المحتوى الرئيسى

مواطن بلا ثقافة في المحافظات الفقيرة.. تربة خصبة يزرعها الإرهابيون بالتطرف

12/21 13:44

- أصحاب الأفكار التكفيرية طافوا المحافظات شمالاً وجنوبًا وكان استقرارهم أكثر في الفقيرة منها

- رئيس قصور الثقافة السابق: نواجه خللاً في المنظومة الثقافية أدت إلى تنامي وانتشار الفكر الجهادي

- النجار: علاج جذور التطرف أهم بكثير من مواجهته بالنيران.. والثقافة أداة مثالية للقضاء على الإرهاب

تخوض مصر حربًا ضد الإرهاب منذ 3 سنوات تقريبًا، وبالتحديد منذ الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم وتتركز جهود محاربة التطرف في المناطق الحدودية من سيناء، حيث ينتشر أعضاء التنظيمات الإرهابية ويسكنون الجبال والكهوف ويقومون بما يسمى حرب العصابات ضد الدولة وأجهزتها.

ورغم التوتر الذي تشهده سيناء وبالتحديد في الشمال، نتيجة لوجود تلك العناصر الإجرامية، فإن خبراء يذهبون للتأكيد على أن الحرب الحقيقية يجب أن تكون فكرية ومواجهة منشأ وموطن تلك القيادات التي سكنت سيناء ونقلت الحرب إليها وحولتها من أرض الفيروز إلى منطقة ملتهبة من الصراعات.

التاريخ يقول إن موطن الجهاديين والتكفيريين في المحافظات الجنوبية

وبالنظر إلى الجذور التاريخية للجماعات والتنظيمات الجهادية، فإن موطنها الأصلي في المحافظات الجنوبية بداية من الفيوم وبني سويف والمنيا وحتى محافظات الوجه البحري في القليوبية، حيث يتوزع عناصر وأفراد التنظيمات الجهادية والتي ينبثق منها في النهاية الحاملين لفكر التطرف والحاملين أيضًا للأحزمة الناسفة والمتفجرات.

كان محمد عبد السلام جمعة منظر التيار الجهادي وصاحب أول جملة مؤثرة في تشكيل عقيدة الجهاديين يطوف المحافظات يمينًا ويسارًا، حتى أن كتابه «الفريضة الغائبة» والذي أصدره قبل أعوام من مقتل السادات اقتبست نصوصه من واقع الفقر والأمية التي تعيشها قرى بمحافظات جنوبية، فكان «جمعة» يدعو صراحة إلى تكفير الحاكم ووجوب قتله، مستندًا إلى أنه لم يعمل بشرع الله، الذي لو طبق لما كانت هناك أسر فقيرة إلى الحد المعدم وأخرى ثرائها طاغي.

كُتب وتراث لمنظري الجهاديين تستخدم حاليًا في أعمال إرهابية وتخريبية

وأيضًا كان هناك في الفترة التي سبقت ولادة عبد السلام جمعة، عدد من منظري التيار الجهادي واللذين ساهموا في تشكيل فكر ووعي مجموعة من الشباب أنتجت عبد السلام جمعة وخالد الإسلامبولي وغيرهما العشرات ممن يحملون تلك الأفكار، فعندما شرع «جمعة» في كتابة نصوص كتابه كان واضحًا أنه متأثرًا بابن تيمية ومحمد عبد الوهاب وسيد قطب في كتابه «معالم في الطريق».

الأفكار الجهادية انتقلت من المحافظات الفقيرة إلى سيناء في الأطراف، فلم تُنقل كتب منظري الجهاديين وإنما نقلت أفكارهم عبر العقول فكونوا خليات ومجموعات ساهمت في قتل آلاف الجنود والمواطنين فيما بعد على أساس أنهم مرتدين، فتمدد الفكر ووصل إلى مرحلة القتل والاغتيال والتبرير لذلك، وكل ذلك أصله المنشأ والتربية والتعليم.

النجار: تمدد الأفكار الجهادية والتكفيرية في المجتمع خطير وعلاجه ليس بالنيران !

الكاتب الإسلامي هشام النجار، وصف هذا التنامي والتمدد للفكر المتطرف بالخطير، مؤكدًا أن علاجه يكون من الجذور التي يتفرع عنها، مضيفًا: «المواجهة بالنيران تتكلف أكثر من المواجهة بالثقافة والتعليم».

وذكر النجار عددًا من أنصار التيار الجهادي وأفكارهم التي ساهمت في أن يحمل العديد من المواطنين حاليًا تلك الأفكار والتي بدورها تؤدي في النهاية إلى التطرف والإرهاب، معتبرًا أن الدولة يمكنها القضاء على الإرهاب بنشر الوعي وتثقيف المواطنين خصوصًا الأطفال والشباب.

ناصف: لا زلنا نواجه خللاً في المنظومة الثقافية والدولة عليها تحصين الأطفال والشباب

وبجانب المحللين والمتخصصين في الشأن الإسلامي، فإن السيناريست محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق، أرجع تنامي الفكر الجهادي في المحافظات وانتشاره إلى ما اعتبره الخلل في المنظومة الثقافية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل