المحتوى الرئيسى

من سويسرا المغرب إلى عروس الشمال.. هنا يقضي المغاربة ليلة رأس السنة

12/21 18:54

ليلة رأس السنة الميلادية، محطة عبور من سنة إلى أخرى، يفضل كثير من المغاربة قضاءها خارج مدنهم، للتأريخ لنهاية سنة مرت بكل تفاصيلها، واستقبال سنة جديدة.

غير أن هذه الليلة تستدعي تخطيطاً مسبقاً من طرف المحتفلين، لاختيار وجهات بعينها في المغرب دون غيرها، كما تجتهد وكالات الأسفار كذلك لتقديم رحلات بالمناسبة نحو مدن تتميز بسحر خاص، تستحق أن تكون شاهدة على ليلة رأس السنة، وعلى الآمال المعلقة على السنة الجديدة.

"إفران" أو سويسرا المغرب، من الوجهات التي يقصدها المغاربة لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية، فهي من أقدم المدن الجبلية التي تقع وسط المغرب.

ويقول محمد.ك، مستخدم بإحدى وكالات الأسفار بمدينة الناظور (شمال شرق)، "لاحظنا في السنوات الماضية إقبالاً كبيراً على مدينة إفران في عطلة رأس السنة، وهو ما دفعنا إلى برمجة رحلة لنهاية هذه السنة أيضاً إلى هذه المدينة الجبلية".

فإفران كما يوضح محمد.ك، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، "تتميز بطابعها الأوروبي، وبمناظرها الطبيعية الخلابة، وبتساقط الثلوج الذي يضيف للمدينة رونقاً وجمالاً".

لذلك "تستعد مدينة إفران بكل مرافقها لهذه الليلة، خصوصاً أنها تصادف تساقطاً مهما للثلوج هذه السنة"، يضيف المستخدم بوكالة الأسفار.

ولدى جانب من المغاربة تعرف إفران -وهي كلمة أمازيغية معناها الكهوف- بأسدها الرابض في مركزها ذاك الموجود في ألبومات معظم زوارها، والذي نحته إزميل فنان إيطالي كان أسيراً لدى الفرنسيين.

وقد بنيت إفران على يد الفرنسيين في الثلاثينيات، خلال سنوات الاحتلال، إذ استخدمت كـ"محطة التل" حيث تقضي العائلات الاستعمارية أشهر الصيف. ثم بعد الاستقلال تم توسيع المدينة، حتى تحولت إلى وجهة سياحية محلية تتوافد إليها مئات العائلات المغربية صيفاً وشتاءً، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والأجواء الرائعة للمدينة فضلاً عن التزلج على الثلج.

هناك مدينة جبلية أخرى يقصدها المغاربة ليلة رأس السنة؛ هي مدينة "شفشاون" التي تنتمي لسلسة جبال الريف (شمال)، واسمها الأصلي "الشاون" أي "القرون" بالأمازيغية.

لقد لفتت مدينة الشاون الزرقاء أنظار العالم ببساطتها وجمالها، حتى أن البعض أطلق عليها اسم "غرناطة الصغيرة"، لتاريخها العريق وطابعها الأندلسي الذي تتسم به ملامح المدينة.

تجذب المدينة الزوار ببساطتها الشديدة المقترنة بجمال يصعب وصفه، أزقتها الضيقة وأحياؤها العتيقة واللون الأزرق الذي يصورها كسماء ممتدة، كل شيء فيها يشي بجمال لا مثيل له.

لهذا تختار السيدة سعاد وزوجها شفشاون للعبور من سنة إلى أخرى، "فهي مدينة جبلية ولها وقع خاص على زوارها تجعل من ليلة رأس السنة موعداً مختلفاً".

تضيف سعاد، في حديثها لـ"هافينغتون بوست عربي"، "لا يمكننا أن نقضي عطلة رأس السنة خارج المغرب، لذلك نختار شفشاون كمدينة مغربية مغرية ومتميزة وتناسب وضعنا المادي".

وقد أسس المدينة علي بن راشد في القرن الرابع عشر عام 1471 تحديداً، كملاذ للعائلات الأندلسية المسلمة واليهودية أيضاً التي غادرت غرناطة هرباً من بطش الإسبان آنذاك، لذلك تحتضن المدينة عدداً هائلاً من العائلات الأندلسية الأصل التي عاشت وبقيت في شفشاون.

تعرف مدينة مراكش على طول السنة إقبالاً كبيراً من زوار مغاربة وأجانب، وهي من المدن الكبرى في المغرب التي يقصدها المغاربة أيضاً لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية.

يوضح بدر، مهندس صوت، "بالنسبة لي تتميز مراكش بكونها تجمع بين المدينة التاريخية والمدينة العصرية، التي يمكنك أن تجد فيها مرافق مختلفة للاحتفال برأس السنة الميلادية".

الشيء الأساسي أن مراكش، التي تقع جنوب وسط المغرب، "يقصدها السياح من كل البقاع، للاستمتاع بجمال وروعة المدينة وبكل المناطق المجاورة لها"، يردف بدر، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي".

وقد وصفت مدينة مراكش بأنها المدينة الحمراء المختلفة المناخ، والتي تمتدّ برخاء تحت أقدام جبال الأطلس، ضاجّة في مراكز الحركة كما يليق بالمدينة التي تشكل المركز الثقافيّ لدولة المغرب.

كما أن مراكش مليئة بالمحال التّجارية الّتي تجذب السيّاح، وتشتهر أيضاً بساحة "جامع الفنا" الشهيرة، كما تشتهر بالحدائق الجميلة والمساجد الكبيرة والمباني التّاريخيّة ذات الطابع الأندلُسي القديم.

"هناك من يطلب زيارة مدينة أكادير ليلة رأس السنة، ولابد إذن من برمجة هذه المدينة في الرحلات التي ننظمها لعطلة رأس السنة الميلادية"، يقول محمد.ك، مستخدم وكالات الأسفار، وما يميز مدينة أكادير أو عاصمة منطقة سوس الأمازيغية (جنوب المغرب)، أنها تقع على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي وطقسها معتدل، فهي تتمتع بأجواء معتدلة وجميلة، بالإضافة إلى طول الشاطئ فيها الذي يمتد على مسافة طويلة تفوق الـ 30 كيلو متراً.

كما تتوفر المدينة على كثير من المرافق المختلفة، التي تجعل من ليلة رأس السنة الميلادية حدثاً مميزاً لدى زائرها، خصوصاً الفنادق والمنتجعات الفخمة التي تصطف على الساحل، وكلها تتوفر على ممرات مفتوحة في اتجاه الشاطئ.

هذه المدينة شهدت في العام 1960 م زلزالاً قوياً كان قد ضربها مما أدى إلى خرابها بالكامل، ثم بدأت بعد ذلك عملية بناء وإصلاح وترميم للمدينة حتى اشتهرت بمدينة الانبعاث.

وقد أصبحت أكادير ثاني أكبر وأشهر مدينة سياحية في المغرب بعد مدينة مراكش.

تعد طنجة التي تلقب بعروس الشمال، من أبرز وأهم المدن في المغرب التي يقصدها المغاربة لقضاء ليلة رأس السنة.

وهي مدينة ساحلية تتميز بشكل كبير بكونها نقطة يلتقي عندها البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي والنقطة التي تلتقي عندها أفريقيا بأوروبا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل