المحتوى الرئيسى

بي ام دبليو 750Li التجربة خير برهان

12/20 15:17

مع الجيل المحسن من 750Li، لم تكتفي بي ام دبليو بتوفير سيارة يشكل الإنتقال من خلال مقعدها الخلفي تجربة إستثنائية، بل عززت ذلك بتجربة قيادة مميزة أيضاً

هل سبق لأي منكم أن رأى طرازي العامين 2012 و2013 من بي ام دبليو فئة 7 جنباً الى جنب؟ في حال كان الجواب بالإيجاب، فمن المؤكد أنكم شعرتم أن ما نالته هذه السيارة في طرازها المخصص للعام الجاري والتي قدم الجيل الحالي منها منذ حوالي أربع سنوات، لا يستحق كل الجلبة التي أحدثتها شركتها حول حملة التحديث التي خضعت لها هذه السيارة. فالمقارنة لجهة التصميم الخارجي بين الطراز الجديد والجيل الأسبق سيؤكد لكم أن التعديل ينحصر بواجهتي فئة 7. ففي الأمام، ستجدون أن فتحتا التهوئة الوسطيتين أصبحتا أكبر حجماً وأخذتا وضعية أكثر عمودية من السابق، فيما باتت كل منهما تحتوي على 9 شفرات عمودية. كذلك نالت طرازات القمة من هذه السيارة مصابيح جديدة تعمل بالكامل بتقنية LED بدلاً من تقنية زينون المزدوجة، بالإضافة الى تصميم جديد للفتحة السفلية الموجودة في الصادم الأمامي والتي يرفع شكلها من الشعور بعرض السيارة.

وفي الأمام، تتوفر فئة 7 أيضاً مع ما تطلق عليه بي ام دبليو تسمية «تقنية الستارة الهوائية» التي تلزم الهواء بالتدفق بطريقة إنسيابية مسبقة التحديد حول الإطارين الأماميين على السرعات العالية. أما في الخلف، فالتبديل الوحيد محصور بكميات أكبر من الكروم الذي يظهر على شكل خطين أفقيين متوازيين يربط العلوي منهما بين المصباحين الخلفيين، فيما يشكل السفلي منهما والذي يأخذ لنفسه مكاناً في الصادم الخلفي ذو التصميم الجديد، خطاً يصل بي قطعتين زجاجيتي بلون أحمر تعكسان النور الواصل اليهما ليلاً. وفي النسخ المزودة بمحركات الأسطوانات الـ 12 وتحديداً في 760Li، هناك خط كرومي ثالث يربط بين مخارج العادم الرباعية. أما في الجوانب، فقد نالت فئة 7 تنانير جانبية سفلية مدمجة لزيادة التحكم بطريقة تدفق الهواء كلما إزدادت السرعة. كذلك، حصلت فئة 7 الجديدة على مرايا جانبية بتصميم جديد مع إشارات إلتفاف مدمجة فيها.

أما الداخل، فقد إستبدلت بي ام دبليو المقاعد بأخرى تم خفض سماكتها لزيادة المساحات الداخلية ورفع مستوى تثبيت الأجسام من دون تعريض مستويات الراحة لأي مساومة، في وقت بات المقعد الخلفي يتوفر على شكل مقعدين منفصلين يمكن التحكم بوضعيتيهما الأفقية ومدى ميلان ظهريهما ووضعية مسندي الرأس الخاصين بهما كهربائياً وهما يتوفران قياسياً في نسخ 760i و760Li وإضافياً في باقي نسخ فئة 7. ولطرازات فئة 7 المبنية على قاعدة العجلات الطويلة، أضافت بي ام دبليو 14 سم الى طول القاعدة وإستغلتها لزيادة المساحات الداخلية الخلفية، فيما عملت على تعديل إنحناء خط السقف في الخلف لزيادة المساحات المخصصة لرؤوس الجالسين في الخلف بمعدل 1,25 سم. وفي الخلف، يمكن أيضاً طلب السيارة مع مجموعة التسلية التي تضيف مفتاحاً خلفياً لجهاز iDrive جرى وضعه في مسند اليد الوسطي مع شاشتين بقياس 9,2 إنش تبدوان وكأنهما معلقتين في الهواء خلف مسندي رأس المقعدين الأماميين. كذلك نالت المقصورة نظام إنارة داخلي جديد يمكن التحكم بلونه ومزيد من عمليات العزل الصوتي التي طاولت حشوات العواميد B وC والتنانير الجانبية والجدار الذي يفصل مقصورة الركاب عن صندوق الأمتعة، بالإضافة الى المواد المطاطية المحيطة بالنوافذ وبعض التعديلات الأخرى التي هدفت الى زيادة مستويات الراحة.

وعلى صعيد آخر، باتت فئة 7 تتوفر إضافياً مع نظام موسيقي متطور جداً يحمل توقيع «بانغ أند أولفسن» مزود بنظام إحاطة سمعية. وقد تم ربط هذا النظام الذي تبلغ قوته الصوتية 1200 وات، الى 16 مكبر صوت تم نشرها في كل أنحاء المقصورة. وتتألف هذه المكبرات من مكبرين عاملين بترددات منخفضة (Bass) و7 مكبرات للترددات المتوسطة (Mid range) و7 مكبرات للترددات المرتفعة (Treble). والى جانب النظام الموسيقي، طور تقنيو بي ام دبليو طريقة عمل جهاز iDrive ليتماشى مع التطور التقني الحاصل في عالم تقنية المعلومات وأضافوا اليه الجيل الأحدث من نظم الملاحة عبر الأقمار الإصطناعية والذي تم تزويده بنظام تشغيل مطور مع معالج بقوة 1,3 GHz وبطاقات إلكترونية لتشغيل رسوماته الغرافيكية المتقدمة والمحدثة والثلاثية الأبعاد. ويمكن لنظام الملاحة ـ في البلدان المجهزة ـ أن يعرض معلومات دقيقة وآنية حول حالة الطرقات، بالإضافة الى تحديثات حول الطقس.

ولفئة 7 الجديدة، توفر بي ام دبليو جهازاً للتحكم النشط بالسرعة يحافظ على مسافات آمنة بين فئة 7 والسيارة التي تسير أمامها ويقوم بنفس الوقت بخفض السرعة في حال خفضت السيارة الأمامية سرعتها ولدرجة أنه يوقف فئة 7 عند توقف السيارة الأمامية. و تتوفر فئة 7 أيضاً مع نظام يراقب الحالة الحيوية للسائق وردات فعله ويقوم بتحليل أسلوبه في القيادة. وفي حال تبين لهذا النظام أن السائق لا يركز على القيادة، تظهر صورة كوب قهوة (كما في سيارات مرسيدس) في لوحة القيادة لتشجيع السائق على التوقف للإستراحة. وفي سياق الكلام عن وسائل السلامة، زودت بي ام دبليو سيارتها هذه بنظام خاص لحماية الركاب يقوم في حال إستشعر أن سائق فئة 7 لن يتمكن من تفادي التعرض لحادث ما، بشد أحزمة الأمان لتثبيت راكبي المقدمة في مكانيهما كما يقوم بإغلاق النوافذ الجانبية وفتحة السقف ويعمل على بتفعيل المكابح ويقوم بإيصال السيارة الى حالة التوقف الكامل.

وفي مواجهة التعديلات المرئية التي ذكرناها ومع الضوضاء الإعلامية التي إفتعلتها بي ام دبليو، كان لا بد لنا من إستقدام فئة 7 الجديدة لتجربتها وإكتشاف جديدها الذي لا تراه العين المجردة. وفي هذا الإطار، وقع خيارنا على 750Li التي لا تزال تعتمد على محرك من عائلة محركات الأسطوانات الثماني على شكل V بسعة 4,4 ليتر يعمل بالتناغم مع توربو مزدوج ولكن هذا المحرك بات مع طرازات العام 2013 مزوداً بجهاز فالف ترونيك الذي يتحكم بتوقيت عمل الصمامات وهذا ما أدى الى إرتفاع قوته من 400 الى 450 حصاناً تتوفر عند 4500 دورة في الدقيقة وعزم دورانه من 603,3 الى 650,8 نيوتن متر يمكن إستخراجها بين مستويي 2000 و4500 دورة في الدقيقة يمكن معها لـ 750Li أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في غضون 4,8 ثانية ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى المحددة إلكترونياً بـ 250 كلم/س. وفي هذا الإطار، تعلن بي ام دبليو أن هذا المحرك نال تعديلات أخرى هدفت الى تحسين إستهلاكه للوقود ولتشمل هذه التعديلات تزويده بجهاز توقف / إنطلاق وبنظام لتخزين الطاقة المهدورة عند ممارسة الكبح مما مكن هذا المحرك من توفير مستويات إستهلاك تراوح في حدود 8,6 ليتر لكل 100 كلم.

ولزيادة خفض الإستهلاك، إستغنت 750Li عن علبة التروس السداسية النسب التي كانت تتوفر لكل نسخ فئة 7 وإستبدلتها بعلبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية الجديدة التي تعمل عبر 8 نسب أمامية متزامنة والتي أكدت تجربتنا لها أنها ناعمة وسلسة ومتجاوبة. كذلك نالت 750Li برنامجاً جديداً تطلق عليه بي ام دبليو تسمية Eco Pro تمت إضافته الى نظام التحكم الديناميكي بالقيادة. ويعمل هذا البرنامج على خفض كمية تدفق الوقود الى المحرك وإيقاف عمل مكيف الهواء عند توقف السيارة. كذلك يقوم هذا البرنامج بفصل المحرك عن المجموعة الميكانيكية عند قيادة السيارة بطريقة هادئة وعلى سرعات ثابتة تتراوح بين 50 و160 كلم/س، كما يعدّل طريقة تبديل النسب بحيث يقوم بالتبديل التصاعدي المبكر ويؤخر تبديل النسب نزولاً.

وفي سياق الكلام عن جديد 750Li، يذكر أيضاً أنها نالت نظاماً للحد النشط من تمايلات الهيكل يقوم بعمله من خلال قضبان نشطة لمقاومة الإنحناء تعمل بدورها بالتناغم مع التعليق الهوائي الذي يقوم بتعديل إرتفاع السيارة أوتوماتيكياً وتبعاً لعدد ركابها ووزن حمولتها ونوعية الطريق التي تعبرها. ويقوم هذا التعليق بتعديل إرتفاع الزوايا الأربع للسيارة كل على حدة وتأمين إرتفاع واحد وثابت للسيارة في مختلف ظروف القيادة معتمداً في عمله على ماصات صدمات نشطة وجديدة يمكن لكل منها أن يعدل نبضه بشكل مستقل عن الآخر تبعاً لأسلوب القيادة ونوعية الطريق. ويعتمد التعليق على مبدأ الشعب المزدوجة في الأمام مع مجموعة من الأذرع التي تأخذ لنفسها شكل الحرف V في الخلف. وقد تمت صناعة هذا التعليق من الألومنيوم المعزز بوصلات كروية مقواة وماصات صدمات نشطة بنبض قاس وحاملات مطاطية خاصة إنخفضت معها مستويات الإهتزازات ولينعكس ذلك بالإيجاب على صعيد الإنقيادية التي أكدت التجربة أنها ممتازة وتناسب معظم ظروف القيادة، خصوصاً أنه يمكن للسائق أن يتحكم بطريقة عمل كل ماص صدمات على حدة إذ يمكن الإعتماد مثلاً على معايير شاسي قاسية مع معايير إمتصاص صدمات طرية.

ومن ناحية أخرى، تتوفر النسخ المندفعة بالعجلات الخلفية من فئة 7 مع نظام الإلتفاف الرباعي النشط العامل من خلال محركات كهربائية تتحكم بزاوية إلتفاف الإطارات الأربع ومستوى المساعدة والتي يسيطر عليها وحدة تحكم تراقب سرعة الإطارات وحركة المقود بشكل مستمر. ومن ناحية أخرى، تم تزويد فئة 7 بمستشعرات مثبتة تحت السيارة في الخلف يكفي للمرء أن يمرر قدمه أمامها كي يفتح غطاء صندوق الأمتعة ولكن شرط أن تلتقط هذه المستشعرات ترددات مفتاح السيارة التي تتوفر أيضاً مع نظام لعكس المعلومات على الزاوية اليسرى السفلية من الزجاج الأمامي على شكل صور ملونة.

قيادتنا لـ 750Li تمت بمعظمها على خليط من الطرقات المدينية وتلك السريعة التي لاحظنا خلالها أن المقصورة الرحبة، تتمتع بعزل صوتي متقدم عززته بي ام دبليو بمستويات راحة إستثنائية مردها مقاعد مدروسة لتوفير الراحة العالية مع مساحات داخلية رحبة جداً في الأمام والخلف يشعر معها سائق هذه السيارة وركابه وكأنهم جالسون في غرفة جلوس متحركة مزودة بمساحات زجاجية كبيرة تعزز الإحساس بالرحابة وتساهم في توفير مجالات رؤية جيدة في كافة الإتجاهات.

أما على الطرقات الفرعية، فتنفرد 750Li بقدرة عالية على إمتصاص تموجات الطريق وإبعادها عن مقصورة الركاب وذلك من دون التضحية بأي من عوامل التماسك المعزز بشاسي مدروس بشكل دقيق لتوفير مستويات ثبات متفوقة يشعر معها سائق هذه السيارة وكأنه يقود سيارة أصغر حجماً منها لفئة 7. وهنا، يقوم المقود بدور فعال في توجيه السيارة ويوفر شعوراً جيداً بالطريق، فيما تلعب المكابح دوراً ممتازاً وفعالاً في توفير توقفات آمنة وسريعة.

وبنهاية التجربة، يمكن القول أن الضجة الإعلامية التي أثارتها بي ام دبليو حول جديدتها هذه، لن تكن عبثيةً. ففئة 7 التي كانت سيارة ممتازة لا يمكن للمنافسة إلا أن تضعها ضمن إعتباراتها، باتت اليوم أكثر إمتيازاً والتجربة أفضل برهان.

«مع طرازات القمة، وداعاً للمصابيح العاملة بتقنية زينون وأهلاً بتلك التي تعمل بالكامل من خلال مصابيح LED مستقبلية»

«سيحصل راكبي المقعد الخلفي في 750Li على 14 سم إضافياً لأرجلهم وعلى 1,25 سم لرؤوسهم وعلى شاشة بقياس 9,2 إنش لكل منهما»

«لم تنحصر تعديلات المحرك بزيادة قوته وعزم دورانه وبالتالي تأديته الرياضية، بل أضافت الى ذلك مستويات إستهلاك متدنية»

«يمكنك إختيار معاييرك المفضلة للقيادة محولاً 750Li من سيارة مترفة وفخمة وتنفيذية الى سيارة رياضية القلب والقالب»

4,4 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي

450 أحصنة عند 5500 دورة في الدقيقة

650 نيوتن متر عند 2000 الى 4500 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 4,8 ثانية

Comments

عاجل