المحتوى الرئيسى

أحمد الخروبي يخرج في موعد مع الشهادة

12/22 17:00

قبل يومين كتب الشاب أحمد الخروبي على صفحته في فيسبوك "اخرج من بيتك وكأنك على موعد مع الشهادة، فإنهم زرعوا الموت في كل مكان". ولم يتأخر عن موعده، فقد استشهد فجر اليوم الخميس في مواجهات اندلعت ضد الاحتلال حين حاول مع عشرات الشباب الدفاع عن منزل شهيد شمال القدس مصباح أبو صبيح.

وشيع المئات من أهالي ضواحي القدس ومدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، ظهر الخميس جثمان الشهيد أحمد نشأت الخروبي (19 عاما)، الذي وصل منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه موشحا بالعلم الفلسطيني.

وعرف الخروبي في أوساط حيه بشارع القدس جنوبي البيرة بالشاب الذي لا يسكن مطلقا، ولا يغيب عن أية مواجهة مع الجيش الإسرائيلي.

تقول عمته عبير الخروبي إنه شارك في كل المواجهات التي وقعت مع الاحتلال في المدينة ومحيطها، وأصيب خلال العامين الأخيرين بالرصاص الإسرائيلي ثلاث مرات، واعتقل مرتين في سجون الاحتلال آخرها في أغسطس/آب الماضي.

ونشر أصدقاء الشهيد صورا له خلال مشاركاته في مواجهات الاحتلال في مناطق عدة منها مواجهات قرب سجن عوفر غرب رام الله.

وفي تأبينه المهيب اليوم، لم تتمكن والدته هتاف الخروبي من الكلام عنه، واكتفت بصمتها ودموعها. وهناك روت جدته ليلته الأخيرة في المنزل.

قالت الجدة إنه عاد مساءً وتناول وجبة العشاء وجلس قليلا مع عائلته، لكنه خرج سريعا عندما سمع باقتحام الجيش الإسرائيلي لضاحية كفر عقب المجاورة.

وقالت عمته ناهد الخروبي "كان أحمد يرفض الجلوس في المنزل أثناء الاقتحامات اليومية، رغم أنه كان يعاني من مرض الثلاسيميا (فقر دم البحر المتوسط)".

وتبرعت والدته قبل أعوام قليلة بعيّنة من نخاعها الشوكي لتعالجه مع شقيقه الأكبر ثائر الذي كان مصابا بالمرض ذاته، إلى أن نجحت عملية زراعة نخاع شوكي جديد لهما قبل سنوات وتماثلا للشفاء.

قالت جدته إنه طلب من ربّه أن يختار له أفضل الطرق، وخرج مبتسما من منزله بعد أن أخبر والدته أنه سيكون في الجوار ولن يذهب بعيدا، لكنه عاد شهيدا. 

وحسب مدير الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي برام الله سمير صليبا، فقد وصل الخروبي إلى المستشفى وقد فارق الحيا، بعد إصابته برصاصة إسرائيلية اخترقت أسفل عنقه وخرجت من كتفه اليسرى محدثة تهتكا في العمود الفقري والرئة اليسرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل