المحتوى الرئيسى

كلمة السر «يا صحابي وصحباتي».. ترامب يختار أصدقاءه لإدارة الولايات المتحدة - ساسة بوست

12/21 12:22

منذ 1 دقيقة، 21 ديسمبر,2016

تُثير إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اهتمام الكثيرين الآن، وثمة محاولات عديدة لتحليل اختياراته، كي تكتمل الصورة الخاصة باتجاهات هذه الإدارة، وبالتالي تأثيرها المتوقع في العالم خلال الفترة المقبلة.

وبسبب الافتراضات المسبقة حول «تطرف» ترامب، أو كونه يمثل «اليمين»، تبدو محاولة تحليل اختياراته لرجال إدارته من منطلق أيديولوجي، محاولة فيها شيء من التعسف، الذي تحدث عنه المفكر المصري عبد الوهاب المسيري، الذي يرى أن ثمة رؤية ثنائية للعالم ينتهجها كثيرٌ من المحللين العرب، الذين ينظرون إلى الآخر كعدو في تصور ملحمي، يُسقط عنه كل تعقيدات التركيب الإنساني.

وفقًا للمسيري، فالتحليل من خلال هذه الرؤية، قد يغفل عوامل كثيرة، كونها تتغذى على الشعور بالمظلومية والاضطهاد من قبل الآخر، الذي هو في نظرها أكثر قوّة، وعليه قد لا ترى حلًّا إلا معركة صفرية مُؤجلة على مُستوى الفعل، ومستمرة على مستوى القول.

أصحاب هذه الرؤية، يُنتجون ما يُسميه المفكر المصري أسامة القفاش بـ«الخطاب الاستغاثي الانتحاري»، والذي يصفه بأنّه في جملته «خطاب حداثي، وبالتالي مُؤدلج، لا يستطيع رؤية الآخر، إلا داخل أيديولوجي معاد، أو صديق له».

هل لنجاح ترامب بعد أيديولوجي؟

تصدر اللجنة الفيدرالية للانتخابات بالولايات المتحدة الأمريكية تقارير مفصلة بتمويل حملات المرشحين الانتخابية، وفي التقرير الخاص بتمويل حملة ترامب، يظهر أن تمويله الحزبي يكاد يكون منعدمًا، إذ إن إجمالي تمويل حملته حوالي مليار و100 مليون دولار أمريكي، لم يُساهم الحزب الجمهوري فيه إلا بـ24 مليون دولار فقط.

في المقابل، فاقت تبرعات الأفراد للحملة، المليار دولار بقليل، أي أكثر من 90% من إجمالي التمويل، 800 مليون دولار من هذا المبلغ، جاءت على شكل تبرعات صغيرة، بمتوسط 200 دولار لكل تبرع أو أقل، أي أن حوالي 80% ممن تبرعوا لترامب، لم يدفع كل واحد فيهم أكثر من 200 دولار.

وفقًا لهذه الأرقام، يُمكن القول، إن حملة ترامب لم تتلقَ دعمًا ماليًّا من جهة سياسية ما، تستطيع ممارسة الضغط عليه مقابل هذا الدعم، بالإضافة إلى أن 80% من تبرعات الأفراد كانت مبالغ قليلة، قد يُشير إلى أن مؤيدي ترامب ينتمون للشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة، أو أقل.

لم يساهم الحزب الجمهوري في تمويل حملة ترامب إلا بأقل القليل

وفي مثل هذه الحالات، لا يُمكن القول، إن للأيديولوجيا، التي غالبًا ما ترعاها مجموعات منظمة، دورًا كبيرًا فيما حدث.

هل اختيارات ترامب للوزراء لها أي بعد أيديولوجي؟

للإجابة عن هذا السؤال، نتطرق إلى بعض اختيارات ترامب الوزارية:

«آندرو بوزدر – Andrew Puzder» لوزارة العمال:

أبدى تقرير لشبكة «سي إن بي سي» تعجبه من اختيار ترامب لأندرو بوزدر وزيرًا للعمّال، رغم أن الرجل يدعم فتح الحدود، والتقليل من الرقابة على الهجرة غير الشرعية، لتسهيل وجود العمالة الرخيصة، وهو ما يُعارض تمامًا رؤية ترامب وتصريحاته حول الهجرة والعمالة غير الشرعية، وتأكيده دائمًا وتشديده على الهجرة غير الشرعية، وإغلاق الحدود مع المكسيك بجدار خرساني.

ووفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، فبوزدر هو ثاني شخص ينتقل من مركز رئيس تنفيذي لشركة إلى منصب وزير العمّال، إذ لم يسبقه في ذلك إلا راي دونافان في عهد ريجان، والذى انتقل بدوره من رئيس تنفيذي لشركة إنشاءات إلى وزير العمال. وكان بوزدر رئيسًا لشركة «CKE Restaurants» المالكة لسلستي مطاعم جاهزة كبيرتين.

وتشير الصحيفة إلى أن بوزدر ليس محبوبًا بين العمال، بسبب تصريحاته ضدهم، والتي من بينها تصريحه بأنه يفضل الماكينات على العمال «لأنها لا تتأخر ولا تطلب إجازات، ولا ترفع قضايا تمييز عنصري أو تحرش جنسي».

وترى الصحيفة أن اختيار ترامب لبوزدر ليس له علاقة بالسياسة، بخاصة وأن الرجل لا يمتلك تاريخًا سياسيًّا، في المقابل، يجمع ترامب أصدقاءه الذين يُشبهونه من رجال الأعمال، وإن تناقضت آراؤهم السياسية.

ولا يبدو أن التشابه بين الرجلين متعلق فقط بكونهما من رجال أعمال الناجحين، فكما اتهم ترامب بالتحرش الجنسي أكثر من مرة، فإن بوزدر أيضًا اتهم بالإساءة إلى زوجته الأولى، وفقًا لتقرير صحيفة ريفر فرونت تايمز الأمريكية المحلية.

ولدى بوزدر أيضًا آراؤه المثيرة للجدل عن النساء، فيذكر في سياق ذلك، أن شركته أطلقت حملة دعائية تستهدف الشباب، وكانت بطلات الحملة نساء ترتدي البكيني وهي تأكل البرجر، فخرجت على إثر ذلك دعوات نسائية لمقاطعة شركته، متهمةً إياها بالانتقاص من المرأة.

كان رد بوزدر على هذه الدعوات، لصحيفة الإنتربرينور: «أنا أحب النساء الجميلات بالبكيني، إنّه شيء يعبر عن الثقافة الأمريكية».

«ستيفين مناخم – Steven Mnuchin» لوزارة المالية:

مرة أُخرى يقع اختيار ترامب على رجل أعمال ناجح، بدون خبرةٍ سياسية. عمل ستيفن مناخم في بنك جولدمان ساكس لفترة طويلة، حتى أصبح شريكًا، إلا أن أغلب خبرته كانت في مجالات مرتبطة بالاستثمار العقاري، أكثر منه في التخصصات المالية.

وتكشف سيرته الذاتية عن أنه بعد أن ترك جولدمان ساكس، اتجه للعمل في أكثر من مكان، كما تخصص في الاستيلاء على الشركات الخاسرة، للاستفادة منها، ثم تركها قبيل إفلاسها. كما أنه أسس شركة إنتاج سينمائي، أنتجت عدة أفلام ناجحة، واعتاد لذلك الظهور في محافل الفنانين.

ولا يقتصر الشبه بين مناخم وترامب في كون كليهما من رجال الأعمال المحبين للشهرة، والنساء، فقد تزوّج مناخم عدة مرات، كانت آخرها من ممثلة إسكتلندية تصغره في السن بنحو 20 عامًا؛ بل إن علاقة قديمة جمعت بين الرجلين، وفقًا لمجلة الأسبوع البريطانية، التي قالت إن الرجلين قد عقدا عدة صفقات تجارية فيما بينهما منذ عدة أعوام.

«ليندا مكماهن – Linda Mcmahon» لإدارة المشروعات الصغيرة:

هناك تقرير لمجلة فوربس، علّق على اختيار ترامب لليندا مكماهن لإدارة المشروعات الصغيرة، واصفًا إياه بالاختيار المرتبط بعلاقات المليارديرات.

وليندا هي زوجة المصارع فينس مكماهن، وساهمت معه في تأسيس الاتحاد العالمي للمصارعة «WWE»، وتقدر ثروة زوجها بما يفوق المليار دولار.

ووفقًا للتقرير، فعلاقة الصداقة بين ترامب وآل مكماهن تعود إلى الثمانينيات، حين أقام الزوجان بعض عروض المصارعة في نيوجيرسي، في أحد فنادق ترامب. واستمرت تلك الصداقة بعد ذلك، ليقيم ترامب مع فينس عرضًا خاصًا عام 2007، تحت اسم «معركة المليارديرات»، يتواجه فيه فريق كل منهما، والفائز يحلق شعر رأس الخاسر، وقد فاز ترامب.

ورغم خبرتها الضئيلة في عالم السياسة، إذ ترشحت مرتين لمجلس الشيوخ، خسرتهما، إلا أن ترامب قرر اختيار ليندا لتكون على رأس واحدة من أهم المؤسسات المسؤولة عن توفير فرص العمل في البلاد التي تتنامى فيها البطالة يومًا بعد يوم، وذلك على ما يبدو لصداقة تجمع بين الرجل، وبينها وزوجها.

«بيتسي ديفوس –Betsy Devos » لوزارة التعليم:

تنتمي بيتس ديفوش لعائلة ثرية، فهي ابنة زوجة الملياردير ريتشارد ديفوس، الذي قُدّرت ثروته في ديسمبر (كانون الأوّل) بأكثر من خمسة مليارات دولار، وهي أيضًا زوجة الملياردير ديك يفوس، وشقيقة إيريك برينس صاحب شركة بلاك ووتر الشهيرة للخدمات الأمنية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل