المحتوى الرئيسى

راينج روفر سبورت V8 بات يستحق تسمية.. سبورت

12/20 15:17

مع ما ناله من تطوير مكثف، تحول راينج روفر سبورت الجديد الى راينج روفر حقيقي وبكل ما لهذه الكلمة من معنى. أما أهم ما خضع له، فيتمثل بأنه أصبح بالفعل يستحق تسميته

منذ بداياتي في عالم صحافة السيارات وأنا أؤمن بأن السيارة ليست وسيلة نقل وحسب، بل إمتداداً لشخصية مالكها كونها تعكس عنه صورة معينة. فالسيارات الرياضية المتعددة الإستعمال الكبيرة الحجم مثلاً تعكس عن سائقها صورة رجولية وتوحي بأن سائقها مغامر ومخاطر وهذا هو بالضبط السبب الذي يؤدي بالبعض الى وصف سيارة ما بأنها نسائية أو الى ربط بعض العلامات بأصحاب الثروات الكبيرة. وفي هذا السياق، أجد نفسي ذاهباً بهذا الأمر الى حدود أبعد تؤدي بي الى القول أن السيارات تتشابه مع الأشخاص. فمنها ما هو جميل ومنها ما هو مثير، في وقت يمكن وصف بعضها الآخر بالناعم أو بالمحبب الى القلب. أما السبب في ذلك، فيعود الى أن كل سيارة تتحلى بشخصيتها الخاصة، تماماً كما هو الحال مع البشر اللذين لا يتوقفون من جهة أخرى عن القيام بجهود كبيرة للظهور بحلة أفضل تضفي الى شخصياتهم المزيد من الفرادة.

أما في عالم صناعة السيارات، فالأمر مماثل ذلك أن صانعي السيارات يقومون بجهود هائلة لإخراج سياراتهم بحلل مميزة تخفي خلف مظهرها الأنيق وشخصياتها المتميزة، تقنيات متقدمة وتجهيزات فريدة وهذا هو أيضاً حال راينج روفر التي أطلقت جيلاً جديداً من سيارتها سبورت إنتقلت الى شبه الجزيرة البريطانية وتحديداً الى جبال وغابات منطقة وايلز لإخضاعه لتجربة نظمها المكتب الإقليمي لـ جاكوار لاندروفر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقبل الدخول بمجريات التجربة التي شملت طرقات سريعة وأخرى فرعية ملتوية مع مقاطع حصوية وأخرى موحلة على دروب تعبر الأنهار والمستنقعات، يتوجب الوقوف عند الجيل الجديد من راينج روفر سبورت الذي ما أن ينظر المرء اليه حتى يبدأ بالتساؤل عن ما إذا كان فئة مصغرة من الأخ الأكبر، راينج روفر أو فئة مكبرة من الشقيق الأصغر إيفوك والذي يبدو أنه خليط ناجح من الإثنين معاً. ويعود السبب بتركيزي على كلمة خليط ناجح الى أن كل من راينج روفر وإيفوك يعنيان ـ على الأقل بالنسبة لي ـ من نقاط سلبية على صعيد التصميم. فـ راينج روفر نال واجهة أمامية أعتقد أنها أبعدته عن الطابع الإيقوني الذي طالما ميزه منذ إطلاقه خلال سبعينات القرن الماضي. أما إيفوك الذي يتحلى بجمال تصميم متفوق، فيعاني ـ وبالنسبة لي أيضاً ـ من عرضه الإجمالي المتدني الذي يرفع الإحساس بنعومته في وقت يحمل شعار راينج روفر الذي يعني القدرات المتفوقة والرجولة المتقدمة. ومع سبورت الذي كان يعاني في السابق من فتحة بابه الخلفي الصغيرة ونافذة هذا الباب الأصغر والذي كان يشعرني أنه كان في الأساس عبارة عن سيارة من فئة البابين إضطرت راينج روفر الى تزويدها ببابين خلفيين في اللحظات الأخيرة قبل الإطلاق، فقد قلب المعطيات رأساً على عقب ذلك أن مجرد النظر اليه يؤكد أنه يتمتع بتناسب هندسي متقدم يضعه في نقطة الوسط بين شقيقيه الكبير والصغير، خصوصاً أنه يجمع بين قساوة راينج روفر ونعومة إيفوك في قالب مميز أدى بي الى تأمله من كافة الزوايا وبشكل مستمر كان إستثناءه الوحيد متمثلاً بوجودي خلق مقوده أو في مقصورة ركابه.

وهنا، لم يكتفي راينج روفر سبورت بتصميمه الجديد وحضوره المميز وشخصيته المميزة وجيناته التي لا تعود الى أي علامة أخرى سوى راينج روفر، بل يضيف الى ذلك حجماً أكبر ووزناً أخف من السابق، خصوصاً أنه تخلى عن قاعدة عجلات لاندروفر LR4 التي كان يعتمدها في جيله الحالي وإستبدلها بهيكل أحادي مماثل للهياكل الحاملة التي تعتمدها سيارات الركاب تم معه إستعمال الألومنيوم المعالج الذي طاول أيضاً الأبواب والتعليق والمحركات وهذا ما مكنه من خسارة حوالي 420 كلغ من وزنه الأسبق وذلك على الرغم من أن طول قاعدة عجلاته إزداد بمعدل 17,5 سم إزداد على أثرها طوله الإجمالي بمعدل 6,25 سم مقابل 5,5 سم للزيادة التي طرأت على عرضه الإجمالي، مع العلم أن سبورت الجديد يوحي أنه أطول مما كان عليه جيله الحالي بكثير وذلك بسبب الزجاج الأمامي الذي إزدادت درجة ميلانه وخط السقف الذي ينحني الى الأسفل كلما إتجه الى الخلف وخط الوسط الذي يرتفع الى الأعلى كلما إتجه الى الخلف ولتعمل هذه التعديلات مجتمعةً على إلغاء واحدة من نقاط ضعف سبورت الحالي والمتمثلة بأن تصميمه الصندوقي لم يساعده أبداً في عكس صورة رياضية. وفي هذا السياق، عززت راينج روفر الروح الرياضية لـ سبورت من خلال تزويده بمعظم المعالم التصميمية الجديدة التي بدأت مع إيفوك وطاولت راينج روفر شأن إشارات الإلتفاف المتداخلة بالرفاريف الأمامية والخلفية والواجهة الأمامية المائلة مع المصابيح الطولية والصادمين الأمامي والخلفي الكبيرين واللذين يتميز الأمامي منهما بفتحته الكبيرة والخلفي بناشر الهواء المرتفع. وعلى الرغم من أن التصميم الجانبي بات أكثر تشابهاً مع تصميم إيفوك الجانبي، إلا أن راينج روفر زودته بفتحات إطارات عريضة ونافرة وإعتمدت اللون الأسود لإطارات المساحات الزجاجية ووفرت سبورت بخيار اللون المختلف للسقف.

وفي مواجهة الطابع الإيطالي للتصميم الخارجي، إعتمدت راينج روفر الجديدة على تصميم لوحات قيادة راينج روفر الجديدة لجهة شاشة الـ TFT التي أخذت مكان العدادات التقليدية ولناحية تصميم الكونسول الوسطي المبسط والذي تبرز فيه شاشة وسطية علوية بمفاتيح جانبية تعمل باللمس. أما الجديد الذي أحببناه، فقد تمثل بعاملين يشكل أولهما تخلي سبورت الجديد عن مفتاح علبة التروس الدائري الذي يخرج من مكانه بمجرد تشغيل المحرك لصالح مقبض تقليدي يعمل بالدفع على غرار مقابض علب التروس التي بدأت مع سيارات بي ام دبليو. أما ثانيهما، فينحصر بوضعيتي القيادة والجلوس. فالجلوس المرتفع في مقعد السائق لم يعد الخيار الوحيد إذ زود سبورت الجديد بآلية تحريك تتميز بمجال تحرك عمودي كبير يمكن معها الإختيار بين وضعية الجلوس التقليدية لدى راينج روفر لجهة إرتفاعها العالي وبين وضعية الجلوس المنخفضة التي يحبها السائقون الرياضيون. وفي سياق الكلام عن وضعية الجلوس، لا بد من الإشارة الى أن راينج روفر سبورت الجديد بات يتوفر بثلاثة صفوف من المقاعد التي يمكنها إستقبال خمسة ركاب في الصفين الأمامي والوسطي مقابل طفلين أو مراهقين في صف المقاعد الثالث الذي يمكن طيه بنسبة النصف أو كلياً ليختفي في قعر مقصورة التحميل الخلفية التي يبلغ حجمها القياسي 792,8 ليتر. وفي هذا الإطار، إستفاد راينج روفر سبورت الجديد أيضاً من الطول الإضافي لقاعدة العجلات بحيث بات يوفر مساحات داخلية أفضل من السابق وبالأخص لركاب صف المقاعد الوسطي. وفي سياق الكلام عن المقصورة وكما يتوقع المرء من سيارة تحمل شعار راينج روفر، تتوفر سبورت مع كافة التجهيزات التي يفترض وجودها في سيارة من هذا المعيار ومنها نظام التحذير عند تبديل خط السير، جهاز التعرف على إشارات المرور، جهاز المساعدة على ركن السيارة، جهاز التحكم النشط بالسرعة وغيرها.

الدخول الى المقصورة وضبط مقعد السائق في الوضعية المناسبة سهلان للغاية، في وقت سيتوجب على المرء أن يضغط على مفتاح تشغيل المحرك في لوحة القيادة وأن يقوم بإيقاف عمل جهاز توقف / إنطلاق في حال كان سيقود راينج روفر سبورت في منطقة الخليج في فصل الصيف الحار جداً للمحافظة على درجة حرارة مقبولة في المقصورة. أما الإنطلاق، فلا يتطلب أكثر من دفع مقبض علبة التروس بإتجاه الخلف لتعشيق النسبة الأولى من أصل نسب علبة التروس الثماني التي تم تطويرها بالتعاون مع ZF الشهيرة في هذا الميدان والضغط على دواسة الوقود والأهم التمتع بالهدير الرياضي الذي يثير الحماس في النفس والصادر عن عوادم تخرج غازات ناتجة عن عمل محرك الليترات الخمس الموزعة على ثماني أسطوانات بشكل V يحترق الوقود في داخلها معتمداً على جهازي بخاخ مباشر وسوبر تشارجر ساهما في رفع القوة الحصانية الى 510 أحصنة تترافق مع 625 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلات الأربع بنسبة 42 بالمئة الى الأمام و58 بالمئة الى الخلف. ويمكن لنظام الدفع الرباعي أن ينقل 62 بالمئة من العزم كحد أقصى الى المحور الأمامي مقابل 78 بالمئة كحد أقصى أيضاً الى عجلتي المحور الخلفي. وعلى الرغم من وزن راينج روفر سبورت المزود بهذا المحرك والبالغ 2310 كلغ، تولد هذه السيارة تأدية رياضية مميزة أقلها تسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في 5,3 ثانية يمكن بعدها الوصول الى 241,4 كلم/س كحد أقصى وهو أمر إختبرته بنفسي على مدرج مطار كيمبل (Kemble) الذي كان أيضاً مسرحاً لإختبارات التسارع التي قمت خلالها بتبديل عمل جهاز التجاوب مع كل أنواع التضاريس الى معيار «دايناميك» الذي يتوفر لأول مرة في سبورت والذي يتحكم بوزن وتجاوب جهاز المقود الكهربائي وبنبض جهاز التعليق ومستوى تمايلات الهيكل وهندسة عمل المحرك وطريقة عمل جهاز المفاضلة المدمج بالترس التفاضلي الإلكتروني الخلفي. ومع هذا المعيار، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ الفارق في تأدية راينج روفر سبورت وفي طريقة تصرفه تحت تأثير التسارعات المستمرة والقيادة الرياضية.

أما عند إعتماد معيار القيادة على الطرقات المعبدة، فيشعر المرء بمدى صوابية قرار راينج روفر بالتخلي عن قاعدة LR4 وإستبدالها بقاعدة أحادية جديدة كلياً، خصوصاً أن تمايلات الهيكل المندنية جداً وإرتجاجاته النادرة على الطرقات البريطانية الفرعية (B-Roads) السيئة التعبيد كانت بمثابة برهان قاطع على مدى التحسن الذي طاول سبورت الذي يشعر سائقه أن إنتماء سيارته الفعلي ليس لقطاع السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال، بل الي فئة سيارات الركاب السياحية، يساعده في ذلك جهاز مقود متجاوب وبغاية الدقة مع إنقيادية تركز على الراحة وتشعر السائق وركابه أنهم على متن سيارة عائلية متوسطة الحجم.

وعلى الرغم من أن إستعمال سبورت والسيارات الرياضية المتعددة الإستعمال يتم بمعظمه على الطرقات المعبدة، إلا أن سبورت يحمل تسمية راينج روفر مما يعني أن إختبار قدراته على الدروب الوعرة والمسالك الحصوية وتلك الموحلة التي تعبر في غابات وايلز وتمر في أنهار عميقة ووعرة المداس، أمر لا بد منه. وهنا، تجدر الإشارة الى أن سبورت نال الجيل الثاني من أجهزة التجاوب مع كل أنواع التضاريس، بالإضافة الى علبة تحويل بسرعتين وتعليق هوائي يمكن معه تعديل خلوص سبورت. ومع هذه الأجهزة، كان راينج روفر سبورت قادراً على عبور كل العوائق التي رمتها أمامه الطبيعة البريطانية الريفية القاسية، في وقت كنت من خلف مقوده قادراً على الإحساس بعمل مكوناته الميكانيكية والإلكترونياته وبطريقة هذه المكونات في قطع إمدادات الدفع عن الإطارات غير المتماسكة مع الدروب وتعويض ذلك من خلال نقل القوة الى الإطارات ذات التماسك الأفضل. وهنا لا يمكن إغفال دور التعليق في دفع الإطارات بإتجاه الأسفل بهدف إبقائها في حالة تماسك قصوى مع المسالك المتعددة المستويات وبالتالي تمكين سبورت من متابعة الطريق، خصوصاً أنه بات يتمتع بزاويتي إقتراب وإبتعاد تبلغان 33 و31 درجة مع 27 درجة للزاوية التي تربط بين منتصف قاعدة العجلات ونقاط ملامسة إطارات المحورين الأمامي والخلفي مع الأرض. وعلى الدروب والمسالك الوعرة في غابات مقاطعة وايلز، لم يكن التألق من نصيب جهاز قياس عمق المياه التي تعبرها راينج روفر سبورت التي يمكنها دخول ممرات مائية بعمق 85 سم بسهولة بالغة بفضل مداخل هواء المحرك في غطاء المحرك، بل طاول أيضاً الكاميرات المحيطية التي تظهر مكان الإطارات الأربعة بدقة مقارنة بحجم الدرب وهذا ما يعتبر ممتازاً في حال كانت الرؤية متدنية بسبب العوائق ووضعية السيارة وأكثر إمتيازاً في حال كان السائق يقود سبورت على طريق ملتوية وضيقة وتحتوي على صخور حادة يتوجب الحذر منها كونها قادرة على شق مطاط الإطارات بسهولة.

وفي النهاية، يمكنني القول أن راينج روفر سبورت الجديد أفضل من الجيل الحالي بنسبة أقلها 70 بالمئة، مما يعني أنه يفترض به أن يحقق نجاحً أكبر بنسبة 70 بالمئة وهذا برأيي المتواضع أقل ما تستحقه هذه السيارة.

راينج روفر سبورت V8 ـ 2014

5,0 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي

510 أحصنة ـ 625 نيوتن متر

من صفر الى 100 كلم/س: 5,3 ثانية

السرعة القصوى: 241,4 كلم/س ـ الوزن: 2310 كلغ

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل