المحتوى الرئيسى

كيا سيراتو لا يمكن إغفالها بعد الآن

12/20 15:17

مع الجيل الثالث من سيراتو، تتابع كيا مسيرات التحديث والتطوير والتحسين التي تطاول مجموعتها من السيارات موفرة بذلك سيارة يتوجب على المنافسة وضعها ضمن الحسابات

كلنا يعلم أن العملاق الكوري يملك شركة كيا للسيارات وأن هذه الأخيرة تتشارك ببعض قواعد العجلات والمحركات مع مالكتها وهذا ما يدعو الى التعجب ذلك أن هيونداي وكيا تنتجان سيارات بأسعار منافسة يتوجه معظمها الى ذوي الدخل المحدود مما يعني أن هيونداي ومن خلفها كيا تنافسان أنفسهما. ومع حملة التحديث التي طاولت سيارات الشركتين، كان القرار في رئاسة الشركتين بوجوب التركيز على الجودة التصنيعية وعلى جودة المواد المستعملة في بناء السيارات، الأمر الذي زاد الحيرة في عقول عدد كبير من المستهلكين اللذين بدأوا بالتساؤل عن الأسباب التي تدعوهم الى الإنتقال من مخيم هيونداي الى صفوف كيا أو بالعكس، في وقت تتشارك العلامتان بعدد كبير من المكونات غير المرئية، إضافة الى كونهما تباعان بأسعار متقاربة مع العلم أن هذه الأسعار منافسة لما يتواجد في الأسواق.

ومن هنا، كان لا بد من التوجه بالسؤال الى السيد محمد الخضر الذي يشغل لدى شركة جمعة الماجد، وكلاء سيارات كيل في الإمارات، منصب الرئيس، خصوصاً أنه كان متواجداً خلال إطلاق وتجربة الجيل الجديد من كيا سيراتو وليأتينا الجواب بأن الفارق بين كيا وهيونداي مماثل للفارق بين سيارات شفروليه وبيويك التابعتين لـ جنرال موتورز. فسيارات هيونداي التي تنفرد بمعالم تصميمية متطورة جداً تتوجه الى شريحة إجتماعية أعلى منها لتلك التي تتوجه اليها سيارات كيا التي يجري العمل لديها على قدم وساق في سبيل إطلاق سيارات جديدة وإخضاع الطرازات الموجودة أصلاً الى حملة تحديث وتطوير تماماً كما حصل مع طراز سيراتو الذي ينتمي الى قطاع سيارات السيدان المدمجة التي تستهدف سيارات شأن ميتسوبيشي لانسر ونيسان سنترا وسوزوكي SX4 وشفروليه كروز وغيرها.

ومع الجيل الثالث والجديد من سيراتو الذي لا يتوفر في الوقت الحالي إلا بفئة السيدان (كان الجيل الأسبق متوفراً بفئات سيدان وكوبيه وهاتشباك)، يمكن القول أن ما قدمته كيا هو عبارة عن سيارة جديدة كلياً تتميز بتصميمها الخارجي الذي يتمتع بجمالية ورقي وتناسق هندسي لا يتوفر عادة ضمن هذه الفئة من السيارات، الأمر الذي وفر لـ سيراتو الجديدة حضوراً لافتاً على الطريق. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن كيا قامت بخطوة ذكية جداً عندما إستقدمت المصمم بيتر شراير ليرأس قسم التصميم التابع لها حيث حقق نجاحاً كبيراً أدى به الى إستلام رئاسة التصميم لدى فروع السيارات التابعة للشركة الأم، هيونداي. وهنا، ركز شراير بعد النجاح الكبير الذي حققه طراز أوبتيما بسبب تصميمه الفريد والجميل على إعتماد عدد من معالمه في معظم سيارات كيا ومنها سيراتو الجديدة التي نجح مصممو كيا بإعطائها شخصية مستقلة عن باقي سيارات الشركة. فهي أطول وأعرض وأقل إرتفاعاً من الجيل الأسبق منها.

ففي الأمام، إعتمدت سيراتو على مصابيح أكبر من السابق تم تزويدها بمصابيح نهارية تعمل بتقنية LED ويتوسطها شبك أمامي يحمل شكل الشبك الذي بات معتمداً في كل سيارات كيا والذي تطلق عليه الشركة صفة «فم النمر». وفي أسفل المقدمة، إعتمدت كيا على صادم أمامي كبير الحجم بفتحات طولية مهمتها زيادة القدرات التبريدية لمقصورة المحرك والمكابح الأمامية وليعمل تصميم هذه الفتحات الثلاثية على تعزيز الطابع الرياضي لـ سيراتو. أما في الجوانب، فقد إعتمدت سيراتو الجديدة على خطوط تبدو وكأنها فئة مصغرة من تلك التي تتوفر للشقيقة الكبرى كوريس وبالأخص لجهة إطارات النوافذ الخلفية التي تعلو مساحات معدنية ملساء لا يعكر صفوها شئ بإستثناء فتحات الإطارات والخط السفلي المائل والمتفاوت السماكة الذي يربط بينها والذي يلعب دوراً إنسيابياً إذ يتحكم بطريقة تدفق الهواء حول القسمين الجانبيين السفليين من سيراتو مساهماً في تعزيز قوى الدفع السفلية على السرعات العالية وعاملاً في الوقت نفسه على إبعاد ضجيج الهواء عن القسم السفلي من المقصورة. أما في الخلف وعلى الرغم من محاولات قسم التصميم لزيادة الإستقلالية التصميمية، إلا أن مجرد النظر الى الواجهة الخلفية وتحديداً الى مصابيح هذه الواجهة يتثير شعوراً بأن هذه الأخيرة مستوحاة من.. أودي.

وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة الى أن ما تراه العين المجردة في سيراتو ليس مبنياً على العناصر التصميمية الجميلة فقط. فهو يشدد على الأبعاد والتناسب الهندسي الذي يعود السبب فيهما الى أن طول  سيراتو إزداد بمعدل 3 سم قابلها 0,5 سم لجهة الزيادة التي طرأت على العرض الإجمالي و1,5 سم لناحية الإنخفاض الذي طاول الإرتفاع الإجمالي للسيارة التي باتت اليوم تقف على قاعدة عجلات بطول 270 سم بعد أن كان طول قاعدة عجلات الجيل الأسبق أقصر بحوالي 5 سم ولينعكس ذلك تبعاً لمصادر مهندسي كيا بالإيجاب على صعيدي الرحابة الداخلية للمقصورة ومستويات التماسك الإجمالية والمقارنة هنا تستمر مع الجيل الثاني من سيراتو.

وهنا، لم تكتفي كيا بالتعديلات التصميمية الجذرية التي نالتها سيراتو، بل عززن ذلك بتوفير مجموعة كبيرة من الإضافات التي سنأتي على ذكرها لاحقاً ولنركز الآن على خيارات الدفع. فلـ سيراتو الجديدة، إرتأت كيا أن توفر للمستهلك خياراً بين محركين ينتمي كلاهما الى نادي محركات الأسطوانات الأربع المتتالية ويعملان بالتعاون مع جهاز بخاخ إلكتروني متعدد المنافث. وتبلغ سعة المحرك الأول المخصص لطرازات القاعدة 1,6 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخله قوة 130 حصاناً يمكن إستخراجها عند 6300 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة مع 157 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4850 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني، فترتفع سعته الى 2 ليتر وهذا ما يمكنه من توليد قوة 161 حصاناً عند 6500 دورة في الدقيقة تتناقص الى 4800 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دورانه البالغ 194 نيوتن متر. ومع هذا المحرك تتسارع سيراتو ذات علبة التروس اليدوية الى 100 كلم/س في 8,5 ثانية وتصل الى سرعة قصوى تبلغ 210 كلم/س، مقابل 10,1 ثانية و200 كلم/س للفئة المزودة بمحرك الـ 1,6 ليتر مع علبة التروس اليدوية.

وللمحركين توفر كيا خياراً بين علبتي تروس تتألف كل منهما من 6 نسب أمامية متزامنة تتوفر الأولى منهما بالخيار اليدوي مقابل الخيار الأوتوماتيكي للثانية. ومع العلبة الأوتوماتيكية وفي طرازات القمة، توفر كيا عتلات تبديل يدوية جرى تثبيتها خلف المقود وتوجيهها الى السائقين الراغبين بمزيد من متعة القيادة والسيطرة على سياراتهم. وتنتقل قوى الدفع في سيراتو وبغض النظر عن المحرك وعلبة التروس بإتجاه عجلتي المحور الأمامي الدافعتين واللتين تخفيان خلفهما تعليقاً مستقلاً يقوم على مبدأ قوائم ماكفرسون الإنضغاطية المعززة بنوابض معدنية حلزونية وماصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع قضيب مقاوم لإنحناء وغوص المقدمة. أما في الخلف، فقد قرر مهندسو كيا عدم الدخول في متاهات التعليق المستقل والمتطور وإعتمدوا على محور إلتوائي جرى تزويده بنوابض حلزونية معدنية مستقلة عنه مع ماصات صدمات عاملة بضغط الغاز.

في الداخل وعلى الرغم من إنخفاض الإرتفاع الإجمالي لـ سيراتو، قام مهندسو التصميم الداخلي لدى كيا بعمل جيد خرجوا معه بمقصورة جديدة وأكثر رحابة من السابق يمكنها إستقبال 4 ركاب براحة عالية تتدنى قليلاً في حال إرتفع عدد الركاب الى 5. وهنا يعود السبب الى أن أرضية السيارة إنخفضت شأنها للمقاعد الأمامية التي إنخفض إرتفاعها بمعدل 26 ملم في الأمام مقابل 20 ملم في الخلف وهذا ما إنعكس بالإيجاب على المساحات المخصصة للأكتاف والرؤوس. وفي هذا السياق، تمت إعادة تصميم المقاعد الأمامية والخلفية التي تدنت سماكتها لتوفير مزيد من المساحات الداخلية ولكن بعد تزويدها برغوات إسفنجية مطاطية مدروسة لتعزيز الراحة وبالأخص خلال السفر لمسافات أو أوقات طويلة.

أما لوحة القيادة، فقد أعيد تصميمها بحيث أزداد جمالها التصميمي وعملانية إستعمالها. فتجويف العدادات يوفر للسائق كل المعلومات التي يحتاجها أثناء القيادة والتي يمكن رؤيتها بوضوح حتى ولو كان التجويف يتعرض لأشعة الشمس المباشرة. أما الكونسول الوسطي وباقي المكونات، فتتحلى بتصميم راق مع مفاتيح تشغيل يقع معظمها في متناول يد السائق وشاشات توفر وضوحاً في الرؤية ولا تتطلب من السائق أن يرفع نظره عن الطريق. كذلك زودت المقصورة بعدد من أماكن وجيوب التوضيب وحاملات الأكواب المنتشرة في الأمام والخلف. أما مجالات الرؤية الأمامية والجانبية، فهي ممتازة ولكنها تتدنى في الخلف بسبب خطوط صندوق الأمتعة المرتفعة. وهنا عوضت كيا ذلك من خلال توفير كاميرا خلفية تعرض مشاهدها على شاشة في الكونسول الوسطي بقياس 4,2 إنش تتوفر بفئتي TFT وLCD تبعاً لمستوى التجهيز.

وفي إطار عمليات مراقبة الجودة التي تنالها سيارات كيا الجديدة، تم التركيز مع سيراتو على تحسين الجودة في المقصورة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي في التصميم. وهنا، رعتمدت كيا على مواد جلدية ـ مطاطية في الأقسام العليا من لوحة القيادة وبطانات الأبواب، مقابل البلاستيك القاسي الملمس في الأجزاء السفلية من المقصورة. وعلى الرغم من أن إعتماد الرغوات المطاطية الجلدية في القسم السفلي من المقصورة سيؤدي الى إرتفاع تكاليف التصنيع وبالتالي السعر النهائي للسيارة، إلا أن هذه المواد البلاستيكية تشكل عنواناً رئيسياً لسيارات هذه الفئة التي لا يتوقع مستهلكوها وجود مواد فاخرة ومترفة، خصوصاً أن هذه الأخيرة لا تتوفر عادةً في قطاع سيارات السيدان المدمجة.

أخيراً، لا بد من الإشارة الى أن كيا قررت أن توفر سيارتها هذه بأربعة مستويات تجهيز هي L وLX وEX وSX، في وقت تشمل التجهيزات المتوفرة مقعد سائق بقدرة تعديل كهربائية لوضعيته وبعشر إتجاهات مع جهاز تهوئة لهذا المقعد، مفاعد أمامية وخلفية مدفأة، تلبيس جلدي للمقاعد، فتحة سقف زجاجية كهربائية تتحرك أفقياً ويمكن إمالة القسم الخلفي منها للأعلى، مفتاح ذكي يمكن معه فتح أقفال السيارة من دون إستعمال المفتاح، جهاز توقف / إنطلاق، مصابيح زينون أمامية، نظام بلوتوث للإتصالات اللاسلكية، مقود بمفاتيح تحكم بأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً، جهاز أوتوماتيكي لإزالة تكاثف الرطوبة عن الزجاج الأمامي، مكيف هواء عادي يتوفر بفئة إلكترونية، مرايا كهربائية قابلة للطي وغيرها من التجهيزات.

أما سعر سيراتو في الإمارات العربية المتحدة وعند كتابة هذا الموضوع، فيراوح بين 55 و69 ألف درهم ولكن هذه الأسعار مبدئية وهي عرضة للتعديل تبعاً لظروف الأسواق.

«لا يزال إستقدام المصمم بيتر شراير من مخيم أودي يثمر مزيداً من الطرازات الجديدة التي تتمتع بجمالية عالية وجاذبية لا يمكن إغفالها وحضور لافت»

«إزداد طول  سيراتو بمعدل 3 سم وعرضها بنسبة 0,5 سم. أما إرتفاعها، فقد إنخفض بمعدل 1,5 سم فيما إرتفع طول قاعدة عجلات الى 270 سم»

«هناك خيار بين محركين من 4 أسطوانات وعلبتي تروس سداسيتي النسب تم تعزيزهما بأربعة مستويات تجهيز، أي خيارات غنية للمهتمين بالسيدان المدمجة»

«مقابل إنخفاض الإرتفاع الإجمالي،تم خفض إرتفاع الأرضية وإعتماد مقاعد بوضعية أكثر إنخفاضاً ولينعكس ذلك على شكل مقصورة أكثر رحابة من السابق»

1,6 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

130 أحصنة عند 6300 دورة في الدقيقة

157 نيوتن متر عند 4850 دورة في الدقيقة

2,0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

161 أحصنة عند 6500 دورة في الدقيقة

194 نيوتن متر عند 4800 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية / 6 يدوية

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل