المحتوى الرئيسى

د. عبدالله الشمري: العلاقات الخليجية - التركية تشهد تطوراً ملحوظاً على كافة المستويات

12/18 18:07

صاحب السمو يبحث مع الرئيس التركي الأوضاع في المنطقة

بالفيديو والصور.. صاحب السمو والرئيس التركي يقومان بجولة جوية على طرابزون

درب الساعي يشهد أكبر حملة تبرعات لنصرة الشعب السوري

14 ألف مستحقاً من معونات وبرامج الضمان الاجتماعي

النعيمي لـ الشرق: صالة "القادمون" بالمطار القديم مبنى مؤقت للبلدية

أخبار عربية الأحد 18-12-2016 الساعة 05:45 م

لا خلافات بين السعودية وتركيا وتقارب في الرؤى بجميع المجالات

الفكر الإسلامي للمملكة لا يختلف عن الفكر التركي وحزب العدالة والتنمية

"تركيا المسلمة" الأهم بالنسبة للسعوديين.. و"قيمة الخليج" السياسية تزداد تدريجياً لدى تركيا

علينا ألا نرهن نجاح علاقتنا بتركيا بمدى وقوفها أمام المشروع الإيراني

تركيا تعتبر دول الخليج الوجهة العربية الوحيدة للرئيس أردوغان منذ عام 2013

ضعف التبادل الأكاديمي والثقافي أكبر التحديات لتطوير العلاقات بين الطرفين

"ملتقى البسفور" شهد توقيع أكثر من 18 اتفاقية بين تركيا ودول الخليج

حجم التهديدات وضخامة الطموح يجعلاننا أكثر تطلعاً لعلاقات أقوى وأسرع

وقوف تركيا ضد الطموح الإيراني وخاصة في قمة التعاون الإسلامي يؤكد مدى الاتفاق

قال الدكتور عبدالله الشمري رئيس القسم الخليجي في مركز الشرق الأوسط التركي إن العلاقات الخليجية - التركية تشهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة على كافة المستويات، تتخطى العلاقات الإستراتيجية.

وأوضح الشمري في حواره مع "الشرق" أن تركيا هي أقرب جار غير عربي للمنطقة ودول الخليج، من حيث التفاعل الثقافي والتاريخي، لافتا إلى أن وحدة الدين والمذهب يمنعان تفاقم التنافس الإقليمي معها مقارنة بإيران.

ونفى الشمري وجود خلافات أيديولوجية بين المملكة العربية السعودية وتركيا قائلاً: لا توجد أي خلافات بين السعودية وتركيا سواء أيديولوجية أو سياسية أو عسكرية، بل هناك تقارب وتحالف في شتى القضايا والملفات، وخاصة أن الفكر الإسلامي للمملكة لا يختلف أساساً مع فكر الدولة التركية، وحزب العدالة والتنمية أيضا.

تتحدث تقارير كثيرة عن علاقات خليجية - تركية قوية وإستراتيجية نشأت في الآونة الماضية. ما الوصف الحقيقي لهذه لعلاقات؟ وهل بالفعل إستراتيجية أو مجرد تقاطع مصالح قد تذهب مع مضي الوقت؟

بلا شك إن العلاقات الخليجية - التركية تشهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة على كافة المستويات، ربما نسميها علاقات أقوى من الإستراتيجية.

وإذا افترضنا جدلا أن هناك اختلافات أيديولوجية بين تركيا وبعض البلدان العربية، فبشكل قاطع وحاسم لا توجد أي خلافات بين المملكة العربية السعودية وتركيا سواء أيديولوجية أو سياسية أو عسكرية، بل هناك تقارب وتحالف في شتى القضايا والملفات، وخاصة أن الفكر الإسلامي للمملكة لا يختلف أساساً مع فكر الدولة التركية، وحزب العدالة والتنمية أيضا.

ولا أخفي عليك أن الكثير من السعوديين لا يهمهم من يحكم تركيا، فالأهم بالنسبة لهم هو "تركيا المسلمة"، والآن تركيا والسعودية تمران بمرحلة تأسيس إستراتيجي، وهذا الأمر أُعلن عنه أثناء زيارة الملك سلمان في 16 أبريل 2016 إلى تركيا، وهو ما تمخض عنه الإعلان عن "المجلس التركي السعودي للتعاون" وهذا المجلس يشمل التعاون في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أن "ملتقى البسفور" الشهر الماضي تم التوقيع فيه على أكثر من 18 اتفاقية بين تركيا ودول الخليج.

حدثنا عن القواسم المشتركة بين تركيا ومنطقة الخليج؟

تركيا هي أقرب جار غير عربي للمنطقة، ودول الخليج، من حيث التفاعل الثقافي والتاريخي، وعاملاً الدين والمذهب يمنعان تفاقم التنافس الإقليمي معها "مثل إيران"، وتركيا جار لديه إمكانيات جغرافية وطبيعية ذات خصوصية للخليج، ليست متوفرة لدى إسرائيل أو إيران "تحكمها علاقات التحالف بين منطقة الخليج والمعسكر الغربي".

وتركيا في المقابل تعتبر دول مجلس التعاون الوجهة العربية الوحيدة للرئيس أردوغان منذ عام 2013، وخاصة بعد 30 يونيو في مصر، ومع استمرار الخليج كقلب للتفاعلات العربية فإن القيمة السياسية لدول المجلس تزداد تدريجياً لدى تركيا.

تعتبر الحاجة الاقتصادية للطرف التركي لجذب استثمارات جديدة وتصدير رأس ماله البشري وخبراته إلى منطقة الخليج والحاجة الاقتصادية لدول مجلس التعاون في تنويع اقتصادها والاستثمار في مجالات غير النفطية فرصة أمام تطور العلاقات الخليجية – التركية في العقد المقبل، وقد ظهرت بوادر استغلال هذه الفرصة في الأعوام الأخيرة متمثلة في الحضور الخليجي الملحوظ في القطاع المالي وقطاع العقارات في تركيا والرغبة في الاستفادة من الخبرات التركية في قطاع تكنولوجيا الدفاع والأسلحة في دول مجلس التعاون.

برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه تطوير العلاقات التركية – الخليجية؟

التحديات تنحصر في سيطرة القيادات السياسية على ملف العلاقات بشكل حصري وغياب الطابع المؤسسي، وبروز الطابع السياسي للمؤسسات التي تهتم بالعلاقات التركية – الخليجية مثل: مواقع الأخبار المحسوبة على جماعة الإخوان ومراكز الأبحاث والتي تنقل أخبار وتحليلات عن تركيا باللغة العربية.

د. عبدالله الشمري يتحدث لـ "الشرق"

كذلك ضعف التبادل الأكاديمي والثقافي بين الطرفين وترسخ الصورة النمطية السيئة لدى بعض الكُتّاب والمفكرين المؤثرين عند الطرفين بجانب عدم وجود مساع أكاديمية لطرح قراءة مشتركة لتاريخ المنطقة بين الجانب التركي والجانب الخليجي.

بالإضافة إلى ظهور الطابع المنفرد للدول الخليجية بخصوص تطوير علاقاتها مع تركيا، حيث توجد عوامل وخطط ورؤى مختلفة بخصوص تطوير العلاقات التركية – القطرية وتطوير العلاقات التركية – الإماراتية على سبيل المثال، وهذه المساعي المنفصلة قد تؤثر على مساعي مأسسة العلاقات التركية – الخليجية عبر مجلس التعاون وعلى دور مجلس التعاون في تطوير العلاقات التركية – الخليجية.

تمر المنطقة بمرحلة إضرابات عصيبة.. هل هذا الأمر هو الذي أجبر الطرفين على توثيق العلاقات بينهما؟

لا خلاف على أن الوضع الحالي في المنطقة صعب جداً، والواقع يقول إننا نتعرض لتهديد وجودي معلن، نستشعره بوضوح .. وأنا أتساءل، ألم يكف لتركيا والخليج ما أعلنه أوباما في مجلة ذي اتلانتيك؟!! لكن أن أقول وبرغم أن العلاقات التركية الخليجية الآن قوية، لكن ونظراً لحجم التهديدات، وضخامة الطموح نتطلع لأن تكون أقوى وأشمل وبوتيرة أسرع.

البعض يعتبر العلاقات التركية السعودية مجرد مصالح قد تختفي في المرحلة المقبلة.. هل تتفق مع هذا الرأي؟

حتى لو كانت علاقتنا بتركيا مجرد مصالح.. فهذا أمر جيد جداً!! ومفيد لشعوب الدولتين، فكلما كانت العلاقات مبنية على مصالحة؛ كانت أكثر قوة، وأكثر مؤسسية، وأكثر عقلانية.

كيف وجدت المملكة العربية السعودية نتائج علاقتها بتركيا.. هل وجدتها حليفا حقيقيا في المحافل الدولية وداعما قويا ضد التهديدات التي تواجه المنطقة؟

دعني أقلها بكل صراحة، المملكة العربية السعودية تنظر لعلاقتها بتركيا من زاوية "عودة الأخ المفقود" فعودة تركيا إلى محيطها العربي والإسلامي، بعد قطيعة طويلة جعل العلاقات أكثر عاطفية من الناحية السياسية وربما الشعور الديني أكثر.

ودون مبالغة لو تم رصد الزيارات في الأيام الماضية للمسؤولين الأتراك إلى السعودية، والعكس صحيح، ستكتشف أنها الأكثر عددا منذ نشأة البلدين، وهذا دليل قاطع على أن العلاقات أصبحت في أوج تألقها ومتانتها.

ألم تحدث اختلافات في وجهات النظر بين البلدين فيما يخص الربيع العربي؟

ربما تكون هناك بعض الاختلافات قد حدثت، نتيجة لسوء الفهم، لكن هذه الصفحة طويت وأصبحت من الماضي، والعلاقات الآن أصبحت أكثر متانة عما كانت عليه قبل الربيع العربي.

وإذا ما نظرنا إلى حالة الانهيار التي تتعرض لها بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا وحالة الضعف التي عليها مصر من الناحية الاقتصادية والسياسية، وغموض في المستقبل، نجد المحصلة أنه لم يبق إلا المنظومة الخليجية وتركيا، وبالتالي يصبح التعاون ليس مجرد مصالح وإنما ضرورة حتمية ووجودية للأمن القومي الخليجي والتركي.

هل هناك تنسيق في الملفات الدولية بين الطرفين؟

ربما يخفى على الكثير من المتابعين أن هناك تنسيقاً على أعلى مستوى بين الطرفين في المحافل الدولية، سواء في الأمم المتحدة أو منظمة التجارة العالمية، وكذلك في المنظمات الرياضية مثل الفيفا وغيرها.

كما أن من بنود اتفاق التعاون بين السعودية وتركيا فقرة تخص "الاتفاق في المواقف" وقد كانت الترجمة الواضحة لهذه الفقرة في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، عندما صدر عنها 12 قرارا تدين إيران، وجميع هذه القرارات بتأييد تركي واضح، التي ترأس الآن منظمة التعاون الإسلامي.

لكن تركيا لديها علاقات قديمة مع إيران؟

بالطبع.. لكن أنا شخصيا أعتقد أننا إذا أردنا أن ننجح العلاقات الاقتصادية الخليجية - التركية فيجب أن نُحيّد إيران عن هذا الملف، ويجب ألا نحمل تركيا أكثر مما تتحمل في موضوع إيران، برغم أنها قدمت خطوات إيجابية مهمة في هذا الملف من قبل، لكن لا يجب أن نرهن العلاقات بيننا بإيران.

ماذا عن العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين الطرفين؟

كما قلت في السابق هناك تنسيق أمني وعسكري وإستراتيجي، ربما يكون غير واضح للعيان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل