المحتوى الرئيسى

مذيع ألماني معروف يخرج عن المألوف ويعلن تضامنه مع حلب

12/20 00:03

من النادر أن يتحدث مقدم برامج في ألمانيا عن مواضيع خارجة عن نطاق البرنامج الذي يقدمه. وخاصة إذا كان البرنامج الذي يقدمه يتابعه الملايين، مثل برنامج "تاف" الذي تبثه قناة "برو زيبن" الألمانية. لكن مقدم البرامج الألماني المعروف دانيال أميناتي قرر مخالفة هذه القاعدة وظهر لابسا قميصا في البرنامج كتب عليه "أنا حلب (je suis aleppo )".

وذكر دانيال في نهاية البرنامج أن هذه الحلقة هي الأخيرة له قبل الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح في ألمانيا. وأراد أن يوصل رسالة من خلال البرنامج وقال "أنا مجرد مقدم برامج صغير وأقدم برنامجا منوعا يتضمن أخبار (الصحافة الصفراء) لكني أمنع نفسي من القيام بالأعمال وكأن الأوضاع على ما يرام وكأنه لم يحدث شيء. الأوضاع ليست على ما يرام قبل أن نعرف أنه هنالك الكثير من الأشياء التي تجمعنا سوية، وهي أكثر من الأشياء التي تفرقنا. ونحن محظوظون لأننا لا نعيش في منطقة تتعرض للقنابل ولا يتعرض الناس فيها للموت بطريقة بشعة وتتعرض عائلات بأكملها للموت. وفي هذا السياق أتمنى للجميع احتفالا سعيدا بعيد الميلاد وخطابا توافقيا مع بعضكم البعض".

شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة ضمت نحو ثلاثة آلاف شخص احتجاجا على الحرب في سوريا وتضامنا مع المدنين المحاصرين في شرق مدينة حلب. عدة مدن وعاصم أوروبية أخرى شهدت مظاهرات مماثلة وخصوصا في باريس ولندن. (17.12.2016)

نُظمت في برلين وفي عدد من المدن الألمانية مظاهرات ووقفات احتجاجية تضامناً مع المحاصرين في حلب. بيد أن المشاركة لم تكن بحجم الكارثة الإنسانية، ما يدفع للسؤال لماذا بدأ التعاطف مع مأساة السوريين يختفي في ألمانيا وأوروبا؟ (17.12.2016)

ولاقى خطاب أميناتي تعاطفا وتجاوبا كبيرا في ألمانيا. وشكر مقدم البرامج في صفحته على موقع فيسبوك محبيه ومعجبيه قائلا " أريد أن أشكركم لرسائلكم المليئة بالمحبة التي وصلتني بعد البرنامج. وأنا كما قلت مجرد مقدم برامج صغير، لكني استغليت المنصة المتاحة لي لأبين الأوضاع المأساوية غير المعقولة".

ودعا دانيال في ختام كلمته على فيسبوك للتبرع ودعم المحتاجين وإعلان التضامن مع مدينة حلب دون الإشارة إلى المدينة بالاسم وشراء قميص مثل الذي ارتداه، والذي سيخصص ريعه بالكامل للتبرع في الأعمال الخيرية.

يذكر أن دانيال أميناتي هو مقدم برامج معروف وولد في مدينة آخن من أم ألمانية وأب من أصول غانية. وكان يلعب كرة القدم في شبابه ولعب لفريق "أليمانيا آخن" ثم فريق الشباب في بايرن ميونيخ. لكنه ترك عالم الكرة مبكرا وانتقل إلى التلفزيون وقدم عدة برامج. ويقدم برنامج "تاف" في قناة "برو زيبن" منذ سنة 2009.

جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.

تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.

سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.

شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.

أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.

وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.

قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.

صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.

صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.

حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.

باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل