المحتوى الرئيسى

ما تعلمه الأسد بعد استعادة حلب: اقتل شعبك والعالم لن يتحرك

12/19 00:36

منذ عدة أشهر، كانت الجثث تملأ الشوارع في الأحياء بشرق حلب، بسبب قصف الطائرات الروسية والسورية المتواصل، والآن أوشك الأمر على الانتهاء، ليس بسبب توصل الدبلوماسيين لاتفاقيات في جنيف، ولكن لأن الرئيس السوري بشار الأسد لديه حلفاء أجانب ساعدوه على فرض سيطرته على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن البرد والجوع والخوف أصبحوا مسيطرين على عشرات الاف من المدنيين، والمقاتلين، المنتظرين ترحيلهم من المدينة التي عاشوا فيها طوال عمرهم، إلى مستقبل مجهول ليس له ملامح.

ولا يعد انتصار الأسد في شرق حلب الأول، ولكنه خلق فوضى كبيرة في الشرق الأوسط والعالم، وأثبت قوة التحالفات وقدرتها على تحقيق هدفها باستخدام العنف، كما أنه أكد عزوف بعض الدول عن المشاركة فيما يحدث بسوريا، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت الصحيفة تصريحات الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، باراك أوباما، خلال المؤتمر الصحفي الأخير له في البيت الأبيض، إذ قال إن الأزمة السورية التي أوشكت على إنهاء عامها السادس، كانت من أقسى الأمور التي واجهها خلال حكمه، حيث عاش العالم بأكمله في حالة من الرعب، واعتبر ما يحدث في شرق حلب "المجزرة".

وبالرغم من إدانة أوباما لأفعال الأسد، واستنكر وجوده كرئيس شرعي للبلاد، إلا أنه أبقى القوات الأمريكي خارج المعركة، ورفض التدخل العسكري، ولم يغير رأيه بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

تقول مها يحيى، مدير مركز "كارنيغي" في الشرق الأوسط بالعاصمة اللبنانية بيروت، إن ما أحرزه الأسد من تقدم في حلب، يبعث رسالة للقادة المستبدين في كل مكان، ويخبرهم بأن القوات العسكرية قادرة على قمع الشعوب.

وتتابع : "الجميع تابع ما حدث في سوريا على مدار سنوات، لا حول لهم ولاقوة، شاهدوا مدنيين يُقتلون بلا رحمة، وأقصى ما فعلوه هو كتابة تغريدات على حسابتهم بتويتر، أو توقيع العرائض على المواقع الإلكترونية".

هذا هو الشرق الأوسط الذي سيتعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عندما يتولى منصبه رسميا في يناير المقبل، بحسب الصحيفة الأمريكية، فهي منطقة محى الجهاديين حدودها، ويزداد نفوذ إيران وروسيا داخلها، ويتساءل حلفاء واشنطن حتى متى سيظلون معتمدين عليها.

حتى الآن، بيّن الرئيس الأمريكي أنه لا يوجد سياسية محددة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط، ولكنه أكد دعمه لإسرائيل، وأشار إلى إمكانية تعاونه مع روسيا للقضاء على ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وإنشاء منطقة آمنة للسوريين.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المحللين وضعوا "حلب" في صدارة قائمة الأماكن التي فشلت الحكومات والقادة في إيقاف المآسي التي تحدث بداخلها تجاه البشر، مثل غروزني في الشيشان، ورواندا، وسربرنيتشا الواقعة شرق البوسنة والهرسك، إلا أن عدد القتلى في عمليات الإبادة الجماعية في رواندا يفوق عددهم في الحرب السورية بأكملها.

تشير الصحيفة إلى أن حصار الأسد للمدنيين وقصفهم للمنازل والمستشفيات في حلب، يأتي بعد سنوات من استمرار الصراع مع قوات النظام، بإلقاء البراميل المتفجرة على تجمعات المدنيين، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب.

وتؤكد أنه بفضل الهواتف المحمولة الذكية، والإنترنت استطاع أهالي حلب توثيق ما يحدث في سوريا، إلا أن الأرشيف الكبير الموجود على مواقع وشبكات الانترنت لم يساعدهم على جذب انتباه المجتمع الدولي وحساب المسئولين.

من جهته، يقول ديفيد م. كرين، أستاذ القانون في جامعة سيراكيوز، ومدعي عام سابق في جرائم الحرب، أن سوريا الآن أصبحت رمزا لمدى تجاهل العالم الدولي لمأسي ومشاكل الدول الأخرى، ويقول "أصبحت الدول الكبرى تتجنب المشاكل وتهتم أكثر بنفسها".

لم يبدأ الصراع السوري كحرب أهلية، ولكنه كان ثورة هدفها الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فتعامل معهم بالعنف والأسلحة، والاعتقال والتعذيب، فلجأت أعداد كبيرة من المعارضة للسلاح حتى تستطيع الدفاع عنها نفسها، وتعود للقتال مرة أخرى، وحصلوا على دعم بسيط من دول الخليج وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل