المحتوى الرئيسى

استياء وترقب وسط التونسيين في ألمانيا بعد هجوم برلين

12/21 20:43

مازالت ألمانيا تحت صدمة الهجوم الذي استهدف سوقا لأعياد الميلاد وسط العاصمة برلين وأودى بحياة 12 شخصا وخلف عشرات الجرحى. وبينما تبنى تنظيم "داعش" الهجوم مازال الغموض يلف هوية الشخص الذي نفذ العملية بشاحنة، بعد إخلاء سبيل شخص باكستاني كان مشتبها به وإعلان  الشرطة أنها تبحث عن شخص تونسي عثر على هويته داخل الشاحنة التي نفذت بها العملية.

وحسب المعلومات القليلة المتوفرة عن المشبته به الجديد، فإنه طالب لجوء لم يحسم بعد في ملف لجوئه، ومن مواليد سنة 1992. يستخدم أربعة أسماء على الأقل وهويات مختلفة ويفترض أن له محل إقامة في برلين وآخر في ولاية شمال الراين وستفاليا. وحسب مصادر إعلامية ألمانية فإن المشتبه به معروف لدى السلطات الألمانية الأمنية، وصرح وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا اليوم أنه كان من قبل مشتبها به في الإعداد  لتنفيذ عمل إجرامي يشكل خطرا على الدولة.

ورغم أن الشرطة لم تتمكن بعد من إلقاء القبض على المشتبه به كما لم يتأكد حتى الآن تورطه بالفعل في الحادث، إلا أن مجرد الإعلان عن جنسيته خلف استياء كبيرا وتخوفات في أوساط الجالية التونسية المقيمة في ألمانيا.

هجوم نيس الدموي يعود إلى الواجهة

هجوم برلين أعاد إلى الأذهان اعتداء نيس الدموي الذي وقع في يوليو/ تموز الماضي وهز فرنسا بعد أن صدم شخص عمدا حشدا من الناس بشاحنة كان يقودها  وهو ما أدى إلى مقتل 84 شخصا وجرح آخرين، فطريقة تنفيذ هجوم برلين مشابهة، والمشتبه به هذه المرة تونسي أيضا كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي تبني كلا من الهجومين. وأمام هذه المعطيات يشعر إلياس بوحاجب، وهو طالب تونسي مقيم برلين منذ سنتين، باستياء كبير خاصة مع توالي الأنباء التي تعزز أكثر فرضية وقوف شخص من بلده وراء الهجوم. ويقول إلياس في حديث لـ DW عربية : "كنا متخوفين حتى قبل أن يتم الإعلان عن هوية أي مشتبه به، لأن تشابه طرق تنفيذ هذا الهجوم وهجوم نيس جعلنا نخمن أن شخصا تونسيا قد يكون هذه المرة أيضا خلف هجوم نيس. ومع تزايد المعطيات التي تؤكد ذلك شعرنا بخيبة كبيرة فكل هذه الحوادث ترسخ فكرة أن تونس أصبحت بالفعل دولة مصدرة للإرهابيين وهذا ندفع ثمنه أيضا نحن المقيمون هنا. سوف ينظر لنا الألمان بتشكك أكبر وسوف نتعرض لمضايقات أكثر". ويرى إلياس أنه يتعين على الحكومة التونسية الخروج للتنديد بهذا الهجوم بما أن تونسيا يقف وراءه، ويضيف بهذا الخصوص: "يجب على الدولة التونسية أن تندد وتسجل موقفها من تورط تونسي في حادث إرهابي كهذا لأن هذا قد يشكل لنا نوعا من الحماية نحن التونسيون المقيمون هنا".

صورة للمشتبه به في اعتداء برلين، أنيس عمري

خيبة واستياء إلياس لا تقل عن ما يشعر به علي قبطني وهو متقاعد تونسي يعيش في بون منذ أكثر من أربعة عقود. هو شعور بالخزي كما يصفه. ويقول بتأثر كبير لـ DW  عربية: "أنا أشعر بالعار والألم وحزن وأسف كبيرين كما لو أن المشتبه به من عائلتي. هذه الأعمال البشعة لا تشرف لا التونسيين ولا العرب عموما ومن يدفع ثمن هذه الأعمال الإجرامية هم التونسيون والعرب العاديون الذين يوضعون في سلة واحدة مع هؤلاء المجرمين".

ويضيف قبطني الذي كون صداقات كثيرة مع ألمان بحكم مدة إقامته هنا كما يقول، يضيف أن الألمان بشكل عام لا يضايقوننا بشكل مباشر، "لكن تكون هناك تلميحات بما معناه: انظر ماذا فعل ابن بلدك! وهذه التلميحات مؤلمة جدا".

لكن على عكس إلياس وعلي، يرفض رياض جويلي، رئيس جمعية مساعدة تونس (توني كير)، الخلط بين شخص متورط في عمل إجرامي وبقية التونسيين المقيمين في ألمانيا، ويقول في هذا السياق في تصريحات لـ DW عربية: "موقفي كموقف الكثير من التونسيين هنا وهو أن هذا الشخص مجرم كان يمكن أن يكون من أي بلد آخر. هو مجرم هنا ولدينا أيضا مجرمين في تونس ويوجدون في كل العالم، فالإرهاب والإجرام لا دين ولا جنسية لهما".

رغم ذلك يقول رياض إن هناك استياء في محيطه من أن المشتبه به تونسي. ويضيف في هذا السياق :"هناك استياء بشكل عام من ارتفاع عدد الإرهابيين القادمين من تونس ومثل هذه الأحداث ترسخ هذه الفكرة أكثر. قبل عام وقعت أحداث كولونيا التي تورط فيها تونسيون ومغاربة ثم هجوم نيس الدموي الذي نفذه تونسي. كان التونسيون يتمنون أن لا يكون المتورط هذه المرة أيضا منهم فهذا سيركز الانتباه على الجالية التونسية والمغاربية بشكل عام وستتزايد المضايقات التي يعاني منها المهاجرون القادمون من دول شمال افريقيا".

الحادث أعاد إلى الأذهان هجوم نيس الدموي الذي خلف عشرات القتلى وتورط فيه تونسي.

تونس من أكبر المصدرين للإرهاب

على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، عبر الكثير من التونسيين المقيمين في ألمانيا عن استيائهم وتمنى عدد منهم أن لا يكون من قام بهذا الفعل تونسيا حقا، بينما سخر جزء من المعلقين التونسيين على موقع فيسبوك من أن السلطات الألمانية استطاعت تحديد هوية المشتبه به التونسية في نفس الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون ألمان بأنه لم يتم ترحيله بعد رفض طلب لجوئه لأنه لم يكن هناك ما يؤكد أنه تونسي. وينتشر حاليا على فيسبوك وسم بالألمانية يحمل عبارة: "تونسي لكني لست إرهابيا" ويتداوله عدد من التونسيين المقيمين في ألمانيا.

يبدي زوار معرض السياحة العالمي ببرلين، خصوصا الألمان والأوروبيون، اهتماما ملحوظا باجنحة الدول العربية، لكن كثيرا منهم يتساءلون عن مآل السياحة في بلدان الربيع العربي. موقع DW يرصد آراء مشاركين من المغرب وتونس ومصر. (10.03.2012)

الأوساط السياسية الألمانية المحافظة تعلن، في حالة فوزها بالانتخابات القادمة، عن خطط لتشديد الإجراءات الأمنية الوقائية لمنع أي هجمات إرهابية محتملة، ومن ضمنها تجنيد عملاء لها من داخلها. موقعنا يلقي الضوء على هذه القضية. (15.07.2005)

ورغم ذلك لا يجد رياض نفسه مضطرا لإصدار بيان يندد بالعملية أو يسجل موقفه الخاص بهذا الصدد باعتباره رئيس جمعية تونسية ، ويبرر ذلك بالقول: " لسنا معنيين بما حدث. ما فعله لا يعنينا ولا يمثلنا لمجرد أن لدينا نفس الجنسية. هي مجرد صدفة".

لكن في اعتقاد آخرين قد لا تكون الصدفة وحدها وراء فرضية تورط تونسي في هذا الهجوم فالأرقام تشير إلى أن تونس توجد في صدارة الدول التي تصدر إرهابيين إلى تنظيم "داعش" الذي ينشط في سوريا والعراق تحديدا وينفذ عمليات دموية في أنحاء مختلفة من العالم، وذلك رغم كل ما اتخذته الحكومة التونسية حتى الآن لمحاربة ظاهرة تنامي الجهاديين التونسيين.

وسبق أن أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خلال زيارته الأخيرة لباريس على أن بلاده تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لـ"تحييد الجهاديين التونسيين العائدين من بؤر النزاع في سوريا في العراق". وفي ألمانيا سبق أن اعتقلت السلطات قبل بضع سنوات تونسيين اثنين ضمن خلية من أربعة عناصر في مدينة شتوتغارت بتهم تتعلق بالإرهاب، وتعتبر ألمانيا من أبرز الدول الداعمة لتونس في حربها ضد الإرهاب ويوجد تعاون أمني على مستوى عالي بين البلدين.

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأعضاء في حكومتها يضعون ورودا في مكان الحادث الذي شهد مقتل 12 شخصا وجرح 50 آخرين بسبب دهس شاحنة لحشد من الناس في أحد أسواق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين.

هذا المكان الذي تتواجد فيه الورود سيظل شاهدا على يوم حزين في تاريخ برلين وألمانيا، حيث لقي هنا رجال ونساء أبرياء حتفهم عن طريق الدهس بشاحنة في حادث وصفه السياسيون الألمان بأنه هجوم متعمد.

بعد حادث برلين المؤلم تم تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية الألمانية، كما هو الشأن هنا أمام مقر المستشارية في برلين. تنكيس الأعلام يأتي كتعبير عن الحزن والتعاطف مع ضحايا هجوم برلين الأخير، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية.

السفارة الأمريكية في برلين أعلنت تضامنها مع ألمانيا بعد اعتداء برلين الدموي، حيث تم تكنيس العلم الأمريكي اليوم. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أجرى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكد فيه دعم بلاده الكامل لألمانيا بعد اعتداء برلين.

صورة تعبر عن حالة الحزن والصدمة التي تعيشها برلين بعد الاعتداء على مواطنين دهسا بشاحنة في أحد أسواق الميلاد. "بابا نويل" الذي يعد رمزا لأعياد الميلاد يجلس حزينا ومصدوما في إشارة إلى تحول الفرحة بأجواء أعياد الميلاد في برلين إلى حزن وألم بعد الاعتداء الأخير.

رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف ونواب في البرلمان الفرنسي يقفون دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداء برلين. وكان لهجوم برلين صدى خاص في فرنسا لأنه يذكر أيضا بالهجوم الأخير الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى في نيس جنوب البلاد والذي نفذ أيضا بشاحنة، مساء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.

عمدة العاصمة الألمانية برلين وحاكمها ميشائل مولر أعرب عن صدمته العميقة بعد الهجوم الذي استهدف أحد أسواق الميلاد في برلين، وقال مولر "هجوم برلين يعد هجوما على حريتنا جميعا".

هكذا بدى موقع الحادث صباح اليوم الموالي للاعتداء الذي طال أحد أسواق الميلاد في برلين. شموع وورود في مكان الاعتداء، فيما أعلنت شرطة برلين أن أسواق الميلاد في العاصمة الألمانية ستغلق اليوم، لكنها ستعود لتفتح أبوابها أمام الزوار يوم غد بحذر أكثر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل