المحتوى الرئيسى

سقطت حلب وسقط معها شرف العرب والعجم

12/21 23:58

إن من أسوأ ما يتعرض له الإنسان في هذه الحياة أن يرى أهوال القيامة رأي العين فترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن الفاجعة كبرى، والحادث جلل، والواقع يقول لقد سقط العرب وسقط العجم، وسقطت الإنسانية يوم سقوط حلب.

أذكر موقف سقوط بغداد، ولن أنسى يوماً مشهد الخراب والدمار في قلعة العلم (بغداد)، ثم تعودنا المشهد على ما يبدو، مشهد السقوط الذي لا نقوم منه.

تسقط عواصمنا ومدننا واحدة تلو الأخرى والكل ينتظر من يبدأ بالشجب والرفض والحزن، والحقيقة عزيزي القارئ أننا قد تخلينا عن تلك الإنسانية التي تدفعنا لنصرة المظلومين في أي مكان وتحت أي ظروف.

أمة تعدادها يقدر بالمليارين ولا نرى من يقوم ويتحرك لنصرتهم، فبأي عذر نلقى الله عن تلك الدماء والأعراض التي انتهكت وما زالت تنتهك؟!

أخشى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، وهي الحقيقة، فالغرب يحركنا، ولا نستطيع أن نلفظ ببنت شفة إلا إذا أعطينا الإشارة من الأسياد، وإلا تكون من المنتظرين للخراب والدمار جزاء تلك الفعلة.

لا أرى تفسيراً واحداً يجعل العالم يطبق الصمت بكل معانيه عن هذه المهزلة الإنسانية، فإذا لم تكن لكم المواقف الآن فإلى ماذا تختزلونها؟

إن ما عايشناه من أخبار خلال الساعات الماضية لهو العار على جبين كل مسلم وعربي فأعراضكم قد انتهكت البارحة فما هو ردكم؟

ولا أستثني أحداً من اللوم والعتاب الشديد على كل فرد في استطاعته أن يفعل شيئاً ويتأخر عن فعله، مهما كانت إمكانياتكم قليلة فليس للإنسان من عذر إذا توجب عليه نصرة المظلوم.

عزيزي القارئ الكريم.. إن الأمر لن ينتهي عند حلب فحسب، ولكن الأمر أكبر، فإيران تريد أن يكون لها دولة في سوريا يستأصلون فيها السنة بكل الطرق وبأي وسيلة كانت؛ لتبقى لهم المدينة يصنعون فيها ما يشاءون وتقسم سوريا كما قسمت السودان ويجري تقسيم البلدان من حولنا في مخطط يهودي يهدف إلى محاربة هذا الدين والقضاء عليه حتى لا تقوم لهم قائمة مرة ثانية، ولكن أنَّى لهم ذلك!! فأتوا بحكام ينفذون مخططاتهم، فهذا القاتل في مصر يقتل ليل نهار ولا أحد يحاسبه، يقتل مسلمين ومسيحيين ولا تفرقة في ذلك، ثم يخرج على الشعب بما عرف عنه من الكذب والتضليل ليخبر أن شخصاً هو من فجَّر نفسه داخل المكان المخصص للسيدات داخل الكنيسة، ثم تخرج داعش اليوم لتكذبه وتنفي الخبر عن الشخص الذي أعلن اسمه بالأمس.

"لولاه كانت حلب حرة وفلسطين حرة"

الذي وقف ليقول للعالم لن نترك سوريا وحدها لن نترك غزة وحدها في صدق ويقين في نصر الله وتأييده له، فكان لا بد أن يرحل مرسي عن المشهد؛ لتسقط كل أقنعة العرب الذين ليس فيهم من يستطيع تكرار هذه العبارة، وتبقى الدول تتفاوت في موقفها من حلب، وتبقى كعبة المظلوم مع صغر مساحة وكبر قلبه هي الوحيدة التي تتحرك في المقدمة.

أكتب وكلي حسرة وأسأل ربي ليل نهار أن يجعلنا سبباً من أسباب نصرتهم لا أسباب هزيمتهم، فربما كانت الهزيمة بسببنا وبما نجنيه ليل نهار من معاصٍ وذنوب يدفع أهل حلب ثمنها وحدهم.

عزيزي القارئ.. أعلم أنه لو كان شيء يؤثر لتأثرت بما رأيته بالأمس عبر الشاشات ومواقع التواصل، ولكن ماتت قلوبنا، وأصبحنا لا نرى، ولا نحس.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل