مع الأمن مهدداً «حتتقتلوا انتوا كمان».. سلوك ينفى ما تردد عن تحذيره للمساجين من الطاعة العمياء للبغدادى، واستغفاره وندمه لقتل شهداء رفح، وطلبه السماح من أهاليهم.. احذروا الترويج لادعاءات تجميل صورته، لأنها لا تتناسب وتاريخه الإجرامى.

سرعة الدولة فى تنفيذ الحكم دفعت قادة «الإخوان» للاجتماع بتركيا بحضور عبدالرحيم الصغير منسق «حازمون»، وعاصم عبدالماجد، لاعتماد خطة تهريب قيادات الجماعة من السجون، فى ذكرى 25 يناير، اعتماداً على «اللجان النوعية» وتجمهر أهالى المساجين أمامها، فى نفس وقت إثارة المساجين للتمرد بالداخل، فى استنساخ صريح لخطة هرب ستة مساجين من سجن أبوصوير بالإسماعيلية أكتوبر الماضى، وكلفت بتكثيف التحرى والمعاينة وتجنيد عناصر الاختراق لتهريب تليفونات تتصل بالأقمار الصناعية والأسلحة للمسجونين.. أعلنوا إدانتهم الصريحة لتنفيذ حكم الإعدام، وصفوا المحاكمة بأنها لم توفر الضمانات الكافية لتحقيق العدالة، وحولت منصة القضاء لوسيلة تصفية حسابات مع الخصوم السياسيين، وانتهكت حقوق الإنسان، واعتبروا حبارة ناشطاً سياسياً!!

عمرو فراج مؤسس «رصد» أثنى عليه، هيثم أبوخليل شكك فى حيثيات الحكم ومبرراته، أحمد رامى متحدث «الحرية والعدالة» حث أعضاء التنظيم على التواصل مع أسرة المعدوم لدعمهم، ومحمود شعبان دعا لحملة عالمية للدفاع عنه، وعائشة الشاطر نعته.. مواقف لا تحتمل التأويل.. تباكى الإخوان رسمياً على حبارة لم يعكس فقط دعمهم الصريح لعمليات العنف والإرهاب، وإنما يؤكد أنه كان يعمل بالوكالة والتنسيق الكامل مع مخططاتهم، وأنهم بصدد تحول نوعى فى المواجهة مع الدولة، تفرض التعاون الصريح مع التنظيمات الإرهابية، لكسر الحصار الأمنى المفروض عليهم، وإجهاض محاولات تصفية التنظيم، بعد أن فشل الجناح العسكرى المنبثق عنهم فى تحقيق هذا الهدف، وتصفية زعيمه د. محمد كمال.. ارتباطهم العضوى يساعد على ذلك؛ الظواهرى كشف فى يناير 2015 أن أسامة بن لادن خرج من «الإخوان» التى أوفدته لباكستان بعد الغزو السوفيتى لتوصيل الدعم للجماعة الإسلامية، أبومحمد الجولانى أمير «النصرة» يونيو 2015، اعترف بأن الجبهة منبثقة من فكر حسن البنا، وتدرِّس لطلابها كتب الإخوان، خاصة مؤلفات سيد قطب.. يوسف القرضاوى أكد فى أكتوبر 2014 أن البغدادى زعيم «داعش» كان من «الإخوان».. هدف التنظيم من التصعيد هو فرض المصالحة، والعفو عن المساجين، ووقف مطاردة العناصر المطلوبة، مقابل حظر سياسى يتراوح بين 5/10 سنوات، ما يتيح فرصة رأب الصدع بالتنظيم، وإعادة بنائه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل