المحتوى الرئيسى

دولة الهجايص! | المصري اليوم

12/20 01:12

جالك كلامى يا حمادة؟.. ألم أقل لك إن مشكلة الفراخ المستوردة التى أثيرت مؤخرا ليست أكثر من مشكلة بين ولاد الإيه التجار الجوانيين وولاد اللذينا التجار المستوردين، وأنك أنت المحشور فى النص؟.. ها هو الإثبات نازل علينا يرف يشف.. فبعد أن تراجعت الحكومة عن قرار إعفاء الفراخ المستوردة من الجمارك، ها هى الناس بدأت تشكو من زيادة ملحوظة فى سعر الفراخ المحلية!.. فين بقى رئيس اتحاد مربى الدواجن الذى تعهد فى كل المداخلات التى أجراها تليفزيونيا بأنه لن تكون هناك زيادة فى سعر الفراخ المحلية؟.. أين كل هؤلاء المنتجين الذين كانوا يبكون من قطع عيشهم حال دخول الفراخ المستوردة معفية الجمارك؟.. فى رأيى المتواضع يا حمادة، أننا لا نستطيع أن نلوم لا ولاد الإيه ولا ولاد اللذينا.. ألا يقول المثل إن اللى يلاقى الدلع ولا يتدلعش يبقى كذا كذا؟!.. فما بالك بقى وأنت لديك دولة حنينة على التجار ولا يهون عليها دمعتهم؟!.. يا ما صدعتنا بأن هناك توجيهات عليا بمراقبة الأسواق، لكن هل فعلا تمت مراقبة الأسواق؟!.. للأسف إن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كل تلك التوجيهات كانت كلام فى الهجايص، وأنها كانت مجرد تصريحات خايبة لامتصاص الغضب ولاتخاذ اللقطة والصورة ثم كتابة مانشيتات قوية ودمتم!.. هنا يجدر أن أتساءل: هو مين اللى بيحكم البلد بالضبط؟!.. نظام اخترناه ووثقنا فيه أم تجار ومحتكرون؟!.. ما أراه ويراه كل كفيف أن المواطن مؤخرا أصبح يتدحرج من عجن لفرم لطحن لانسحاق على يد التجار والمحتكرين بينما الدولة تقف متفرجة، مكتفية بالاجتماعات العليا والتصريحات!.. لهذا ولذلك إذا سألتنى عن التصرف الواجب عمله، ففى ظل هجايص الدولة العميانة عن المواطن المنسحق من التجار أجدنى لا أملك سوى أن أنصح المواطن الغلبان بأن يدعو دعوة ولية ساعة مغربية!.. وممكن برضه يدعو دعوة مظلوم.. معروف إن دعوة المظلوم بترشق فى السما عدل!.. أما بقى إذا تعذر هذه وتلك فممكن لكل مواطن متضرر من غلاء الأسعار إنه يصبر صبر المطلقة اللى بتجرى ورا النفقة، هو يعنى المواطن هييجى أعز من فاتن حمامة التى من السبعينيات وهى تجرى ع المحاكم تريد حلا؟!.. وممكن برضه نتجمع جميعا ونعمل صلاة شبيهة بصلاة الاستسقاء وتكون صلاة جماعية بدعوة قوية على التجار والمحتكرين.. وكل واحد بقى يدعى بالعقاب اللى فى نفسه.. يعنى لو عايز ربنا يسخطهم قرد، ممكن.. لو عايز يسلط عليهم حرامى أوتوبيسات ينشلهم واحد واحد ويصحوا فى يوم يلاقوا نفسهم مفلسين، فهذا ممكن أيضا.. كل واحد وضميره بقى!.. لذلك لا داعى للشعور بالكبسة عندما نرى المزيد والمزيد من غلاء الأسعار، ولا أن نفرح عندما نسمع المزيد والمزيد من الهجايص بالوعد بمراقبة الأسواق لأن أم كلثوم جربتها قبلك واكتشفت أنها وعود لا تصدق ولا تنصان، وعهود مع اللى مالوهش أمان!.. وأيضا لا يجب أن نظلم وزير التموين عندما يعلن عن زيادة الدعم التموينى 3 جنيه فى عين العدو، فنشعر أننا مثل عبدالسلام النابلسى عندما اتدلقت على رأسه الملوخية وعلق قائلا: ما تبسطهاش قوى كده!.. وبالتالى أيضا يجب أن تصدق هجايص الحكومة عندما تحلف لك براس سلطح بابا إن الشعب فرحان بتعويم الجنيه وفرحان بزيادة الأسعار، مما يذكرك بتصريحات رئيس الوزراء الأسبق أيام مبارك «أحمد نظيف» بأن الذين عبروا خط الفقر يتزايدون وكأنهم عبروا خط بارليف!.. طب إيه رأيك بقى إن الناس من فرحتها بغلاء أسعار الفراخ بقت ماشية تكاكى وترفرف بذراعاتها؟!.. لكننا يجب أيضا ألا ننجرف وراء أقوال الغوغائيين مشيعى الفوضى الذين كلما سألتهم مصر رايحة على فين؟ يقولولك إنها رايحة فى داهية، فهذا قذف للمحصنات.. أنا شخصيا شفتها وهى خارجة بالليل وسألتها «إنتى رايحة على فين؟» فضحكت ضحكة خليعة وأجابتنى: «هئ هئ.. كلك نظر».. فعرفت أنها مظلومة وإنها رايحة تقف تحت عمود نور ومش رايحة فى داهية ولا حاجة.. وختاما إخوانى بنى وطنى، وكما قيل فى الأثر فإن أفضل الصبر على جلائل الخطوب هما صبر أيوب وصبر يعقوب، ولكن فى ظل هاؤم تلكم الهجايص أصبح لا جدوى هناك من صبر أيوب ولا يعقوب، لذلك ليس أمامنا الآن إلا أن نتحد جميعا ونتفاءل سويا ونصبر على هؤلاء التجار والمحتكرين مثلما نصبر على جار السَو، أو نروح نشتكيهم فى محكمة الأسرة!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل