المحتوى الرئيسى

من هو «طيار حماس»؟

12/19 02:15

ولد التونسي محمد الزواري في ولاية صفاقس عاصمة الجنوب التونسيّ في كانون الثاني عام 1967، وبدأ تعليمه في مدرسة بالي، ثمّ التحق بمعهد «الهادي شاكر» ليتمّ تعليمه الثانويّ، أمّا في ما خص تعليمه الجامعي فقد درس الهندسة الميكانيكيّة، وخلال دراسته انضمّ للعمل الإسلاميّ في حركة «النهضة».

وفي السنة الرابعة من الدراسة الجامعيّة، تعرض الزواري لمضايقةٍ من الأجهزة الأمنيّة التابعة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، واعتُقل مراتٍ عدة بتهمة الانتماء لـ «النهضة»، واضطر بعدها للانتقال إلى ليبيا ثمّ إلى سوريا، حيث عمل مع شركة في الصيانة.

وبعد أحداث سوريا، عاد الزواري إلى تونس في العام 2013، برفقة زوجته السوريّة الأصل، ليستقر في مسقط رأسه، ويواصل أبحاثه على أرض وطنه، حيث قدّم مشروع تخرجه في الهندسة في المدرسة الوطنيّة للمهندسين في صفاقس في العام ذاته، والمتمثل في اختراعه لطائرةٍ من دون طيّار.

بعدها عمل الزواري طيّاراً في الخطوط الجويّة التونسيّة، وعمل كأستاذٍ جامعي في المدرسة الوطنيّة للمهندسين، وأسّس مع عدد من طلبته وبعض الطيّارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجيّ في الجنوب.

وأصبح مدرباً ومخترعاً ومن صُناع الطائرات من دون طيّار، فمعظم إنجازاته تتمثل في التحكم عن بُعد، ومنها الطائرات والغواصات، وظلّ يتنقل ما بين تركيا ولبنان حتى آخر تنقلاته في شهر تشرين الثاني الماضي، ليعود إلى بلاده في الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول الحالي.

وبعد أربعة أيام من وصوله إلى تونس، طلبت منه صحافيّة من المجر لقاءً صحافياً، استمر ليومين، وفي اللقاء الثاني وأثناء عودته لمنزله لمقابلة الصحافيّة قطعت شاحنة عملاقة طريق سيّارته، وأطلق عليه مجهولون 20 طلقة نارية. وبحسب التحقيقات التونسية استقرت ثماني طلقات في جسده، ما بين العنق والقلب والرأس.

وأفادت التحقيقات الأوّليّة بأنّ الرصاصات أُطلقت عليه من مسافة قريبة لم تُحدّد بعد، من مسدسات كاتمة للصوت، وهذا سبب عدم حدوث ضجيج أثناء تنفيذ العمليّة.

وكان الزواري يُجهّز في تلك الفترة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثل في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ويبدو أنّ الزواري رُصد خلال الفترة الأخيرة من حياته، ورُوقب جيداً حتى وقع ضحيّة للاغتيال. ووفق التحقيقات التونسيّة فأنّه تلقى تهديداتٍ من قبل «الموساد» قبل اغتياله بأشهر، ولكن التحقيقات لم تصلّ إلى القاتل بعد.

وأعلنت السلطات التونسيّة توقيفها أربعة أشخاصٍ مشتبه فيهم، وفتاة وصلت تونس منذ أسبوع، ما يضع السلطات تحت المجهر في قدرتها على الكشف عن هوية منفذي العمليّة أمّ أنّها ستُسجّل ضدّ مجهولٍ.

مقتل الزواري ليس سوى عملية اغتيال مدبرة، خاصة أنّه خبير طيران ومخترع، وقدّم استشارات تكنولوجية لحركة «حماس» وجناحها العسكري، وساهم بشكلٍ مباشر في تطوير برنامج الطائرات من دون طيّار الذي تمتلكه المقاومة الفلسطينيّة، واستخدمت الطائرات هذه في مواجهة العدوان الأخير 2014.

هذه المؤشرات توجه أصابع الاتهام لـ «الموساد» الإسرائيلي. ورغم التكتم الإسرائيلي، فلم يسبق للاحتلال أن اعترف بعملية اغتيالٍ خارج الأراضي الفلسطينيّة.

«كتائب القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس»، نعت في بيانٍ صحافي المهندس الزواري.

Comments

عاجل