المحتوى الرئيسى

الحلم الكولومبي: من الترشح لحصد كأس العالم إلى مقتل القائد..

12/20 16:57

ربما كانت افضل بداية لجيل قادم لكتابة التاريخ للكرة الكولومبية ليمحي الحزن عن الشعب الكولومبي الذي كان يعاني من كثرة الجرائم و العمليات الأرهابية و تجارة المخدرات في ذلك الوقت

كان هذا هو حلم اندرياس إسكوبار و رفاقه لكن النهاية كانت مأساوية على الجميع.

كانت بداية النجاح على مستوى الأندية الكولومبية و تحديدا نادي اتليتكو ناسيونال الذي تملكه في ذلك الوقت زعيم المخدرات بابلو إسكوبار ليكون مجرد صورة لعملياته المشبوهة،  لكن لا يخفى على احد هوس بابلو بكرة القدم منذ الصغر ،فساهم بابلو في بناء ملاعب للأطفال و الشباب في مدينته ميديين، وتعاقد اتليتكو ناسيونال مع ابرز اللاعبين في كولومبيا مثل كارلوس فاليدراما و ريني هيجيتا و اسبرييا و فريدي رينكون مع الإبقاء على لاعبين الفريق المميزين، بالإضافة إلى وجود مدرب المنتخب الكولومبي في ذلك الوقت ماتورانا علي رأس الإدارة الفنية للفريق،مما زاد من قوة ناسيونال و جعله اول فريق كولومبي ينافس على مستوى المسابقات الدولية،حيث استمر الفريق في تقديم عروض مميزة حتى وصل في عام 1989 إلى نهائي كوبا ليبيرتادوريس ليلاقي فريق اوليمبيا الباراجواياني و بالفعل نجح الفريق في حصد البطولة في مباراة ملحمية نجح الفريق الكولومبي فيها بالتعادل بعد تأخره بهدفين مقابل لا شئ، ليذهب الفريقين إلى ركلات الترجيح وينتصر اتليتكو ناسيونال ويصبح اول فريق كولومبي يحقق كوبا ليبيرتادوريس.بهذا الانتصار صار اتليتكو ناسيونال فخر كولومبيا و مصدر سعادة للشعب في ظل الأيام الصعبة التي كانت تمر بها كولومبيا في ذلك الوقت.

 حلم التأهل إلى كأس العالم..

كان التأهل إلى كأس العالم حلم الشعب الكولومبي بعد فشلهم في الصعود منذ 28 عام،ولكنهم نجحوا في ذلك بالتأهل إلى كأس العالم 90 و لكنهم فشلوا في الصعود من دور المجموعات و حصدوا المركز الثالث.تلك كانت فقط البداية لهذا الجيل الذي أسعد الشعب الكولومبي و جمع كل الاطراف المنقسمة في كولومبيا على تشجيع المنتخب،حيث بدأ المنتخب بالإستعداد سريعا لكأس العالم 1994 بلعب 26 مباراة ودية ضد منتخبات من حول العالم أجمع، خسر فيها المنتخب الكولومبي مباراة واحدة فقط ليصبح المنتخب الكولومبي منتخبا مرشحا للوصول بعيدا في كأس العالم القادم بالولايات المتحدة.

نجح المنتخب الكولومبي في الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في مباراتين في مجموعة قوية تضم باراجواي و بيرو و الأرجنتين, لتحدد المباراة الأخيرة في التصفيات بين الأرجنتين و كولومبيا الصاعد إلى كأس العالم على ملعب بوينس ايرس في الأرجنتين.

عند وصول المنتخب الكولومبي إلى الأرجنتين هتفت الجماهير الأرجنتينية ضدهم في المطار ووصفوا بأنهم تجار مخدرات,لكن لاعبي المنتخب الكولومبي كان هدفهم ان يغيروا تلك الصورة التي يرى بها البعض كولومبيا عن طريق كرة القدم،و بالفعل قدم لاعبي المنتخب الكولومبي مباراة تاريخية و نجحوا في سحق الأرجنتين في عقر ديارهم بخمسة اهداف مقابل لا شيء ليتأهلوا إلى كأس العالم، ليصبح ذلك المنتخب القوي الذي ظهر فجأة على الساحة حديث الإعلام الرياضي، حيث توقع النجم البرازيلي بيليه ان تكون كولومبيا مفاجأة كأس العالم في امريكا.

كانت البداية عندما اعلن الحارس هيجيتا انه صديق لزعيم المخدرات بابلو إسكوبار وكان يزوره بصفة مستمرة في السجن الذي صممه لنفسه بالإتفاق مع الحكومة الكولومبية و يطلق عليه بابلو اسم “الكاتدرائية” ،حيث كان ملحقا به ملعب كرة قدم يستدعي فيه بابلو اصدقائه من اللاعبين للعب الكرة معهم!

لكن اندرياس اسكوبار قائد المنتخب الكولومبي كان غير راضي عن ذلك و كان يقول لأخته ماريا انه لا يريد الذهاب لكنه لا يستطيع رفض طلب بابلو. تألق اندرياس اسكوبار اللافت جعله على رادار اندية عديدة حيث تلقى عرض من المكسيك و عرض من ميلان قبل كأس العالم و بالتأكيد كان ميلان هو اختياره الأول لكنه فضل ان تحسم الأمور بعد كأس العالم

في عام 1993 تلقى المنتخب الكولومبي ضربة موجعة بتلقي الحارس هيجيتا اتهام بلعب دور الوساطة في عملية اختطاف سجن علي اثره لمدة ستة اشهر ليغيب عن كأس العالم و يتم استدعاء الحارس كوردوبا ليكون الحارس الأساسي لكولومبيا.

في الوقت الذي كان يستعد فيه المنتخب الكولومبي لكأس العالم كانت هناك فوضى في جميع انحاء كولومبيا بعد مقتل بابلو اسكوبار و وصلت تلك الفوضى إلى عناصر المنتخب حيث تم خطف ابن اللاعب شونتو هيريرا من قبل احدى العصابات لكنه نجح في استرجاعه بعد دفع مبلغ من المال.

في ظل تلك الظروف الصعبة كان على اللاعبين التركيز على اسعاد الشعب الكولومبي بتقديم عروض مميزه في كأس العالم..

كانت المباراة الأولى لمنتخب كولومبيا ضد رومانيا قدم المنتخب الكولومبي اداء جيد لكن منتخب رومانيا نجح بالمرتدات في تسجيل ثلاث اهداف لتنتهي المباراة بفوز رومانيا بثلاثة اهداف مقابل هدف.

بعد المباراة تلقى اللاعب شونتو هيريرا خبر مقتل ابيه في ميديين و كان يريد الذهاب إلى هناك لكن القائد اندريس اقنعه بالبقاء.

المباراة الثانية كانت ضد المنتخب الأمريكي، وكان يحتاج المنتخب الكولومبي الفوز للإبقاء على أماله في الصعود إلى الدور القادم.

كانت نجحت كولومبيا في الفوز في عدة وديات امام امريكا في فترة الإعداد قبل كأس العالم،لذا كان يراها البعض مباراة سهلة نوعا ما لتعويض خسارة رومانيا.

قبل بداية المباراة كان التركيز من جميع اللاعبين على تحقيق الفوز حتى دخل المدرب ماتورانا الغرفة يبكي حين علم انه مهدد بالقتل هو و جميع اللاعبين إذا اشرك اللاعب باراباس جوميز، وبالفعل إستجاب المدرب للتهديدات و لم يشرك جوميز الذي قام بإعلان اعتزاله بعد تلك المباراة. كانت تلك التهديدات بسبب ان احد الأندية يريد ان يشرك احد لاعبيه لتسويقه و هو يلعب في نفس مركز جوميز..

بعد تلك الحادثة،كل اللاعبين قاموا بالإتصال بعائلتهم ليطمئنوا عليهم و تم تشتيت تفكيرهم قبل تلك المباراة المصيرية أمام أمريكا.

بدأت المباراة و بدأ  المنتخب الكولومبي بالهجوم كالعادة ولكنهم فشلوا في التسجيل ،حتى سجلت امريكا الهدف الأول حين حول اندريس اسكوبار عرضية طائشة في مرمى فريقه. بعد سنوات من ذلك الهدف، شقيقة اندرياس اسكوبار قالت “في تلك اللحظة قال لي ابني ذو التسع اعوام امي انهم سوف يقتلون اندريس”..و انتهت المباراة بفوز منتخب امريكا بهدفين مقابل هدف.

ثم انتصرت كولومبيا على سويسرا في المباراة الأخيرة بهدفين، لتتذيل المجموعة بثلاث نقاط.

بعد عودة المنتخب إلى كولومبيا اعتذر اندريس عن خطأه و عن الأداء المحبط للمنتخب و قال ان عليهم الأستمرار و ان الحياة لن تقف عند ذلك الحدث.كان اندريس يريد الخروج من حزنه و ذهب إلى احدى الملاهي الليلية مع اصدقائه رغم تحذيرات زملائه في المنتخب و المدرب ماتورانا، ذلك عندما رأى تاجر المخدرات سانتياجو جاييون اندريس قال له: “مبروك على الهدف الذي سجلته لقد كان هدف رائع”،غادر اندريس لكن الأخوان جاييون تبعوه و انتقدوه حينها ذهب اندريس و قال لهم انه كان مجرد خطأ، تطورت المشادة حتى اطلق الحارس الخاص بهم “مونيوز” ست رصاصات على اندريس و قتله..تم الحكم على مونيوز بعدها بالسجن لمدة 45 عام لكنه خرج بعد 11 عام لحسن السلوك.

بعد ذلك الحادث تم تعيين حراس شخصيين لكل لاعبي المنتخب و المدرب. في ذلك الوقت اعلن كارلوس فالديراما اعتزاله  وقال

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل