المحتوى الرئيسى

الناقد الروسي «أناتولى شاخوف»: مصر ما زالت «هوليود الشرق»

12/21 12:58

أناتولى شاخوف ناقد سينمائى روسى عاشق للسينما المصرية، أبهرته أفلام الأبيض والأسود، غاص فيها وعاش أحداثها فمنحته التحدث باللغة العربية التى أحبها وتفاخر أنه يتقنها، وكانت بداية لدخوله عالم السينما العربية والتعرف عليها، اختير فى أكثر من مهرجان مصرى وعربى كعضو فى لجان تحكيمها، عاش حياته يبحث ويدرس تنوع السينما المصرية والعربية واستخلص نتائجها فى تأليف كتاب يحمل اسم «سينما الشرق العربى» ليكون أرشيفاً للمهتمين بالسينما العربية فى روسيا، يرى أن الفن المصرى هو بداية الفنون العالمية.

قابلته فى لقاء على هامش مهرجان القاهرة السينمائى الذى عقد مؤخراً، وكان شغوفاً بالأفلام العربية. فى بداية حواره، قال شاخوف مصر زاخرة بالمبدعين الذين لديهم إبداع يصنع أفلاماً عالمية، ولكنهم يحتاجون إلى إنتاج ضخم يخرج إبداعهم إلى النور.

> كيف استهوتك الأفلام المصرية؟

- فى فترة زمنية ماضية كنت أبحث عن سينما مختلفة، وشاهدت فيلماً قديماً أبيض وأسود، فشد انتباهى، فقررت أن يكون اتجاهى ودراستى للسينما المصرية، ونظراً لعدم وجود تكنولوجيا متوفرة لمشاهدة الأفلام، كنت أطلب من أصحابى الباحثين أو الدبلوماسيين المصريين فى روسيا شرائط للأفلام، وعشت سنوات على هذا إلى أن دخل العالم إلى تكنولوجيا «النت»، وأصبحت مشاهدة الأفلام متاحة، وجعلتنى أشاهد كل الأفلام العربية.

> كيف تعلمت اللغة العربية؟

- الأفلام المصرية سبب عشقى للغة العربية وساعدتنى على تعلمها، وكنت أطلب من أصحابى المصريين التحدث معى باللغة العربية، وأتقنتها، كما أن الأفلام أعطتنى فرصة التفاعل السريع مع الوسط الفنى فى مصر والعالم العربى، واختيارى فى لجان تحكيم المهرجانات والندوات، فرصة للتعرف على التجارب الجديدة للشباب، وجلعتنى شغوفًا للحديث بالعربية.

> منهجية السينما المصرية ما زالت لها أصولها وملامحها القديمة؟

- مصر هوليوود الشرق فعلاً، وستظل كذلك، فهى التاريخ الممتد لآلاف السنين، وازدهرت السينما بها دون غيرها فى منطقة الشرق الأوسط، وحققت العالمية، ولكن الظروف الأخيرة التى شاهدتها مصر جعلتها تتراجع بعض الشىء، ولكن سرعان ما تعود قوية، وتناولت التاريخ الطويل الممتد لسنوات للسينما، فى كتابى «سينما الشرق العربى»، الذى أسرد خريطة المشهد السينمائى فى مصر قبل الانتداب وخلال حكم الانتداب البريطانى، مروراً بالسينما فى عهد الملك فاروق والسينما المصرية إبان «ثورة يوليو» 1952 التى ما زالت تلقى بظلالها على الإنتاج الجديد، وتجارب الشباب التى ملأت قاعات السينما فى كل مكان.

> من خلال مشاهدتك لتجارب الشباب المصرى ماذا ينقص أفلامهم؟

- المقارنة بين الماضى والحاضر تكون ظالمة، لأن الفيلم زمان كان صانعوه يعملون دون ضجيج السويشال ميديا.

وكتبت سيناريوهاتهم بإتقان وحرفية، وتوافر المنتج الذى يؤمن بالعمل، أما الآن فجزء كبير من الأفلام القصيرة اجتهادات شخصية للشباب، هو منتجها ومصورها، هروباً من البحث عن منتج، فنرى فيلماً يحتاج إلى أن يستكمل، ولكنها تجارب نصفق لها لأن صاحبها كان له شرف المحاولة ونصيحتى للشباب المبدع إذا أراد إخراج فيلم فعليه أن يدرس عناصره وسبل إنتاجه هو وفريق العمل، حتى يخرج بالشكل الذى يليق بجيل وهو جيل التكنولوجيا والحداثة، حتى يقدم عملاً مختلفاً عما سبق له.

> هل تطرقت فى كتابك للتيارات السائدة فى السينما العربية والكلاسيكية والجديدة؟

- كتابى قائم على هذا، فالسينما حدث فيها تغيير كبير، وأنشئت تيارات سينمائية مختلفة، أثرت على المسار التاريخى لصناعة الأفلام العربية، ويناقش الكتاب بفصوله المختلفة العلامات المضيئة للسينما، وأيضاً إبراز الأفلام التى شاركت فى المهرجانات السينمائية العالمية والعربية، ونالت نجاح وإعجاب النقاد، ومنحت جوائز .

> سينما المغرب العربى وضعت ركائز تشريعية للسينما لضمان استقلاليتها كيف يعمم هذا فى الوطن العربى؟

- المغرب العربى له تجارب سينمائية جيدة، والتشريعات السينمائية هناك تحمل قدراً كبيراً من المشاركات وتجمع المتخصصين والمهنيين والنقابات الخاصة بهم، وأن غرفة صناعة الفيلم بالمغرب، هى التى اقترحت القوانين بنفسها.

وفى مصر لابد أن تنفذ توصيات مؤتمر التشريعات السينمائية، مثل تخفيف العبء عن كاهل السينمائيين من ضرائب ورسوم، والمساعدة على ما تحتاجه بنية السينما الأساسية من معدات ودور عرض سواء بالقوانين المشجعة أو بتخفيض قيود الاستيراد والتراخيص أو بحمايتها من أخطار القرصنة، وعلى الدولة أن تهتم بعرض وتسويق وتشجيع توزيع الأفلام الأجنبية المتميزة فنياً وأن تعمل وسائلها الإعلامية فى خدمة هذا الغرض.

وفتح أسواق جديدة للفيلم المصرى إقليمياً وعالمياً وذلك بإجراء دراسات جادة لمتطلبات أسواق الفيلم عالمياً وتنشيط دور المكاتب الثقافية المصرية بالخارج للمساهمة فى فتح أسواق للفيلم المصرى.

> عاشت السينما الروسية مراحل متعددة على مر السنين هل عادت لرونقها وأصبحت منافسة للسينما العالمية؟

- السينما الروسية مثل أى سينما فى العالم تتأثر بالتحولات السياسية وهى تعيش الآن عصرها الذهبى، وتنتج سنوياً ما يقرب من 200 فيلم، وتعرض الأفلام الروسية فى أهم سينمات العالم، وتشارك فى أرقى وأرفع المهرجانات العالمية، وكثيراً ما يصعد مخرجوها إلى منصات التتويج، وارتبطت بأسماء مبدعين ومنظرين معروفين على المستوى العالمى إذ تدرس أعمالهم فى أكبر المدارس والمعاهد السينمائية العالمية.

> تتصدر السينما الأمريكية دار العرض السينمائى فى روسيا أين تنوع أفلام العرض السينمائى؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل