عالم سدود يكشف لـ"الدستور" بالصور والخرائط: خبراء السدود تجاهلوا الطبيعة الجغرافية لموقع "سد النهضة".. والحبشة أرض الفوالق الزلزالية والبراكين النشطة

"خبراء السدود لم يلتفتوا إلي مؤشر الزلازل السنوي.. والسد الإثيوبي سينهار".. بتلك العبارات الحاسمة بدأ الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بجامعة "Uniten-Malaysia" عن الطبيعة الجغرافية لموقع السد، مبينا أن هناك سبعة أدلة تؤكد إنهيار "سد النهضة" الإثيوبي، ورغم ذلك يتجاهلها خبراء السدود والزلازل في سائر دول حوض النيل.

وأوضح الدكتور حافظ أن جميع الصور والخرائط، والبيانات الزلزالية أكدت خطورة الموقع من الناحية الجيولوجية والتكتونية علي الجسد الرئيسي لسد النهضة الإثيوبي، وأن التركيبة الجيولوجية الهضبية لدولة إثيوبيا تساهم في النشاط الزلزالي، مشيرا الي أن ارتفاع منسوب الهضبة في المناطق الشمالية لأعلى من 3000 متر فوق سطح البحر، واتجاهها للجنوب الغربي في إتجاه السودان بمنسوب منخفض بشكل حاد ويصل الي 500 فقط، ما يعني أن درجة الميل تصل الي حوالي 1.35 متر لكل كيلو متر.

وقال أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية أن الأكثر خطورة من ذلك وجود فالق جيولوجي يقسم هضبة الحبشة إلأي نصفين غير مرتبطين، وهو ما يسمي بالشرخ الأرضي العظيم، او الاخدود الافريقي العظيم، يمتد من وسط كينيا في إتجاه الشمالي الشرقي إلي منتصف البحر الأحمر ممتدا حتى البحر الميت من خلال خليج العقبة، لافتا إلي أن هذا الشرخ أدي إلي إزدياد حدة درجة ميل دول أثيوبيا جيولوجيا، مؤكدا في الوقت نفسه انه نتيجة للنشاط الدائم لحركة شقي الصداع الإفريقي تولد على جوانب هذا الشق الأراضي العظيم عشرات البراكين النشطة دائما والتي جعلت إثيوبيا تعرف عالميا بأرض البراكين النشطة.

وأشار الدكتور حافظ إلي إستحالة بناء خرساني ضخم يصل ارتفاعة لأكثر من 170 متر، ويحتوي علي حوالي 10 مليون متر مكعب من الخرسانة، وثقل يصل الي قرابة 25 مليون طن خرساني في ظل تلك البيئة التكتونية المضطربه، مبينا أن القشرة الأرضية الإخدودية للحبشة لن تحتمل هذا الثقل الخرساني الضخم، بالإضافة إلي وزن بحيرة التخزين ذات الـ74 مليار متر مكعب، وسد "السرج" ذات الـ5000 متر طولي و60 متر إرتفاع، علماً بأن وزن المتر الطولي منه يعادل تقريبا وزن المتر الطولي من السد الخرساني، موضحاً ان هذا الوزن سينتقل تدريجيا إلي أعماق الأرض، ما يعني أنه سيزيد من حدة الإجهادات المتوالدة بين صخور منطقة الأساسات، وقد يؤدي إلي إنهيارة المحتمل في اي لحظة.