المحتوى الرئيسى

"لا يجوز الجمع بين منتجات الألبان واللحوم في صحنٍ واحد".. أكلات تحرِّمها الديانات عبر العالم

12/20 19:20

توجد العديد من الأسباب التي قد تمنع تناول طعام ما، ربما لأسباب صحيّة أو سياسيّة أو اجتماعية أو دينية، وربما كانت ببساطة لأسباب تتعلّق بندرة مكوّنات هذا الطعام أو ذاك. لكن في رحلتنا حول العالم سنُحاول أن نذكر بعض الأمثلة لأطعمة ممنوعة لأسباب دينية أو ثقافية.

قد يُمنع حول العالم تناول بعض الأطعمة لأسباب دينية؛ فالمسلمون محرم عليهم أكل لحوم الخنزير وكل مشتقاتها، أو لحوم الحيوانات المفترسة أو النّافقة -عدا الأسماك ما لم يظهر أثرٌ واضحٌ على فسادها-؛ كما أنّهم ممنوعون من أكل أو شرب الأطعمة المُسكِرة التي دخل في صُنعها الخمور وأبقت على تأثيرها المُذهب للعقل.

يُمنع المسلمون أيضاً من الأكل أو الشرب من آنية وأدوات مصنوعة من الذّهب. ويتّبع المسلمون كذلك قواعد معيّنة في طريقة الذّبح للحيوانات من (الماشية والدجاج)، وإلا لا يصبح الطّعام حلالاً.

وفي المُجمل، فإن القرآن يذكر بشكل واضح أنواع الأطعمة المُحرّمة وكذا الحيوانات التي يُمنع المُسلم من أكلها.

لدى المسيحيين العديد من الأكلات المحرمة أيضاً، ففي بعض الأوقات من السنة يمنع عليهم أكل أنواع معيّنة من الأطعمة التي تسري فيها الرّوح، بينما لا يتم تحريم النبيذ الذي يُعد من أساسيات بعض الطقوس.

أمّا اليهود فهم يشتركون مع المسلمين في منع أكل الخنزير، إذ إنّ لهم شرطين واضحين لما يجوز أكله من الماشية والبهائم، حيث يجب أن تكون الماشية مُجترة وذات ظفر مشقوق، فالخنزير مثلاً يحرُم أكله لأنه لا يجترّ مع أن له ظفراً مشقوقاً، والجمل كذلك لا يجوز أكله طبقاً للديانة اليهودية لأن له خُفاً مُتصل الأظفار بالرغم من أنه في الأصل حيوانٌ مُجترّ.

وتوجد في الديانة اليهودية طريقة معيّنة للذبح تختلف عن المسيحية والإسلام، حيث إنها تمنع أكل الكائنات البحرية التي لا تملك زعانف أو قشوراً تُغطي جلدها؛ فالبحريّات مثل القريدس والجمبري والأخطبوط، وحتّى السمك الذي لا يمتلك قُشوراً مثل سمك التونة وما شابهها، ممنوعة من أكلها طبقاً للديانة اليهودية.

كما أنه لا يجوز الجمع بين منتجات الألبان واللحوم في صحن واحد، وكل تلك القوانين مذكورة بشكل واضح في ال Kashrut أو ما يُعرف بالـ"كشروت" أو "الكوشر"، وهو الجزء المُخصص لقوانين الطعام في كتاب اليهود المُقدّس "التوراة".

الهندوسية؛ تلك الديانة التي تعتبر البقرة حيواناً مقدساً يُعد قتله خطيئة كبيرة؛ تمنع أتباعها من أكل الأطعمة المُعتمدة على الحيوانات ومنتجاتها مثل اللحوم والألبان والدجاج والبيض.

حسب الديانة الهندوسية وكما ذُكر في كتاب الهندوس المُقدّس -الفيدا- :"لا ينبغي استخدام الجسد الذي وهبك الإله إياه لقتل مخلوقات أخرى خلقها نفس الإله الذي خلقك سواء كانت هذه المخلوقات إنساناً أو حيواناً" (Yajur Veda, 12.32).

ويمتد الأمر لتحريم الثوم والبصل لأنهما "نبتا من تقطّرات دماء الشيطان الذي هزمه الإله كريشنا". وتشترك في كثير من تلك المُحرّمات الديانة البوذيّة التي تحثّ أتباعها على منع قتل أي مخلوق وعدم استهلاك الخضروات ذات الجذور.

بعض أنواع الأطعمة قد تكون ممنوعة لأسباب ثقافيّة، حتى وإن كانت مسموح بها دينياً؛ فلكل مُجتمع خطوطه الحمراء وعاداته التي قد يجدها الآخرون غريبة أو مُختلفة. الخيل مثلاً لا يوجد سبب لتحريمها في الدين الإسلامي أو المسيحي، لكن لا يتم استهلاك لحوم الخيل في مجتمعاتنا العربية، لكنّها لحوم مٌفضّلة جداً في مجتمعات وسط وشرق آسيا وفرنسا وسويسرا وفق ما ذكرت النسخة الأميركية لموقعهافنغتون بوست. بل وحتى في أستراليا التي تقدّم في متاجرها لحوم الخيول بشتى الطُرق.

الكلاب أيضاً التي تعتبرها بعض المجتمعات حيوانات أليفة وصديقة الإنسان بل وحتى فرداً من العائلة، قد تُشكّل طعاماً أساسياً في بعض البلدان كـسويسرا ووسط وشرق آسيا ونيجيريا

حتى السحالي التي قد يعتبرها البعض من الكائنات المخيفة، يُفضل البعض تناولها في بعض الدول الصحراوية.

يقول الكاتب الأميركي الساخر مارك توين إن "جزءاً من النجاح في الحياة هو أن تأكل ما تحب، وأن تدع الطّعام يتصارع بداخلك ليحصل ذلك". لربما كانت هذه العبارة غامضة للبعض، لكن إذا ما تعلّق الأمر بأحد أكثر الأشياء أهمية وتكراراً في حياتنا مثل تناول الطعام؛ فإن بعض الغموض ربما يكون مبرراً.

في المرة القادمة التي تخطو فيها قدمك بلداً أجنبية، فعليك أن تستعلم قبلاً حول ما ستُمنع من أكله، لأنه ربما يكون عليك أن تتخلى عن طعامك الذي تُحب إلى الأبد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل