المحتوى الرئيسى

تقرير.. فضيحة الإيجبشان بولي ..الإدانة الأخلاقية والبراءة الجنائية في حكم تيرسيا كازوريا 

12/21 11:21

لوشيانو كان صامتا في أوقات كثيرة .. لم يكن مودجي الذي إستقبلني عند إنتقالي لإيطاليا كان مهموما لأقصي حد وبعد ذلك عرفت السبب إنها الكالتشيو بولي ..من كتاب JAG AR ZLATAN   والذي يروي جانبا كبير من قصة حياة السويدي الأسطوري زلاتان إبراهيموفيتش .

الكالتشيو بولي سواء كانت حقيقة أو شابها الكثير من المبالغات فهي تحكي وصفا دقيقا للآثار التي تحملتها الكرة الإيطالية نتيجة تدخل مباشر أو غير مباشر ( بقصد أو بدون قصد ) بين اداري الأندية والحكام ..لنسترجع القصة منذ البداية .

صدفة كانت وراء إثارة الموضوع ..فالشرطة الإيطالية كانت تتبع مكالمات لوشيانو مودجي من أجل قضية منشطات قديمة فوجدت صيدا ثمينا .. مودجي يفضل حكام معينين لإدارة مباريات يوفنتوس .

الأمر تطور بعد ذلك ليشمل ميلان وفيورنتينا وريجينا الذين عوقبوا بعد ذلك بخصم نقاط وهبوط لدرجات أدني وغرامات مالية إضافة إلي يوفنتوس والذي تم تجريده من اللقب والنتيجة أن إنتر ميلان الذي إحتل المركز الرابع بات بطلا للسيري آ. 

القضية لم تكن الأولي في إيطاليا فقبلها بربع قرن تقريبا حدث نفس الامر قبل بطولة كأس العالم 1982 والتي تورط فيها ميلان ودخل بسببها باولو روسي السجن قبل أن يخرج ليقود إيطاليا للفوز بالبطولة .

عقوبات الكالتشيو بولي لم تقتصر فقط علي إعطاء لقب أو سحب لقب فذلك لم يكن مهما بالدرجة الكافية كي تعود الأمور للإنضباط .

إستبعاد تام لبعض الإداريين عن ممارسة نشاط الكرة أسماء كبري مثل لوشيانو مودجي المدير الرياضي لليوفنتوس وبيرلويجي بايريتو النائب الإيطالي لرئيس لجنة الإتحاد الأوربي للحكام  واندريا ديلا فالي رئيس فيورنتينا  وغيرهم

مارس 2015 .. المحكمة الإيطالية العليا تسدل الستار علي القضية وتعلن براءة لوشيانو مودجي من كافة التهم الرياضية والجنائية مع تبرئة 59 شخصا أخر من أصل 62 مع إدانة واضحة لحكمين هو راكابالو وماسيمو دي سانتس .

لحظة .. هل تعرف لماذا تم تبرئة المتهمين ؟ العلاقة بين مودجي والمسئولين كانت في إطار إجتماعي .

تيريسيا كازوريا القاضية بمحكمة نابولي دللت علي براءة مودجي بأن العلاقات التي جمعت بينه وبين المسئولين عن التحكيم كانت في إطار إجتماعي فالقانون ( جنائيا ) لم يجرم إجراء مكالمات أو دعوات عشاء بين الأفراد 

كازوريا قالت نصا في الصفحتين رقم 84 و 85 من أوراق الحكم الذي نشرته صحيفة توتو سبورت ( السلوكيات التي تمت دلت علي وجود إتجاه عام لكسب علاقة ودية لكن هذا في حد ذاته لا يمنع وجود حكم علي الجرائم ) .

ونظرا لخبرة مودجي في أمور الكرة فإن له حيز لإحداث غزو نطاق حرية التصرف من قبل معيني الحكام .

وأسلفت تيريسيا بعد ذلك علي أن فريق الدفاع إستخدم طريقة مرتبطة التخمين مثلما حدث في التحقيقات ولم يظهر أي تلاعب واضح في إجراءات القرعة .

لتبسيط الأمر بشكل بعيدا عن القانونية ( مودجي حاول إستخدام الشكل الإجتماعي لتقوية صلاته بالمسئولين عن التحكيم من أجل عدم إعطائهم الفرصة كاملة لحرية إختيار الحكام ) وتجلي ذلك في المكالمة الشهيرة التي جمعت بين لوشيانو وباييرتو .

المكالمة بإختصار كانت في تفضيل مودجي لحكام معينين لإدارة مباريات فريقه .. الأمر الذي حدث أيضا مع ماسيمو موراتي مالك الإنتر وفاكيتي رئيس الإنتر السابق وجالياني المدير التنفيذي لميلان ولوتيتو رئيس لاتسيو.

الكل كان يتحدث عن حكام مفضلين لإدارة مباريات أنديتهم  وهذا ما يعني إستبعاد لحكام أخرين ! ..لا يوجد أي دليل جنائي أو رشوة أو مؤامرة ولكنه عمل كما يقال ( يزكم الأنف ) أنت تشتم رائحة غير نظيفة في الأمر ولكن لا يوجد أي مصدر واضح لا يقبل الشك في القانون لذلك الأمر .

او كما قالت كازوريا ( السلوكيات التي تمت دلت علي وجود إتجاه معمم لكسب علاقة ودية لكن هذا في حد ذاته لا يمنع وجود حكم علي الجرائم ).

في مصر قبل عدة أشهر حدثت تسريبات واضحة حول تفضيل حكام بعينهم وإبتعاد أخرين وبالأمس القريب كان حديث رئيس لجنة الحكام ( المستقيل حتي اللحظة ) رضا البلتاجي حول مكالمات مستمرة من رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضي منصور بعد كل مباراة .

الأمر ليس سرا فرئيس نادي الزمالك دائما ما يصرح بأنه لا يريد حكاما لإدارة مباريات فريقه ، نفس الأمر تكرر من قبل بعض مسئولي الأهلي في فترات سابقة ( وهذا ما يعني ضمنيا أنهم يريدون حكاما أخرين ) ..السؤال ماذا إستفادت الكرة الإيطالية من الكالتشيوبولي .

في تلك الأزمة تعلم الجميع أنه يجب الفصل تماما في العلاقات بين رئيس لجنة الحكام والمعنيين بتعيين الحكام وبين مسئولي الأندية فمجرد تواجد علاقة أكثر من المعتادة سيجعل ذلك أمرا مثيرا للشك ..وحتي مجرد الحديث مستقبلا في إطار ودي أو من قبل الجميع  مثلما حدث في الماضي سيصبح من المستحيل وبالتالي إعطاء حرية التصرف في تعيين هذا وذاك لكل الأندية بلا إستثناء .

في مصر الأن نعيش قصة إيجبشان بولي وبشكل مباشر وحصري حيث يصرح الجميع علي الهواء في عدم رغبتهم عن إسناد حكام بالإسم لمبارياتهم .

قبل عدة أيام تولي الحكم الدولي محمود البنا إدارة مباراة الزمالك والإتحاد ،البنا تم إستبعاده لمدة 362 يوما من إدارة مباريات الزمالك .. الأمر كان سيبدو عاديا لو تم إستبعاد البنا من التحكيم في مباريات الدوري لمدة شهر تماما مثلما حدث مع محمد فاروق بعد مباراة الزمالك والإسماعيلي في نوفمبر الماضي .

أومثلما حدث مع  إيقاف عبدالعزيز السيد حكم مباراة الزمالك وطنطا لأجل غير مسمي ثم إلي شهرين ثم إلي عقوبة غير معلنة المدة مثلما صرح ( رضا البلتاجي ) في عدة برامج .

عقوبة فاروق أو عبدالعزيز كانت عن إدارة المباريات بشكل عام وهذا حق للجنة بالطبع ..أما الحديث عن إبتعاد حكم معين عن إدارة مباريات لنادي محدد لمدة تقترب من العام .. فالأساس أن يتم إيقاف الحكم لسوء مستواه عن التحكيم ككل وعند العودة يعني ضمنيا أنه جاهز لإدارة كل المباريات لكل الأندية ولكن الإبتعاد لمدة 362 يوما أمر غير مفهوم .

البنا علي سبيل المثال قام بتحكيم مباراتين للأهلي هذا الموسم  فقط  2016-2017 أمام المقاولون وأمام إنبي .. وفي الموسم الماضي وتحديدا من 20 ديسمبر 2015 التاريخ الذي تم فيه منعه من  التحكيم للزمالك بعد مباراة طلائع الجيش حكم أكثر من لقاء للأهلي  .

وحتي لا يتم أخذ الأمر لمنحني أخر بأن القضية تخص ناديا معينا أو حكما معينا ..فالبنا الذي كان مرفوضا من قبل الزمالك كان جيدا مع الأهلي .. أي أن رئيس لجنة الحكام أعطي الحكام المفضلين للأندية وفي نفس الوقت إستبعد نفس الحكام تنفيذا لرغبة أندية أخري ..أين العدالة للجميع ؟

هذا مجرد مثال واحد .. الأمر ليس إدانة لنادي أو رئيس نادي أو مجاملة لأخر الأمر يتعلق بمفهوم العدالة في كرة القدم .

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل