المحتوى الرئيسى

ما بعد المباراة | ريال مدريد استهان أم صُدم بالواقع؟ - Goal.com

12/18 18:23

بقلم | محمود ماهربقلم | محمود ماهرواجه بطل دوري أبطال أوروبا «ريال مدريد» صعوبات جمّة من أجل تحقيق الفوز على بطل اليابان «كاشيما» في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية على ملعب يوكوهاما عصر اليوم الأحد (بتوقيت جرينيتش).التقدم المُبكر للريال في الدقيقة التاسعة لم يقتل المباراة كما توقع أنصاره، فقد استبسل أصحاب الضيافة في دفاعهم عن مرماهم لعدم استقبال هدف أخر، وحاولوا تعديل النتيجة بالهجمات المضادة واستغلال الثغرات الدفاعية، وهذا ما نجحوا به في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.دخول كاشيما للشوط الثاني متعادلاً مع العملاق الملكي دفعه معنويًا للمحاولة من جديد، فتمكنوا من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 52 بتصويبة بعيدة المدى من نفس اللاعب صاحب الهدف الأول «شيباساكي».لكن هفوة دفاعية أدت لركلة جزاء لصالح لوكاس فاسكيز، عَدل منها رونالدو النتيجة في الدقيقة 60 قبل أن يضيف رونالدو الهدفين الثالث والرابع في الوقت الإضافي ليعتلي صدارة الهدافين ويتوج بلقب أفضل لاعب في البطولة وأفضل لاعب في المباراة من الشركة الراعية.ترى ما السبب في وصول المباراة لوقت إضافي؟ لأن الريال استهان بالخصم كما يعتقد البعض؟ وهل يستحق رونالدو لقب رجل المباراة؟ وكيف حضر كاشيما نفسه لمواجهة بطل أوروبا بكل هذه القوة والسرعة؟. هذا ما سنحلله معكم على هيئة نقاط إيجابية وسلبية على النحو التالي:الإيجابيات |الإيجابيات |1- من الرائع رؤية فريق غير معروف على مستوى العالم يبدأ مواجهة بهذه الصعوبة والأهمية بخطة هجومية كالتي بدأ بها المدير الفني «ماساتادا» بوضعه لخمسة لاعبين بنزعة هجومية في الخطوط الأمامية هم «إندو وشيباساكي ودوي وكانازاكي وناجاكي».خطة 4-4-2 منحت كاشيما الأفضلية في خط الوسط على ريال مدريد لفترات ليست بالقصيرة، خلال الشوط الأول ظهر كاشيما هو المتسيد والأفضل في تبادل الكرة وتنويع اللعب ما بين الطرفين والعمق لمدة 20 دقيقة، وفعل الشيء نفسه في بداية الشوط الثاني.رأينا فريقًا شُجاعًا لا يأبه سمعة وشهرة ريال مدريد، ويلعب مباراة كرة قدم على أعلى مستوى، لتتسم تدخلات لاعبيه بالقوة وسرعة الانقضاض على حائز الكرة، مودريتش الوحيد الذي كان يستطيع الافلات من الكماشة بمهاراته العالية وسرعته في التمرير، أما كاسيميرو ومودريتش ومن ثم إيسكو عانوا الأمرين.2- عدم افراط لاعبي كاشيما في الاحتفال بهدف التعديل ساعدهم على إضافة الهدف الثاني وتهديد مرمى الريال بالمزيد من الفرص، حتى أن العارضة تصدت لرأسية من «سوزوكي» في الشوط الإضافي الثاني، ما يعني أنهم لم يتوقفوا عن المحاولة من أجل الخروج بنتيجة إيجابية وليس لمجرد إحراج الريال أمام جماهيره.3- التعاون الذي ظهر بين لوكا مودريتش وكريم بنزيمة حتى خرج مودريتش في الدقيقة 106 ليحل محله كوفاسيتش. لولا هذ الثنائي ربما لوصلت المباراة لركلات الجزاء الترجيحية أو ما هو أسوأ من ذلك.مودريتش قام بعمل فني رائع في عملية توزيع الكرات على طرفي الملعب بدقته المتناهية في التمرير، وكان يعود لتمشيط منطقة الجزاء ومساندة راموس وفاران وكاسيميرو في العمق الدفاعي لبدء الهجمة بسرعة.ولفت نظري مواظبته على التصويب من لمسة واحدة بكل قوة، في لعبة الهدف الأول سقطت الكرة من يد الحارس فتابعها بنزيمة الذي كان يرتكز في المكان الصحيح داخل المنطقة دائمًا على النقيض من رونالدو.4- عدم فقدان ريال مدريد لأعصابه وتركيزه بعد تسجيل كاشيما للهدف الثاني ببداية الشوط الثاني، هذه هي شخصية الفريق البطل القادر على التحكم في عواطفه وقت الشدائد.5- حسم كريستيانو رونالدو عند تسلمه الكرة داخل المنطقة، لم يستعرض في لعبة الهدف الثالث، حيث كان يستطيع مراوغة الحارس لكنه سدد بقوة وبذكاء في المرمى، وبعدها بدقائق استخدم أقصر الطرق على حافة المنطقة للتسديد بوجه قدمه اليمنى لكن براعة الحارس في التصدي حالت دون تسجيله من تلك اللعبة، ليقوده اجتهاده لتسجيل الهاتريك بعد تسديدة فاشلة من كروس تسلمها وسددها بكل هدوء في المرمى.رونالدو كان جيدًا في لحظات الحسم بسبب هدوءه الحاد أمام المرمى واجتهاده لاستغلال كل كرة تصله، لكن في عموم المباراة ليس هو اللاعب الأفضل من حيث الأداء مقارنة بكريم ولوكا.6- استفاد كاشيما من خوضه عدد أكبر من المباريات في البطولة، بالتالي انسجام أكبر وجاهزية أعلى من ريال مدريد الذي ظهرت على بعض لاعبيه علامات الإعياء والخمول بسبب تغييرهم للساعة البيولوجية.7- لا أعتقد في وجود أي استهانة من زين الدين زيدان أو معظم نجوم ريال مدريد بالفريق المضيف، فلا يجب غض الطرف عن تغير عقلية أندية ومنتخبات جنوب شرق أسيا عند مواجهتهم لطرف أوروبي أو لاتيني، يلعبون الكل في الكل دون اهتمام بالأسماء، والفضل يعود لانضمام عدد هائل من اللاعبين الأوروبيين لدورياتهم المحلية في اليابان وكوريا الجنوبية والصين وحتى الهند، بالإضافة للزيارات المستمرة لأندية أوروبا لتلك الدول، ليصبح أمر مواجهة كبار أوروبا عاديًا عليهم.في عام 2010 تأهل مازيمبي لنهائي الأندية في الإمارات وخسره بثلاثية أمام إنترنسيونالي الإيطالي، وفي عام 2013 كان الرجاء البيضاوي لا حول له ولا قوة أمام بايرن ميونخ في النهائي رغم أن اللقاء أقيم على أرضه، لكن كاشيما لعب اليوم وكأنه فياريال أو ملقة أو ديبورتيفو لاكرونيا، لعب كفريق معتاد على التعامل مع الأندية الكبرى، غير مُنبهر، غير مهتم بما سيحدث، يلعب بأريحية نفسية وبعقلية احترافية.السلبيات |السلبيات |1- ثغرة الجهة اليسرى في الريال كانت واضحة للغاية اليوم. مارسيلو كان يتقدم بشكل مبالغ فيه ويترك مساحات استغلها  كاشيما في هجماته المرتدة الخطيرة. كاسميرو يلام بدوره على ذلك فهو المكلف بتغطية تقدمات مارسيلو المستمرة، لكننا لم نشاهد ذلك منه، بينما كان مودريتش يقوم بعمله في تغطية كاربخال خاصة بدءًا من الشوط الثاني.2- إشراك إيسكو بدلاً من فاسكيز غير مفهوم على الإطلاق، لماذا؟ لأن لوكاس كان متميزًا جدًا وتوهج في الجهة اليمنى واستطاع الحصول على ركلة جزاء، وكان يُحرك رونالدو كثيرًا.ربما كان فاسكيز مخيبًا في جزئية واحدة تتعلق باستحواذه المطول على الكرة والقيام بمراوغات صعبة ومعقدة ترتب عليها ضياع عدة كرات سهلة على الريال في الثلث الأخير من الملعب وارتدادها لمرتدات.3- مع هذا المستوى الباهت لفاران، لا أتصور أنه سيستمر كأساسي جوار سيرخيو راموس في النصف الثاني من الموسم، وسيبدأ الريال التفكير بجدية في إبقاء بيبي حتى نهاية الموسم.4- لم يكن مجديًا ذلك الاعتماد المُفرط من ريال مدريد على الكرات العرضية بإفراط كما فعل كاربخال ومودريتش وفاسكيز ومارسيلو، كل العرضيات كان مكشوفة وفي متناول مدافعي كاشيما رغم قصر قامة عناصره، كان يتوجب على الريال استغلال هذه النقطة لصالحه ولا أن تكون نقطة سلبية تؤخذ ضده!.5- كاربخال ومارسيلو كانت تمريراتهم الجانبية سيئة جدًا والأظهرة اليابانية كانت دائمًا تفرض ضغطًا قويًا على حامل الكرة في الأروقة وبالتالي مضايقتهم لاستعمال هذا السلاح الذي كان من الممكن أن يسهل من مأمورية الفريق.6- تأخر نزول سوزوكي حتى الدقيقة 88 من المباراة بدلاً من المخيب للآمال دوي. سوزوكي الذي احتفل على طريقة رونالدو في مباراة أتلتيكو نسيونال أحدث نشاطًا ملحوظًا في الخطوط الأمامية وكاد يسجل من ركلة حرة مباشرة لكن رأسيته ارتطمت في العارضة. للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر  - اضغط هنا

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل