المحتوى الرئيسى

نوستالجيا | هيلموث دوكادام ومهمة إسبانيا السرية في العلن - Goal.com

12/21 13:47

بقلم | أسماء عرفةالقيامة الآن هو اسم فيلم لفرانسيس فورد في عام 1979 وبطولة مارتن شين يُجسد فيه دور النقيب الأمريكي بنجامين والذي تُسند إليه مهمة اغتيال براندو العقيد في القوات الخاصة، ومن هنا تبدأ الحكاية، أو رحلة الظلام والغوص في خبايا النفس البشرية، خلاصة القول بأن من شاهد الفيلم يعلم كيف تكون تلك المهمات وكيف يدور السيناريو حينما يصبح الأمر حول إنهاء حياة شخصٍ ماحسنًا .. ماذا عن إنهاء حلمه أمام عينيه بينما هو حيٌ يُرزق، أو ليس حلمه بل حلمهم، فقد كان العدد 11 في الملعب، معهم جهازًا فني يقطُم أظافره بالخارج، و70000 حاضرًا قد شهدوا جميعهم تلك الجريمة بأعينهم وسمعوها بآذانهم، فبعد سبعة سنوات من سيناريو فورد عن حرب فيتنام وبطلها شين، وصلت إلينا حرب إشبيلية في إستاد رامون سانشيز وبطلها هيلموث دوكادام والمهمة تكاد تكون أكثر صعوبةدوكادام في بطاقة تعريفه هو حارس المرمى الذي لُقّب ببطل موقعة إشبيلية، روماني الجنسية كان يبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا حينها، وكان يحمي عرين فريق ستيوا بوخارست منذ عام 1982 وحتى عام البطولة، البطولة الأوروبية الأولى في تاريخ النادي الذي لم يكُن يتوقع رضاء القدر إلى هذه الدرجة، ولكن مشوار الفريق الذي بدأ بفوزٍ على فيجل الدنماركي بخمسة أهداف مقابل اثنين في الجولة الأولى، وآخر على بودابست هونفيد بأربعة لاثنين في الثانية، ومن ثم انتصار على لاهتي بهدف وحيد وأخيرًا وليس آخرًا ثلاثة أهداف لهدف على اندرلخت البلجيكي في قبل النهائي، كان مشوارًا يستحق إسدال الستار على سعادة المؤديينإسدال الستار كان أمام برشلونة، وفي مباراة صمد فيها الفريقين ل120 دقيقة كاملة من اللعب، انطلقت صافرة الحكم ميشيل فوترو تُعلن عن اللجوء لضربات الترجيح لتحديد اسم أبطال أوروبا لهذه الليلة، ليلة السابع من مايو لعام 86، وهنا جاء دور دوكادام الذي يملك ملفه الخاص في سجلات البطولة ولازلنا نتحدث عنه حتى الآنالضربة الأولى للفريق الروماني كاد ميهايل ماجارو أن يفعلها لكنه فشل، ربما لم يكن يستمع جيدًا لنداء الكأس من خلف الجميع وحينها انتفضت جماهير البارسا تحتفل وتظن أن هذه هي ماهية الأمر فحسب، ولكنهم لم يضعوا في الحسبان ذلك الساحر دوكادام الذي يقف بزيٍ أخضر لونه كلون العشب وينوي إتمام ما جاء لأجله، وبالفعل تقدم أليكسانكو من هنا كي يسدد، وها هي الكرة تستقر في أحضان الحارس رقم 1 الذي لا يبالي لأحد كبيرًا كان أو صغيرانتقلت المهمة بعدها لبولوني، لعله يُنفذ ما يتمناه الرومان كي يتنفسون الصعداء وننتهي ولكن القدر أراد أن يلعب لعبته حتى الفصول الأخيرة كي يضفي على القصة مزيدًا من الدراما التشويقية، وبالفعل جاءت تسديدته باهتة لا تحقق المراد أيضًا وزاد الحمل حملين على كتف دوكادام الذي أصبح رسميًا قائد فريق المهمة، وتقدم إلى مرماه يقول هاتوا ما عندكموهنا تقدم أنخيل بيدراسا بكل شجاعة كي يحاول استغلال الوضع المتساوي في السوء هذا، ولكنه فوجئ بفهدٍ يقفز بكل سرعته ليلتقط الكرة وكأنها لصٌ يحاول سرقة قوت يومه الذي بذل الدماء من أجل الحصول عليه فصفعه وسيطر على الأحداث بهدوء أعصاب غريب، أمام أصحاب الأرض الذين كادوا يحفرون فيها كي لا يراهم أحد، وأخيرًا كلل لاكاتوس لاعب بوخارست مجهودات حارسهم المبجل وأطلق صاروخية تعلن عن نجاح النصف الأول من المهمةونظر إلى دوكادام الذي تربع في مرماه يتجهز للركلة الثالثة بقدم بيكي ألونسو ويفعلها مثلما فعل ما قبلها، فعلها وأنقذ شباكه بيديه المخيفتين التي أكاد أقسم أنها أربكت ألونسو وجعلته يفقد الهدف الذي وقف من أجله للتو، فعلها وبدأ المسرح يزيد من مصابيحه كي يرى العالم ما يحدث وما سيحدث، وبالفعل لم تمر ثوانٍ إلا وكان لها بالين الذي انضم لكتيبة الأبطال وأحرز ركلة الجزاء الثانية لفريقه والرابعة في الترتيب، أحرزها وجلس ينظر للكأس بينما صوت الدعاء يعلو بين صفوف الحاضرينوإذا كنتم أشرار كفايه ستعرفون البقية، نعم، فقد تصدى دوكادام عريس الليلة لركلة ماركوس، ماركوس الذي اختلف عن سابقيه وأرسل الكرة على يسار المرمى هذه المرة ولكنه خيب أمل الفريق الإسباني وتغير لون الحلم للأسود القاتم، يسار أو يمين تصدى لها هيلموث فحسب، وكان صوت معلق المباراة يصرخ: غير عادي، غير عادي هذا الحارس وصوت الرومان يُطرب الآذان ويعلن عن بطولة مستحقة للفريق الضيف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل