المحتوى الرئيسى

مجدي منصور يكتب: نظرة على الخريطة العربية في العام الجديد | ساسة بوست

12/19 15:14

منذ 1 دقيقة، 19 ديسمبر,2016

«من يُريد أن يتحدث في السياسة، فعليه أولاً النظر إلى الخريطة» شارل ديجول

في نهاية كل عام ينقضي، وفي بداية كل عام جديد تبدأ تباشيره يقتضي الحدث النظر على ما مضى من أحداث والاستفادة مما وقع من أخطاء؛ لعدم تكرارها في العام الجديد.

وإذا نظرنا على الخريطة العربية في العام 2016، سنجد أن شكل الخريطة العربية من المحيط إلى الخليج مزعج ومحزن ومليء بعلامات الإرهاق والتعب والألم والحزن؛ فالشكل العام للخريطة العربية يصُد ولا يشد، ويُقلق ولا يُطمئن على مستقبل الأمة.

فألوان الخريطة العربية اليوم تبدو باهتة، وخطوطها شاحبة، وأجزاء كثيرة من سطح تلك الخريطة العربية يُغطيها خليط من بقع دم، وبقع نفط، وقطرات من عرق ودموع.

ويمكن كذلك الاستماع بسهولة من أجواء الخريطة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر!، إلى أصوات، وصرخات وآهات وأنات بشر على امتداد خريطة الأمة العربية الواحدة!.

ومن يُريد التأكُد مما أقول، فعليه فقط أن ينظر إلى المعارك الدائرة، والدماء السائلة، والصرخات المنطلقة من الحناجر في كُل من سوريا واليمن فقط ليعرف ويتأكد.

وإذا أردت أن أجرب حظي اليوم وأقوم بعملية قراءة سريعة لخريطة العرب في نهاية عام 2016 وقبل بداية عام 2017 أقول:

إنه إذا ما مشينا على خريطة العالم العربي من مشرقه إلى مغربه إقليمًا بعد إقليم، ووطنًا بعد وطن، وبلدًا بعد بلد، فإن الخريطة لا تعكس لسوء الحظ أي بشارة تقدم، أو بادرة توحد، أو على أقل القليل الاتفاق على مرجعية موحدة تعود لها القبائل والمدن العربية الشاردة لحظة اختلافها، ولذلك أسباب عديدة وتاريخ طويل من المؤامرات الخسيسة والصراعات الدنيئة.

إن المُلاحظ أن جميع الدول العربية من المشرق إلى المغرب تعيش أزمات عنيفة وحادة «سياسية واقتصادية واجتماعية بل نفسية!».

ولعل حال العالم العربي اليوم ينطبق عليه رد «رئيس وزراء مصر الأسبق» «سعد باشا زغلول» على «عبد الرحمن باشا عزام» «أول أمين لجامعة الدول العربية»، الذي ذهب إلى «سعد زغلول» يقترح عليه الاستعانة ببقية الدول العربية في مفاوضاته مع المُحتل الإنجليزي،

«صفر + صفر يساوي كام يا عزام؟!»

وعلى الخريطة العربية كذلك يستطيع أي ناظر أن يرى أن العالم العربي اليوم أصبح «رجل الشرق المريض» بمقدار ما كانت الخلافة العثمانية «رجل أوروبا المريض» قبل قرنين من الزمن!

وكما حدث مع الخلافة العثمانية، فإن هناك قوى تريد أن ترث رجل الشرق المريض، وبين هذه القوى ما هو عالمي، بل ما هو محلي يتصور أنه يقدر على النجاة من السقوط العربي، ويرث البقايا الباقية بذريعة النسب أو بشريعة الأُخوة!

وذلك خطأ كبير في التصورات قبل الحسابات؛ وذلك لأن القوة الدولية التي تستطيع أن ترث هي الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن تشاركها روسيا الاتحادية إذا استطاعت الحفاظ على قوتها الدافعة دون تقهقُر.

وكما أن القوة الإقليمية التي تستطيع أن ترث، أو على الأقل تملأ الفراغ على طول الخريطة وعرضها بعد كُل من النسر الأمريكي والدب الروسي! هي للأسف الشديد إسرائيل، وغير ذلك سراب يحسبه الظمآن ماء!

وعلى الخريطة العربية أيضًا يبدو العرب معرضون لحالة اختراق عميق طالت كل ركن فيه، وعرضت أدق خصائصه وخصوصياته لانكشاف وصل أحيانـًا الى درجة الانتهاك.

«مثال ذلك أن الأجنبي «أمريكا وإسرائيل وإيران» هُم قاسم مشترك في كل الأزمات العربية اليوم من سوريا إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان، لكن الغريب والعجيب والمحير في الوقت ذاته أنهم في الوقت نفسه الصديق الموثوق فيه من بعض العرب أو أغلبيتهم!، «أي أنهم يقومون بدور مزدوج فهم يؤدون دور النار لبعض العرب والماء للبعض الآخر!».»،

وكذلك من ظواهر الاختراق الخطيرة للعالم العربي هي تبديل العرب للُغتهم واستعارة لُغات أخرى من آخرين يريدون أن يسلبوه إرادته، وأول وأهم درجات الاستلاب أن «يستدرجوه إلى استعمال لغتهم!».

ومن يُريد مثالاً- فلينظر إلى المدرسة التي ابتدعها مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير خارجيتها «هنري كيسنجر» في التفاوض مع العرب بداية من عام1974، وهي مستمرة حتى يومنا هذا وقد اخترع أساليب خاصة خلاصاتها:

«إن «هنري كيسنجر» استطاع مبكرًا أن يرصد غرام العرب بالكلمات، خصوصًا تلك الجديدة عليهم، وبدأ يعلمهم بعضها.

وكان تقديره أنه إذا استطاع أن يترك ألفاظه تشيع على ألسنتهم، فإنها سوف ترشح إلى فكرهم، ومن ثم إلى نظرتهم لموضوعات التفاوض.

«وكان تقديره أنه إذا تحقق له ذلك، فإن في استطاعته تغيير الإطار المعرفي العربي الأصلي بإطار معرفي مختلف يتحكم هو فيه».

ومن هذا المنطلق، فإن «كيسنجر» بدأ مع مفاوضيه العرب يطرح تعبيرات مثل:

«peace process» أي «عملية السلام» ومعنى ذلك تحويل السلام من هدف إلى عملية، والبدء على الفور بالجلوس إلى المائدة، وترك التفاوض نفسه يصنع آليته.

«Momentum» أي «قوة الدفع» ومعنى هذا أن عملية السلام تحتاج باستمرار إلى وقود جديد، وإلا توقفت، وبما أن العرب هم الراغبون في التسوية لاستعادة أراضيهم، فإن الوقود عليهم.

والوقود هو المزيد والمزيد من التنازلات وإلا فشلت العملية!

««Confidence Building Measures أي «إجراءات بناء الثقة» ومعنى هذا أن استمرار قوة الدفع مرهون بإجراءات تتخذ لبناء ثقة الطرف الآخر، وإسرائيل هي التي تحتاج إلى تأكيد الثقة؛ لأنها هي التي ستعطى المحسوس «الأرض» في مقابل غير المحسوس «السلام» الذي يعطيه العرب.

وبدأ المفاوضون العرب يسمعون من «كيسنجر» وممن جاء خلفه وحتى اليوم، ويعتبرون كلماته وتعبيراته لُغة العصر فيرددونها بعده، ومع كثرة ترديدها يترسخ اقتناعهم بها غير شاعرين أنهم بذلك ينقلون أنفسهم مقدمًا إلى أرضيته، وداخل إطاره المعرفي، ووفق قائمة أولوياته.

وكل ذلك يكاد يسلب الأمة فرصة استعادة التوازن الضروري المطلوب للوقوف من جديد إذا تجمعت الإرادة بجوار العلم في يوم من الأيام!

«إن العالم مسرح يا جرتشيانوا، ولكل امرئ دور على خشبته، ولكن دوري يا جرتشيانوا دور حزين» مسرحية تاجر البندقية – وليام شكسبير

وإذا نظرنا إلى الأقاليم العربية سنجد أن:

يعيشا أزمات اقتصادية واجتماعية حادة، يرزح تحتها المواطن العربي في كلا البلدين.

والنظامان «المصري، والسوداني» لم يستطيعا التعامل معها إلا بالحلول الجاهزة من صندوق النقد الدولي!

ثم إنهما غير مُتحدين في الرؤى، وكلاهما يحكمهما «مُشير» «عبد الفتاح السيسي في مصر وعمر حسن البشير في السودان!».

وكلاهما يراهن على المجهول في الاستمرار في الحكم.

فإما أن ينجحا، أو تتم إزاحتهما بالثورة عليهم كسابقيهم! «مبارك، مرسي» في مصر و«جعفر النميري» في السودان.

وأما الشام التاريخي و«سوريا» في القلب منه

فمشاكله لها أول وليس لها آخر، واستجد عليها مأساة الحرب في سوريا التي دخلت على خطها دول وجنسيات من كل جنس ولون ونوع ومكان!

وقد تحول الصراع فيها إلى مواجهة علنية فعلية بين روسيا وأمريكا، وخرج القرار من يد أصحاب الأزمة نفسها.

وتلك المأساة قد حولت لون المنطقة إلى بقعة دم كبيرة يزداد حجمها واتساعها كلما طال أمد الصراع فيها.

قد أضاعه العرب من بين صفوفه حين تآمر عليه من تآمر، وسهل غزوه من سهل، وفتح حدوده «للأجنبي لكي تمر منها الدبابات الأمريكية والبريطانية لتحتل عاصمة الرشيد وحاضرة الخلافة العباسية» من فتح.

ويضاف إلى كل هذا وذاك انتشار قوى التطرف العالمي في القلب العراقي «داعش» الرافعة لراية الإسلام في الظاهر والباطن شيء آخر.

ثم تغلغل إيران إلى الساحة العراقية، وذلك أمر طبيعي لأن:

«المناطق الفارغة تنادي من يستطيع ملئها»، وذلك حتمًا يقلق المحيط الخليجي القلق أساسًا من كل ما يجرى حوله.

إيران وحرسها الثوري أصبحوا قوة داخل العراق

وأغلب الظن أن العرب سيرددون لفترة طويلة ما قالته أم «عبد الله» آخر ملوك الأندلس حينما رأته يبكي ضياع ملكه فقالت له:

«ابك كالنساء على مُلك لم تستطع المحافظة عليه كالرجال.»

فلم يعُد سعيدًا بكل أسف منذ فترة طويلة لأسباب كثيرة، منها ما هو تاريخي ومنها ما هو جغرافي ومنها ما هو اجتماعي، بل منها ما هو نفسي!

ونحن نراه اليوم يُدمر ليعود من جديد على حسب تصريح لأحد قادة عاصفة الحزم:

«سنعيد الحوثيين واليمن كله إذا اقتضى الأمر إلى العصر الحجري إن لم يرضخوا لمطالبنا ويقبلوا بشروطنا».

ذلك الخليج الذي كان يقال عنه يومًا ثائرًا!

فذلك الخليج اليوم لم يعد ثائرًا، بل أصبح يعيش في حماية الأجنبي «أمريكي، إنجليزي، بل أصبح ينسق في ذلك الأمر اليوم مع الإسرائيلي أيضًا» من أخطار الأقارب والأباعد!

والشاهد أن القواعد الأمريكية والبريطانية منتشرة في أغلب دول مجلس التعاون الخليجي.

ثم إن تلك الدول جميعها تواجه في القريب العاجل أزمة خلافة، وتلك معضلة أكثر مما هي مشكلة؛ لأن انتقال الملك يعني انتقال الثروة، وذلك يُسبب تقلصات داخلية، ويخلق حالة صراع تبدو مكتومة أحيان وعلنية أحيان أخرى.

بالإضافة إلى أزمة اقتصادية لم تتعود عليها دول الخليج بسبب هبوط أسعار النفط، مما اضطرها إلى اتباع سياسات تقشفية لم تتعود عليها من قبل.

ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تشعر بحالة قلق تثير أعصابها إلى درجة الفزع من السياسة الإيرانية في المنطقة، وتتهم الرياض طهران بأنها تتدخل في شئون العديد من الدول العربية مثل سوريا، العراق، و لبنان، والبحرين وغيرها.

وذلك لرسم الهلال الشيعي في المنطقة، وقد تحول الأمر إلى صراع علني تقوده السعودية في مواجهة إيران في كل من البحرين، واليمن، و لبنان، العراق، وسوريا.

ولكن دول الخليج وعلى رأسها السعودية تنسى أو لعلها تتناسى مثلاً:

أنها هي من سهلت لإيران تغلغلها في العراق مثلاً، حينما ساهمت هي وغيرها من جيرانها في إسقاط نظام صدام «رغم كل مساوئه» وذلك بفتح حدودها أمام قوى الغزو الأجنبي!

وكان وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» قد علق على الصراع القائم بين السعودية وإيران في لقطات بثها موقع الغارديان قائلاً:

«السعوديون وإيران والجميع يتحركون ويحركون الدمى ويشعلون حروبًا بالوكالة، ورؤية هذا مأساة».

صورة تظهر الصراع في المنطقة العربية وسخونته

وأخيرًا فإن دول الخليج تواجه مشكلة في فهم وإعادة تموضع سياساتها من جديد مع التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية من تعاظم دور روسيا الاتحادية في منطقة الشرق الوسط.

والتغير الدراماتيكي في السياسات والرؤى الأمريكية تجاه منطقة الخليج، وخصوصًا في ظل إدارة جديدة «ترامب» تُقلق توجهاتها دول الخليج وعلى رأسها السعودية إلى درجة إيقاظها من نومها مفزوعة كل ليلة من الكوابيس التي تمر على خاطرها!

وكان «ترامب» قد قال أثناء حملة ترشيحه عن السعودية:

«إن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها، أو نطلب من غيرنا بذبحها، أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها وعلى رأسهم آل سعود».

هل يمكن أن تكون الجامعة العربية هي الجسر الذى يعبر عليه العرب من الظُلمات إلى النور؟!

الواضح لنا أننا لا نستطيع القول بذلك عن رضى وقناعة؛ لأن أوضاع جامعة الدول العربية كما هي أمامنا الآن صورة حية للعجز أو هي العجز ذاته بغير حاجة إلى صورة!

وهناك اعتقاد شائع يُلقي اللوم كله في هذا العجز على الجامعة نفسها، أو بمعنى أدق على الأمانة العامة للجامعة، وذلك في ظني ليس دقيقاً كل الدقة إلى جانب أنه مبالغة في تبسيط الأمور!

إن جامعة الدول العربية، أو الأمانة العامة للجامعة، تتحمل بغير شك جزءًا من المسئولية، ولكنه من الإنصاف أن نقول إن المسئولية الأكبر بعيدة عنها وهي من صنع غيرها.

إن الجامعة العربية تسير على أسلوبين وضعهما أول أمينين للجامعة العربية أولهم «عبد الرحمن عزام» والثاني «عبد الخالق حسونة».

كلاهما مصري، وكلاهما جددت مدة خدمته مرة ثانية، ولقد كان كل منهما مختلفـًا عن الآخر كل الاختلاف، ومع ذلك كان عجز الجامعة العربية في عهد كل منهما واحدًا، و«كان العجز نفسه لمن خلفهما حتى يومنا هذا»!

وكان عبد الرحمن عزام ببراعة السياسي يدافع عن نفسه فيقول:

إن الجامعة العربية ليست غير مرآة تُطل فيها الدول العربية لترى نفسها.

هل تريدون أن تُطلوا في المرآة فتجدون إنجلترا أو ألمانيا؟

أبدًا، سوف تجدون اليمن وتونس إلى آخره!

هل تتصورون أن تظهر أمامكم في المرآة صورة تشرشل أو بسمارك؟

أبدًا، سوف تظهر أمامكم صورة الإمام أحمد والحبيب بورقيبة والملك سعود!

وأما عبد الخالق حسونة فقد كان دفاعه عن نفسه برقة الدبلوماسي لا يزيد

– ماذا أفعل، ماذا أقول؟! ثم يلتزم الصمت لا يفعل بعدها ولا يقول!

أي أن الجامعة تُدار من يومها وإلى الآن إما بمنطق:

هذه هي صورتكم في المرآة انظروا ستجدون: السيسي وسلمان وبشارًا وتميمًا وهاديًا والعبادي!

أو بمنطق الصمت الذي يطلق إشارة يفهمها لبيب!

«إن ما يحدُث اليوم هو إرغام الأمة على الركوع فكرًا، بعد أن جرى إرغامها على القعود عملاً، وهذه حالة يصعُب قبولها» محمد حسنين هيكل

أين ستكون الأمة العربية وسط تلك الصراعات والمآسي في العام الجديد؟

أين الأمة العربية في ذلك كله: موقعها؟ حركتها؟ دورها؟ ومستقبلها؟

إن عناصر الحقيقة في وجود أمة عربية واحدة هي:

موارد بشرية – ثروات طبيعية – وموقع جغرافي – وإطار قومي واحد يجمع ويربط.

وعندما افترقت عناصر الحقيقة لدى الأمة، وتنازعت وتباعدت وتخاصمت وتحاربت، فإن عوامل القوة تحولت إلى أسباب ضعف، فالتجربة العملية أثبتت أن:

الموارد البشرية وحدها: عبء على أصحابها.

والثروات الطبيعية وحدها: مطمع لآخرين أقوى.

والموقع الجغرافي وحده: استباحة لراغبين في السيطرة ولديهم وسائلها.

والفكرة القومية وحدها: عجز؛ لأن أي فكرة مجرد فيلسوف تائه كالمجاذيب، في حين أنها مع بقية العوامل نبي مقاتل!

وهكذا أصيبت الآمة بحالة من العُري الكامل حولتها إلى أشلاء متناثرة:

مدن وقبائل – حقول بترول وأطلال مدن – صحاري ووديان – أغنياء وفقراء – جيوش مسلحة وجماهير عزلاء – قصور وقبور – دول يسر ودول عسر – دول فائض مالي ودول فائض سكاني – إلى آخر ما تحفل به الكتابات المعاصرة من تعبيرات.

وبعد كل ذلك إلى أين الطريق والمفر؟

من حُسن الحظ أن هموم الأمة ما زالت تُلح على كثيرين من مفكريها، وتدفعهم إلى تصورات، أو سيناريوهات تتراوح بين التشاؤم والتفاؤل.

فإن التشاؤم يبلغ مداه لدى مفكر عربي مثل الدكتور «أنطوان زحلان»

«لا يستطيع أحد أن يطير إذا لم يكن في استطاعته أن يمشي، والعالم العربي تخلف عن المشي مع العالم عندما عجز في مجال التكنولوجيا، وحين ترك أفضل عقوله تهاجر منه، لقد فاتتنا الفرصة وتخلفنا.

وعلى أي حال فإننا لسنا أول أمة تراجعت وتخلفت، ثم اختفت وبادت.»

وهناك سيناريو ثان أقل تشاؤمًا، وإن لم يكن أكثر سعادة، والذي يطرحه هو الدكتور «إبراهيم أبو اللغد» ورأيه:

«أن الأمة العربية ليس أمامها سيناريو واحد، وإنما اثنان:

«وبمقتضاه فإن العالم العربي سوف يقتفي أثر أفريقيا إلى عوالم من الظلام والنسيان، تشتعل فيها التناقضات الطائفية والعنصرية والقبلية، وستتزايد تلك التناقضات حتى نصل إلى درجة الحرب الأهلية، وربما إلى سقوط فكرة الأمة والدولة.

ثم يحل الفقر إلى درجة المجاعة، وبقية العالم لن يستطيع أن يفعل شيئًا، فلا يستطيع العالم أن يهتم بطرف أكثر مما يهتم هذا الطرف بنفسه، والذي يهم العالم من أرض العرب هو بترولها، فإذا أمكن عزله عن الكثافة السكانية العربية تحقق الهدف.»

والسيناريو الثاني هو السيناريو اللاتيني:

وبمقتضاه «فإن العالم العربي سوف يقتفي أثر أمريكا اللاتينية، وتنتهي مقاديره إلى جماعات مصالح « «Oligarchiesمالية وعسكرية وبيروقراطية تحكم جموع الفقراء فيه بالقوة والقمع، وتحصل لنفسها على أكبر نصيب من الثروة متحالفة ومحتمية بمصالح عالمية».

ويأتي بعد ذلك سيناريو آخر أقرب إلى التفاؤل، والداعي له هو الأمير «الحسن بن طلال»

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل