المحتوى الرئيسى

عزرائيل على الطريق

12/21 09:20

4 قتلى و30 مصاباً هم ضحايا حادثة انقلاب «سيارة سولار» واصطدامها بـ8 سيارات بالطريق الدائرى عند مسطرد.

تلك الكارثة التى حدثت منذ أيام، ومازالت دماء المصريين تسيل كل يوم على الأسفلت.

سلسلة من الكوارث التى لم تسلم منها محافظة أو مدينة أو حي، تزهق الأرواح فى أى ساعة بالليل أو بالنهار، ولا ترحم كبيراً أو صغيراً، سواء كانوا يستقلون سيارة أجرة أو ملاكى، أو أتوبيسات عامة أو ميكروباصات أو دراجات بخارية أو يسيرون على أقدامهم، الكل هدف للاهمال والاستهانة على الطريق، حتى أصبح سماع تلك الحوادث التى تتناولها وسائل الإعلام أمراً عادياً.

فسنوياً يسقط 16 ألف مصرى قتيلاً، نصفهم من الشباب، بخلاف خسائر مصر تصل إلى 30 مليار جنيه، وهو ما جعل مصر الأولى عالمياً فى حوادث الطرق.

أبداً لم تكن حالة الطقس هى السبب الحقيقى وراء حادث كوبرى مسطرد، وحوادث السير الأربعة التى راح ضحيتها 11 قتيلاً، و56 مصاباً فى أنحاء متفرقة بصعيد مصر، ولم تكن أيضاً وراء حادث تصادم 3 سيارات، بطريق الجيش «الكورنيش» بمنطقة الإبراهيمية فى محافظة الإسكندرية الذى أسفر عن وفاة عامل وإصابة 5 آخرين، وآلاف النماذج التى تنضم إلى كوارث طرق مصر، التى لا يكاد يمر يوماً، حتى تجرى دماء جديدة على الأسفلت، مخلفة وراءها قتلى ومصابين، ومع كل هذا لم يتحرك المسئولون بعد حدوث هذه الكوارث المفزعة.

وفى شوارع مصر يتكرر السيناريو نفسه، حادثاً وراء آخر، والموت «واحد».. فالطرق «متهالكة»، والأجهزة المعنية «نائمة»، وقانون المرور فى إجازة، وأرواح تزهق، دون حسيب أو رقيب، ولم تستوعب الحكومة الدرس بعد، بما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.. وهو ما أدى إلى ضخامة مشكلة حوادث الطرق فى الشوارع وعلى الطرقات.. ورغم كل ذلك تظل الكوارث ماثلة، والخسائر متواصلة، والضحايا يتساقطون.

لنتساءل: كيف يمكن إصلاح حال طرق مصر؟.. وهل خطة الإصلاح أكبر من أى حكومة أو تفوق قدرة أى وزير؟

وطبقاً لدراسة حديثة أعدها الدكتور عماد الدين نبيل، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، فإن مصر تشهد 16 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنوياً على مستوى الجمهورية.

وعن مسببات حوادث الطرق، قالت الدراسة ان: 80% من أسباب الحوادث أخطاء بشرية، و12% إلى عيوب بالمركبة، و7% عيوبًا هندسية لشبكة الطرق، و1% عوامل جوية.

وأكدت الدراسة ضرورة إنشاء مجلس أعلى للسلامة على الطريق يتناسب مع حجم كل مدينة ومنطقة حضرية، وكذلك إنشاء وسائل مراقبة والتحكم فى المرور وسرعة السير فى جميع الطرق، بالاستفادة من خبرات مهندسى المرور المؤهلين للتعامل مع المشاكل المرورية، وأن تخصص نسبة من حصيلة مخالفات المرور لتمويل وسائل الامان على الطريق، وإعادة النظر فى أسلوب طرح وتنفيذ الطرق والكبارى مع تطبيق المواصفات الدولية فى المشاريع المحلية، وغلق التقاطعات الفرعية والعمودية على الطرق السريعة، واستبدال الالتفاف العكسى بكبارى أو أنفاق، والاهتمام بصيانة الطرق الدورية، وتدعيم إيجاد وسائل أكثر حداثة فى تقييم حالة سطح الطرق، ووسائل الصيانة للمركبات.

اللواء كامل ياسين، مساعد وزير الداخلية لقوات الأمن، مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة سابقاً، يرى أن مسببات حوادث الطرق ترتبط بشكل عام بعناصر مباشرة وعناصر غير مباشرة، وتعود أولاً لسلوكيات قائدى المركبات من اختلال عجلة القيادة لعدم الانتباه، والتوقف الخاطئ، وإغفال وتجاهل معظم قائدى السيارات كعلامات وإرشادات المرور، وتغيير المسارات بشكل عبثى وفوضوي، وانخفاض المستوى المهارى لمعظم السائقين، وعدم ترك مسافة أمان كافية مع المركبة التى فى الأمام، والتعب والارهاق والانشغال والسهو، أثناء قيادة السيارات، والسرعة الزائدة عن المسموح به، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة أو الخمور، وعدم ارتداء الخوزات الواقية الخاصة بالدراجات النارية، وعدم استخدام أحزمة الأمان وأحزمة ومقاعد الأطفال، وافتقار الشارع المصرى لثقافة المرور، وثانياً عيوب المركبة من سوء صيانة المركبات، وانفجار الإطارات، وتلف الفرامل، وانفصال إطار المركبة، والحمولة والارتفاع الزائد، وعدم تطبيق القانون، وتدنى مستوى الاسعاف على الطرق وخدمات السلامة، وثالثاً عيوب هندسية لشبكة الطرق من انتشار للحفر والمطبات العشوائية، وعدم وجود أعمدة إنارة بمعظم الطرق، ورابعاً البيئة والعوامل الجوية.

وطالب اللواء «ياسين» بضرورة تطبيق قانون المرور بحزم وحسم على كل مستخدمى الطريق، والمتابعة الشرطية اللصيقة بالدوريات المستمرة، والاهتمام بالجانب التعليمى لثقافة المرور، والفحص والتجديد الدورى للسيارات، والكشف الطبى والنفسى على قائدى المركبات سنوياً، وإلزام السائقين بتغيير إطارات السيارات كل 50 أو 60 ألف كيلو متراً، وأيضاً تغيير الفرامل كل مسافة 20 ألف كيلو متر على أقصى تقدير، والسرعة المحددة على الطريق، للتقليل من فرص حدوث الحوادث، مع أهمية تعديل منظومة خدمات ومسارات النقل الجماعي، وخاصة التكاتك التى تحتاج إلى إعادة تخصيص، وتحديد خطوط السير، وأماكن توقفها، بما يسمح بالانتقال الآمن للمواطنين.

المستشار سامى مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق، يؤكد أن ضحايا حوادث الطرق تضاعفت من عام 2007 إلى 2016، حتى وصلت لـ16 ألف قتيل و60 ألف مصاب، وخسائر مصر تصل إلى 30 مليار جنيه سنوياً، وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء.

وأكد أن أسباب حوادث الطرق يرجع 80% منها لقائدى المركبات غير المقدرين للمسئولية من اهمال ورعونة واستهانة على الطريق، وتليها عيوب المركبة بنسبة 12% من تهالك المركبات والحمولة والارتفاع الزائد، ثم بعدها عيوب شبكة الطرق 7% من سوء تخطيط وتنفيذ الطرق، وانخفاض معدلات الأمان والسلامة على الطريق، وغياب رجال المرور عن تطبيق القانون الرادع على المخالفين، وعوامل جوبة 1%.

وأوضح رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق أن أكثر المناطق التى تحدث بها حوادث السيارات بطريق الصعيد الزراعى «القاهرة– أسوان»، و«شرم الشيخ– الطور»، و«دهب– نوبيع»، و«القطامية– العين السخنة»، و«السويس– الإسماعيلية»، و«القاهرة– إسكندرية الصحراوى»، و«وادى النطرون– العلمين»، ومحور 26 يوليو.

وقال «مختار» إن مصر بدأت الخطوات الأولى نحو خفض المعدلات المرتفعة لحوادث السير، لكننا نطالب بضرورة تغليظ عقوبة القيادة دون رخصة للحبس 6 أشهر، والإسراع فى معالجة كل النقاط السوداء على الطرق القومية والسريعة، ورفع كفاءتها، وإعادة الرصف، وصيانة الكباري، وتفعيل وسائل التفتيش والمراقبة على الطريق، وزيادة لجان فحص التراخيص والمركبات لضبط تهور سائقى السيارات، الذين يتجاوزون السرعات المقررة دون رادع، سواء عن طريق أجهزة الرادار أو الأكمنة المرورية المتحركة، وهذه الضوابط فى غاية الأهمية.

وأشار إلى ضرورة زيادة قيمة التأمين الاجبارى الذى تحصل عليها أسرة المتوفى أو أى مصاب نتيجة حادث مروري، لتصل إلى 500 ألف جنيه بدلاً من 40 ألف جنيه حالياً، طبقاً للقانون رقم «72» لسنة 2007، والخاص بالتعويض المباشر عن حوادث السيارات، ومن ثم لابد من تعديله.

وأضاف أن الجمعية تتبنى حملة للسلامة على الطريق «شبابنا ثروتنا معاً للحفاظ عليها من حوادث الطرق»، لعام 2016، وهى تهدف إلى رفع الوعى المجتمعى بالسلامة على الطرق لخفض معدلات حوادث الطرق، خاصة أن مصر مصنفة من قبل منظمة الصحة العالمية من أوائل الدول فى حوادث الطرق، وأيضاً الوقوف بجانب مصابى الحوادث، وكذلك مساعدتهم على معرفة حقوقهم التأمينية، والتوعية بالآثار السلبية لتعاطى المخدرات على زيادة حوادث السير، إلى جانب دفع الجهات التنفيذية إلى تطوير وسائل الأمان على الطرق حفاظاً على صحة وحياة المصريين، وهو ما تمت مناقشته فى مهرجان مصر السادس لإحياء اليوم العالمى لذكرى ضحايا الطرق، لكى نذكر الجميع بأخطار الحوادث وحرمة الدم والممتلكات.

بالوقائع.. حوادث السيارات تحصد الأرواح

رصدت «الوفد» حوادث السيارات المفجعة لعام 2016، ونبدأها بمصرع عامل وإصابة 5 آخرين، فى حادث تصادم 3 سيارات، بطريق الجيش «الكورنيش» بمنطقة الإبراهيمية محافظة الإسكندرية، وذلك فى 30 نوفمبر الحالي.

وفى 16 نوفمبر، لقى شخص مصرعه وأصيب 28 آخرون فى 3 حوادث متفرقة بالطريق الصحراوى الغربى و«قفط- القصير»، و«قنا– نجح حمادي» بمحافظة قنا.

وفى 16 سبتمبر، لقى 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 51 آخرون، فى 4 حوادث مرورية بطرق «طابا– نخل» بسيناء، ومدينتى «أبوزنيمة، رأس سدر»، ومحمية «رأس محمد»، ومنطقة «الهضبة» فى مدينة شرم الشيخ.

وفى 20 أغسطس، قتل 21 شخصاً، بينهم ضابط شرطة، وأصيب 30 آخرون فى عدد من حوادث السير بمحافظة الدقهلية.

وفى 9 يوليو، لقى 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 56 آخرون فى 4 حوادث سير متفرقة حدثت بالطريق الدائرى بمنطقة بهتيم، و«القاهرة– أسيوط الغربي»، ومنطقة «النقب» بالوادى الجديد فى سوهاج، وقرية «الميات» بالمنيا.

وفى 3 يونيه، لقى شخص مصرعه وأصيب 21 آخرون، فى 3 حوادث بطرق «القطامية– العين السخنة»، و «السويس– العين السخنة»، و«السويس– القاهرة».

وأيضاً لقى 8 أشخاص مصرعهم، بينهم مذيعة فى حادثة سير، اثر تصادم 3 سيارات بطريق محور التعمير شرق الإسكندرية، وذلك فى 4 مايو الماضي.

وفى 11 ابريل، وقع تصادم سيارتين أجرة وسيارة نصف نقل فى منتصف طريق «الإسماعيلية- الزقازيق»، تسبب فى وفاة 5 أشخاص وإصابة 21 آخرين.

وفى 27 فبراير، لقى شخصان مصرعهما وأصيب 5 آخرون، فى 4 حوادث سير بالطريق الزراعى عند «قرية دسونس»، و«القاهرة– الإسكندرية»، و«ششت الأنعام– إيتاى البارود»، و«حوش عيسي– أبوالمطامير» أمام قرية الكردود بالبحيرة.

وفى 6 يناير، قتل 3 أشخاص وأصيب 5 آخرين، اثر انقلاب سيارة على الطريق الصحراوى بمحافظة المنيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل