المحتوى الرئيسى

مازيراتي غيبلي بنت أصول

12/20 15:17

ليست السيارة المثالية ولكنها من دون أي شك واحدة من السيارات التي لا بد لرب العائلة المحب للقيادة الرياضية أن يقودها ولو لمرة واحدة لأنه حينها، سيقرر شراءها

على الرغم من مبيعاتها المتواضعة في مختلف الأسواق العالمية، إلا أن سيارات مازيراتي تتمتع بنوع من السحر الخاص. فإسم هذه الشركة يرتبط بالسرعة والتأدية الرياضية والأهم من ذلك بنوع من الترف الذي لا يتواجد في السيارات الأخرى وهذا ما وفر لسيارات هذه الشركة سمعة راقية جداً ومميزة بالمقارنة مع منافساتها. فمن يشتري سيارة من فيراري، يقوم بذلك لأنه يسعى خلف التأدية السوبر رياضية، في وقت يمكن القول أن من يشتري سيارة تحمل شعار مازيراتي لا يركز على السرعة والتأدية وحسب، بل يشدد على الإنتقال بطريقة راقية ومميزة، تماماً كما يفعل محبو سيارات ألفاروميو التي يمكن القول أنها عبارة عن سيارات فيات ولكنها تحمل في معالمها وطياتها نوعاً من السحر الفريد الذي لا يتوفر لباقي السيارات. وبالإعتماد على هذا النوع من السحر والرقي، قررت مازيراتي أن تقوم بتجديد أسطولها المتواضع من السيارات ووضعت لنفسها هدفاً يتمثل برفع المبيعات الى 50 ألف سيارة مع حلول العام القادم.

ولتحقيق هذا الهدف، لم يكن تجديد مجموعة سيارات الشركة كافياً، خصوصاً أن عددها قليل ولا يغطي كافة شرائح المستهلكين. ولذلك كان القرار بدخول قطاعات لم يسبق لـ مازيراتي أن كانت من اللاعبين فيها وليقع الإختيار على قطاع السيدان المتوسطة الذي يشمل سيارات عريقة منها مرسيدس فئة E وبي ام دبليو فئة 5 وأودي A6 وكاديلاك CTS وغيرها مع التركيز على محاولة الإقتراب أكثر من طرازات القمة الرياضية الشكل شأن مرسيدس CLS وبي ام دبليو فئة 6 غران كوبيه وأودي A7 ولعل هذا هو السبب الرئيسي بإعتماد تسمية غيبلي التي طالما كانت مرتبطة في عالم مازيراتي بسيارات الكوبيه ذات البابين والتي كانت مصدر خيبة لعدد من محبي سيارات مازيراتي اللذين وجدوا في إطلاق هذه التسمية على سيارة تنتمي الى قطاع السيدان خطأً كبيراً، مع العلم أن مازيراتي قررت إستعمال هذه التسمية نظراً لما تحمله في طياتها من روح رياضية ممزوجة بنوع من الترف المطلق وهذا واحد من الأسباب التي ستدعم مسيرة غيبلي وتمكنها من الإنطلاق من موقع قوي بدلاً من أن تبدأ مسيرتها من خلال تسمية غير معروفة.

ولكن دعونا هنا من التحليلات ولننتقل الى غيبلي نفسها التي يمكن القول أنها عبارة عن فئة مصغرة من الشقيقة الأكبر كواتروبورتي التي قدمت لـ غيبلي عدداً من مكوناتها غير المرئية ومنها التعليقين الأمامي الذي يعتمد على أذرع بشكل حرف A والخلفي الذي يقوم على مبدأ الوصلات المتعددة والذي سبق له أن أثبت جدارته مع الشقيقة الأكبر لجهتي مساهمته في تعزيز راحة الإنتقال من ناحية وزيادة مستويات الثبات من جهة أخرى. ومع غيبلي، خسرت قاعدة العجلات بعضاً من طولها الذي تراجع الى 299.7 سم شأنه للطول الإجمالي الذي إنخفض بمعدل 30 سم تقريباً وذلك على غرار الإرتفاع الإجمالي الذي إنخفض بدوره. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن مازيراتي قررت أن لا تبتعد عن الخط التصميمي الذي تنفرد به سياراتها. ففي الأمام، يبدو التشابه بين الشقيقتين بوضوح، خصوصاً أنهما تتشاركان بتصميم المصابيح الأمامية ذات الشكل المربع والمائل الى المثلث وبتصميم فتحة التهوئة الأمامية النافرة عن مستوى المصابيح والممتدة نزولاً بحيث تعلو فتحة طولية سفلية أخرى تساهم وبالتعاون مع العلوية على تبريد مقصورة الركاب ومنطقة المكابح الأمامية وتساهم بتصميمها وبتصميم المنطقة المحيطة بها في التحكم بطريقة تدفق الهواء حول المقدمة بحيث تسهل إختراقها للهواء على السرعات العالية مولدة قوى دفع سفلية تساهم في زيادة ثبات المقدمة من ناحية وفي خفض مستويات ضجيج إختراق السيارة للهواء.

أما في الخلف وكما الحال مع الشقيقة الأكبر كواتروبورتي، فقد إعتمدت غيبلي على مصابيح خلفية طولية ذات خطوط مقوسة وزوايا دائرية تأخذ لنفسها مكاناً في واجهة خلفية سميكة يفترض بها وبالتعاون مع عاكس الهواء الخلفي المدمج أن تساهم في زيادة قوى الدفع السفلية لرفع مستويات التماسك الخلفي عند إرتفاع السرعة. ومن ناحية أخرى، إعتمدت مازيراتي لـ غيبلي على تصميم جانبي مأخوذ من كواتروبورتي ولكن بعد تصغير حجمه وتعديل بعض تفاصيله وبحيث بات متناسقاً مع بعضه البعض، الأمر الذي مكن غيبلي من التحلي بحضور لافت ومميز على الطريق.

ولتغطية متطلبات معظم الراغبين بهذا القطاع من السيارات، قررت مازيراتي أن توفر غيبلي بخيار بين ثلاثة محركات تنتمي جميعها الى نادي محركات الأسطوانات الست بشكل V سعة 3 ليترات. ويندرج المحرك الأول في خانة محركات الديزل وقد تم تزويده بجهاز توربو إرتفعت معه قوته الى 275 حصان تترافق مع 600 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه إبتداءً من 2000 دورة في الدقيقة. أما المحركات الآخران اللذان سنركز عليهما هنا كونهما يعملان بالبنزين ويتوفران في منطقتنا، فقد جهزت مازيراتي الأول منهما بجهاز توربو أحادي مما أدى الى إرتفاع قوته الى 330 حصاناً وعزم دورانه الى 500 نيوتن متر.

أما محرك القمة، فمن عائلة V6 بسعة 3 ليترات كما ذكرنا ولكنه مزود بتوربو مزدوج يمكن معه الحصول على 410 أحصنة يتم إستخراجها بالكامل عند إيصال المحرك الى مستوى 5500 دورة في الدقيقة وعلى 550 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر بين مستويي 1750 و5000 دورة في الدقيقة. وستتوفر غيبلي المزودة بهذا المحرك بفئتين تندفع الأولى منهما والتي تحمل تسمية غيبلي S، بعجلتيها الخلفيتين منطلقة من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 5 ثواني تنخفض الى 4,8 ثانية مع النسخة الثانية التي أطلقت عليها مازيراتي تسمية غيبلي Q4 والتي تندفع بشكل مستمر بعجلاتها الأربع التي يمكنها أن تجر غيبلي Q4 الى سرعة قصوى تبلغ 284 كلم/س تزداد بمعدل كيلومتر واحد في الساعة مع غيبلي S.

وبمجرد قيادة غيبلي، سيشعر سائقها أن المقود خفيف نسبياً ولكنه دقيق وقادر على توفير شعور جيد بالطريق، في وقت تتميز علبة التروس التي تحمل توقيع ZF بقدرتها على نقل نسبها الثماني بنعومة عالية، سواء كان التبديل أوتوماتيكياً أو عبر العتلات المثبتة أمام المقود. أما التماسك الإجمالي، فهو جيد ويساهم فيه التعليق الذي يلعب دوراً فعالاً في زيادة مستويات الثبات ومن دون تعريض الراحة المتقدمة التي تنفرد بها هذه السيارة الى أي تغيير. ففي الأمام، تساهم الشعب المزدوجة في زيادة ثبات المقدمة وتواجه إنتقالات الوزن تحت تأثير الإنعطاف أو الكبح بمساعدة قضيب مقاوم للإنحناء والغوص، فيما تعمل تقنية الوصلات المتعددة المعتمدة في التعليق الخلفي على إمتصاص تبدلات وتموجات الطريق بفعالية عالية. وهنا لا يمكن للمرء إلا أن يقدر فعالية التعليق، خصوصاً أنه يحمل وزناً إجمالياً يبلغ 1835 كلغ يعود السبب فيها الى خليط من الحديد والألومنيوم المستعملين في بناء القاعدة التي توفر صلابة إلتوائية عالية تساهم بدورها في زيادة مستويات التماسك العام.

ومع غيبلي S، لا يمكن لمن يقود هذه السيارة إلا أن يتمتع بهدير عوادمها الرياضي الذي يعتمد على فتحات داخلية متحركة تسهل مرور الغازات وترفع الهدير الممتع الذي طالما ميز سيارات مازيراتي خلال العقدين الأخيرين. أما فئة Q4، فهديرها أكثر من ممتع وهي بالمناسبة، بمثابة برهان أن قاعدة هذه السيارة قادرة على تحمل المزيد من القوى، الأمر الذي يدفعنا الى التساؤل عن ما إذا كانت مازيراتي ستوفر في المستقبل القريب فئة رياضية جداً من غيبلي لمنافسة السيارات الألمانية المنشأ التي تحمل شعارات M وAMG وRS. وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة الى أن الإنقيادية تميل أكثر الى القساوة منها الى النعومة ولكن ذلك أمر متوقع من سيارة تحمل شعار مازيراتي وهو من الأمور الإيجابية بالنسبة لنا كوننا من محبي السيارات ذات التأدية الرياضية التي لا بد من تزويدها بتعليق يميل الى القساوة ويرفع من متعة القيادة، خصوصاً أن نظام الدفع الرباعي في غيبلي Q4 يحول القسم الأكبر من القوة الى الإطارين الخلفيين وهذا ما يدفع المرء الى زيادة الضغط على الطرقات الملتوية وإستخراج المزيد من متعة القيادة المعززة بهدير عوادم مميز وجميل على غرار أصوات عوادم سيارات مازيراتي الأخرى، خصوصاً أن جهاز التحكم بالتماسك يسمح ببعض الإنزلاقات الخلفية الطفيفة قبل أن يتدخل للسيطرة على مجريات الأمور.

في الداخل، لا يمكن إغفال مستوى الجودة التصنيعية وحسن إختيار المواد وهما أمران يبدوان بوضوح، سواء كان المرء جالساً في الأمام أو في الخلف. أما الغريب، فيتمثل بأبواب السيارة الأربعة التي غابت عنها إطارات النوافذ بهدف تعزيز الروح الرياضية لـ غيبلي التي تتحلى بمساحات داخلية أمامية كريمة جداً تتدنى نسبياً في الخلف ولكنها تبقى ضمن المعدلات المقبولة لثلاثة ركاب من أصحاب القامات والأحجام المتوسطة. وفي الداخل أيضاً، تتميز لوحة القيادة بتصميمها الذي يشدد على البساطة ويركز على عملانية الإستعمال وسهولته وقد زودتها مازيراتي بجهاز ملاحة متطور وسهل الإستعمال مأخوذ من الشركة الأم كرايسلر ووفرت لها نظاماً موسيقياً عصرياً يمكن طلبه بفئة بويرز أند ويلكينز بقوة 1280 وات. أما مكيف الهواء ذو منطقتي التبريد المنفصلتين، فهو فعال ويقوم بتبريد المقصورة بسرعة عالية ولكن هدير الهواء الصادر عنه مرتفع. ومن ناحيتها، توفر شاشة جهاز الملاحة التي تعرض أيضاً عمل عدد من أجهزة السيارة، بنقاوتها العالية ولكنها تضطرك في بعض الأحيان الى لمس مفتاح ما في داخلها عدة مرات ليتم تفعيل ما تريد تشغيله.

ومع هذه السيارة، يمكن القول أن غيبلي توفر لسائقها أو لمالكها فرصة إمتلاك سيارة إيطالية مميزة وفريدة ولكن بسعر سيارات السيدان الألمانية المتوسطة الحجم. وعلى الرغم من أن الجودة التصنيعية في غيبلي قد لا تضاهي جودة السيارات الألمانية المنافسة، إلا أن المتعة التي تولدها قيادة هذه السيارة بالذات، تجعلها تستحق أن يتوقف المرء عندها وأن يضعها ضمن إعتباراته الشرائية، خصوصاً أنها ستنفرد بكونها واحدة من السيارات التي لن يراها المرء بكثافة على الطرقات حتى ولو تمكنت شركتها من تسجيل مبيعات إجمالية تصل الى 50 ألف سيارة سنوياً.

3.0 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي

410 أحصنة عند 5500 دورة في الدقيقة

550 نيوتن متر بين 1750 و5000 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 4.8 ثانية

السرعة القصوى: 284 كلم/س ـ الوزن: 1834 كلغ تقريباً

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل