المحتوى الرئيسى

الذهب الأبيض خارج الخدمة.. «الحلقة الرابعة» | المصري اليوم

12/19 22:17

«إسرائيل.. والولايات المتحدة الأمريكية.. وظهور دول جنوب شرق آسيا فى صدارة التصدير العالمى».. كلها عوامل تدخلت فى تغيير مكانة القطن المصرى، وتسببت سياسات الحكومة فى عدم وجود منظومة للإنتاج والتصنيع فى التوجه نحو تقليص مساحات زراعة المحصول، وفقد العائد من تصديره «مغزولا»، بدلا من الاعتماد على تصديره خاما، وتدنى المحصول بعد أن كان العائل الأول للاقتصاد، بل استفاد منه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى تمويل السد العالى، وصفقات تسليح الجيش المصرى، فى ستينيات القرن الماضى، حتى صدرت قوانين تحرير الزراعة عام 1994، وبدأت الحكومة تنفض يدها من مواصلة تحديث مصانع الغزل لاستيعاب القطن المصرى، وتوجهت بدلا من ذلك لخطة تطوير بديلة تستوعب الأقطان قصيرة التيلة.

قال الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس مجلس القطن ومحاصيل الألياف والمحاصيل الزيتية، إنه على الحكومة ألا تفكر فى زراعة القطن الأمريكى فى مصر للإبقاء على اسم القطن المصرى الذى حصل على سمعه جيدة على مدار قرنين من الزمان، وما زال يواجه العديد من المشاكل للقضاء عليه وعدم وجود عائد من زراعة القطن الأمريكى مع الأخذ فى الاعتبار أن زيادة مساحات زراعة القطن المصرى، من أصناف جيزة 90، وجيزة 95 فى الوجه القبلى تحقق العديد من الأهداف لصالح الاقتصاد المصرى، بدلا من اللجوء إلى استيراد أقطان أجنبية رخيصة.

وأضاف عبدالمجيد أن حل مشكلة توفير المادة الخام المحلية من القطن يعتمد على محور التفكير فى زراعة الأصناف المصرية التى تصلح للزراعة بالوجه القبلى لتغطية احتياجات الصناعة المحلية، مطاليا المجلس التصديرى للمنسوجات بالتعاقد مع الاتحاد التعاونى الزراعى والجمعية العامة لمنتجى القطن والجمعية العامة للإصلاح الزراعى على تدبير احتياجاته من الأقطان المصرية، من خلال زراعة صنفى جيزة 90، 95، خاصة فى ظل توافر كميات من التقاوى اللازمة للمساحات التى يمكن التعاقد عليها، خلال الموسم المقبل.المزيد

التقارير الاقتصادية لوزارة الزراعة توضح أن تدهور مكانة القطن وعدم تدخل الدولة لدعم الإنتاج، سواء على المستويين الزراعى والصناعى، ساهم فى دخول إسرائيل الأسواق الدولية والمصرية لترويج منتجاتها من القطن، حتى أضحى منافسا للقطن المصرى العريق داخل وطنه، بينما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم دعم يصل إلى 12 مليار دولار سنويا لمزارعى القطن، حتى تحافظ على أسواقها الخارجية وصناعتها المحلية،، وبدأت المصانع وشركات الاستيراد تتحول لاستيراد القطن من الهند وإسرائيل وبعض دول أفريقيا.المزيد

تؤكد سجلات تاريخ القطن بالمكتبة الزراعية بوزارة الزراعة أن محمد على باشا هو أول من قام بزراعة القطن فى مصر، والتوسع فى المساحات المنزرعة بالمحصول، وهو أول من أدرك قيمته كمحصول استراتيجى يخدم الاقتصاد الوطنى ويكون عصبا له فى تأسيس مصر الحديثة.

وتوضح تقارير المكتبة الزراعية أن مؤسس مصر الحديثة أقام على إنتاج القطن عدة صناعات تمثلت فى صناعة آلات حلج وكبس القطن، وتجهيز النيلة للصباغة، ومعاصر الزيوت، ومصانع لتصنيع المواد الكيماوية، مشيرة إلى أن محمد على أسس عددا من الصناعات التحويلية المتعلقة بالغزل والنسيج بكافة أنواعه، وأقام مصانع للنسيج، وكان أول مصنع حكومى بمصر هو «مصنع الخرنفش للنسيج»، أسسه عام 1816، وأيضًا أنشأ «مصنع الجوخ» الذى جلب له خبراء من بريطانيا وإدارة تلك الصناعة فى مصر، وكان الغرض من إنشاء مصنع الجوخ هو توفير الكسوة العسكرية للجيش المصرى، وساهم الخبراء البريطانيون فى تعليم العاملين فى هذا المصنع أسرار الصنعة لتقوم عليهم، بعد ذلك تلك الصناعة، لإنتاج الأقمشة والملبوسات للأغراض العسكرية والمدنية.المزيد

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل