المحتوى الرئيسى

بعد اعترافه بأخطاء الأئمة الأربعة.. هل يقود سعد هلالي ثورة دينية بالأزهر؟

12/21 20:28

اختلفت المناظرة التي جمعت الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مع الإعلامي والباحث إسلام بحيري، خلال برنامج "كل يوم"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة "أون إي"، بعد أن خرجت بشكل "بنّاء" تقاربت فيه آراء الطرفين بشكل كبير.

وعلى عكس المعروف عن المناظرات التي تجمع بحيري بأي رجل دين، فإنها عادةً ما كانت تتسم بالسخونة والانفعال، بسبب الأفكار الجريئة التي يعرضها والقضايا الحساسة التي يعرضها، وهو الأمر الذي كلفه السجن بتهمة ازدراء الأديان، وهي التهمة التي خرج منها للتو.

الجديد في الأمر هو مدى "الانفتاحية" التي ظهر عليها الهلالي، واعترافه بوجود أخطاء في بعض الأطروحات الفقهية القديمة، بالإضافة إلى تأكيده المستمر على أن آراء جميع الفقهاء، بما فيهم الأربعة الكبار، تظل مجرد اجتهادات بشرية، تخضع للتفكير والتقييم والرفض إن لزم الأمر، وهو التوجه الذي مدحه فيه بحيري واصفًا إياه بأنه ذو "عقلية تنويرية".

الشاهد أن هذه الأفكار ليست بالجديدة على الشيخ الأزهري، وأن توجهاته هذه ليست وليدة اليوم، وإنما الرجل في كافة تصريحاته السابقة كان يؤكد دائمًا أن الدور الحق لرجل الدين ليس الفتوى وإنما التثقيف الديني كي يكون المواطن "مفتي نفسه"، وأن خطبة الجمعة "مخطوبة" بفكر ديني متحجر، يجب الثورة عليه، وهو ما يتسق لدعاوى الرئيس المتكررة بوجوب إحداث ثورة في الخطاب الديني التقليدي، ودخول عناصر "تنويرية" في نسيجه، لإضفاء الواقعية عليه وإعادته للجمهور مرة أخرى، وهي الساحة التي اختطفها الإخوان والسلفيون لعقود.

ربما كان هذا سبب حالة الترصد الإعلامي لمعظم فتاويها، التي عرضها بشكل مبتور أو لو لم يوفق في تقديمها بشكل ملائم، فتصبح حديث الجميع خلال دقائق، بينما كبار المعاهد الدينية تحوي مناهجها ما يفوق أفكاره هولاً بمراحل ولا تكاد ينتقدها أحد.

الرجل لم يتردد في انتقاد كبار العلماء، وعلى رأسهم الإمام الراحل محمد الغزالي، الذي حرّم عمل المرأة في الخمسينيات معتبرًا أن خروجها لميدان العمل أمر منعه الدين، فاعتبر هذا الرأي ظلم أجيالاً بأكملها من النساء، وحسبهن خلف الأسوار. وهو الرأي الذي تراجع عنه الغزالي فيما بعد في الثمانينيات.

وبهذا فإن "الوصاية الدينية" كانت محل اهتمام كبير من الهلالي، الذي لطالما ناشد بنزع القداسة عن أي رجل دين، مهما كان، وتحدى في أكثر من خطاب لهم من يزعمون أنهم يمتلكون "الحق الإلهي" بالحديث باسم الله، أن يخبروه من أين أتوا به؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل