المحتوى الرئيسى

أستاذ علوم الأرض بـ«كاليفورنيا»: مصر تصدر أول أطلس لرصد خرائط أشعة الشمس بنهاية 2017

12/19 10:04

كشف الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض، رئيس برنامج علوم الحوسبة والبيانات فائقة السرعة بكلية «شميد» للعلوم، بجامعة تشابمان بولاية كاليفورنيا، عن إصدار مصر أول أطلس شمسى فى العالم يصدر خرائط كل ربع ساعة عن كمية السطوع الشمسى لكل 5 كيلومترات، بحلول نهاية العام المقبل، وبالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. وأشار «العسكرى»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن الأطلس يسهم فى تحديد مواقع السطوع الشمسى بالأماكن المختلفة فى مصر، ما يمكننا من تحديد أمثل لمواقع إقامة المحطات الشمسية التى يتجه العالم إلى إنشائها بعد نضوب مصادر الطاقة التقليدية، وإلى نص الحوار:

■ بداية ما الجديد الذى يقدمه أطلس الشمس الآنى لعلميات رصد الأشعة الشمسية؟

- الأطلس الآنى مشروع ممول من الاتحاد الأوروبى يشمل 23 معهداً بحثياً فى 15 دولة، على شمال أفريقيا وأوروبا، بينها مصر، بتمويل ثلاثة ملايين يورو، ويقدم بيانات دقيقة لأول مرة فى العالم عن نسبة السطوع الشمسى، كل خمس عشرة دقيقة لمسافة كل خمسة كيلومترات، بجودة 53 ألف بكسل للخريطة بهدف تحديد الأماكن المثلى لإنشاء المحطات الشمسية فى مصر وشمال أفريقيا، ومن خلال النظم المتقدمة فى الأطلس التى تعتمد على النماذج الرياضية يمكننا التعرف على طبيعة المناخ فى المنطقة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، والتوصل لبيانات واضحة لمدى تأثير السحب والعواصف الترابية التى تتحرك فى شمال أفريقيا، وتتنوع مصادرها فى كمية أشعة الشمس لكل نانومتر، والعالم يتجه حالياً لمحطات الطاقة الشمسية، فمثلاً أوروبا أعلنت أنه بحلول عام 2050 تصبح نسبة الطاقة الشمسية من إجمالى الطاقة المولدة بالدول الأوروبية 80%، ما يجعل المحطات الشمسية هى مستقبل الطاقة الحقيقى.

«العسكرى»: المشروع يقدم بيانات دقيقة عن نسبة السطوع الشمسى بهدف تحديد الأماكن المثلى لإنشاء المحطات الشمسية

■ هل تفاعل أحد مسئولى الحكومة المصرية مع مشروع الأطلس الآنى؟

- نعم، التقيت الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة الشمسية، فى حضور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، وعرضت عليه المشروع، ووافق على إنشاء أطلس شمسى للرصد الآنى لكمية الطاقة الشمسية فى مصر. وبدأ التواصل مع الحكومة المصرية منذ 6 أشهر من خلال السفيرة لمياء مخيمر، قنصل مصر فى لوس أنجلوس، التى تعرفت من خلالها على السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، والتى تحمست كثيراً لمشروع الأطلس، وعلى مدار هذه الأشهر الماضية استمر التواصل مع الوزيرة بشكل أسبوعى، أثمر عن اللقاء الأخير مع وزير الكهرباء. واللافت للنظر أنه بمجرد عرض نتائج دراسة الأطلس الشمسى على وزير الكهرباء اتخذ قرارات بمنتهى السرعة، وهى غير معهودة من قبل فى أداء الحكومات المصرية السابقة، ووقّعنا مذكرة تفاهم مع الوزارة. وعندما طلبت من وزير الكهرباء إرسال خطاب يفيد بطلب مصر الاستفادة من مشروع الأطلس، أرسله خلال 24 ساعة. ومن المتوقع أن ينتهى العمل بالأطلس الشمسى نهاية العام المقبل، ليصبح لدى مصر أول أطلس فى العالم يرصد بشكل آنى كميات الطاقة الشمسية، فى ظل الظروف المناخية المختلفة، منها الأتربة والسحب. وبوجود الأطلس يمكن لصانع القرار المصرى أن يختار أماكن إنشاء محطات الطاقة الشمسية فى مصر، بناء على معلومات دقيقة عن كمية السطوع الشمسى، بغضّ النظر عن نوعية المحطة الشمسية.

■ كيف تزيد خرائط الأطلس الشمسى من عوائد الاستفادة لمحطات الطاقة الشمسية فى مصر؟

- من خلال الخرائط التى يرسلها الأطلس كل خمس عشرة دقيقة يمكن للمرآة الموجودة بالمحطات الشمسية التحرك فى الاتجاه الذى يساعدها على استقبال أكبر كمية ممكنة من الأشعة الشمسية. كما أن الأطلس يوفر 180 خريطة توضح المناخ فى مصر على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، ويمتلك الأطلس برنامج حسبة عالى السرعة يسمى «نيورال نسيت وورك» يساعد على تحليل ما يقرب من 2٫5 مليون معلومة خلال دقائق للخروج بسيناريوهات آنية لكمية الطاقة الشمسية الساقطة، بالاستعانة باثنين من الأقمار الصناعية، أحدهما لرصد حركة السحب، والآخر لكمية العواصف والأتربة التى يمكن أن تعكس أشعة الشمس، ما يزيد من الاستفادة من الأشعة الشمسية بالمحطة بنسبة 20%. وبمجرد امتلاك مصر لهذا الأطلس ستأتى الاستثمارات الأوروبية لبناء مشروعات الطاقة الشمسية، لامتلاك مصر المعرفة القائمة على العلم بالأماكن المثلى لإنشاء المحطات الشمسية. وبالفعل طُبق نظام الأطلس فى اليونان بأحد المشروعات، ما أدى لزيادة إنتاجية إحدى المحطات من واحد ميجاوات عام 1999 إلى سبعة ميجاوات عام 2015.

■ من خلال رصد المناخ المصرى.. ما تأثيرات التغيرات المناخية المتوقعة؟

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل