صور| العجميين.. قرية صناعة الجريد بالفيوم

تعرف قرية العجميين التابعة لمركز "أبشواى"، أنها من أكبر القرى بمحافظة الفيوم، والتي تشتهر بصناعة الجريد، فلا يكاد يخلو منزل إلا وتجد فيه محترف لهذه المهنة، فآلاف من الأسر تمتهنها، بالإضافة إلى أن كل المناسبات التي يحضرها المواطنون في القرية لا يخلو منزل من وجود الكراسي والمناضد المصنوعة من الجريد بطريقة احترافية، واعتبارها قرية منتجة.

إلا أن هناك مشاكل كبيرة تواجه محترفي المهنة، أبرزها عدم وجود ورش للعمل بها فأغلب الأسر تفترش أمام منازلها للعمل بسبب أن معظم محترفي المهنة من البسطاء، فضلا عن ما سببته الصناعة للعديد من العاملين بها من مشاكل صحية كبيرة خاصة فى منطقة الظهر والعمود الفقري، إلا أن محترفي المهنة لا يألون جهدًا لإبراز صناعتهم حتى ولو على حساب صحتهم، حتى اصبحت القرية تشتهر بهذه الصناعة واصبحت فن يتقنه العديد.

قال محمد كمال محمد "أحد محترفي المهنة" أن صناعة الجريد فن يتقنه معظم أهالى قرية العجميين فأكثر من 1000 ورشة تتواجد داخل القرية، بحوالي 10 آلاف أسرة يعملون في هذه المهنة التي سببت لنا مشاكل صحية جسيمة في الظهر والعمود الفقري ومعظم من يعمل بها لا يستطيع أن يرفع قامته لأعلى بسبب المشاكل الصحية لأننا نستخدم أيدينا وأرجلنا في الصناعة لفترات تصل إلى أكثر من 15 ساعة يوميًا بهذا الوضع، مشيرًا إلى أنه من الصعب تطوير هذه المهنة لأنها يدوية وكل الأدوات المستخدمة في الصناعة تحتاج إلى الأيدي والأرجل ولا تستطيع أي آلة تنفيذ ما نقوم بصناعته.

وأشار خلف محمد خلف 60 سنة أن يومه يبدأ في الخامسة فجرًا وحتى انتهاء ضوء النهار ولا اتمكن سوى من صناعة 12 قفص في اليوم ويتراوح سعر الواحد من 5 إلى 6 جنيهات وأحصل على 3 جنيهات في القفص الواحد فاليوم بأكمله مكسبي فيه 36 جنيهًا فقط وأنا أعول أسرة مكونة من زوجتي و5 من الأبناء ونعيش فى منزل بالإيجار، لافتا إلى أن الظروف المحيطة لا تساعده على الاتقان في العمل ولذلك ترك صناعة الكراسي والمناضد واتجه لصناعة الأقفاص بسبب تواجد ورشته في الشارع.