المحتوى الرئيسى

حكايات الهجرة غير الشرعية للسوريين عبر صحراء السودان | ولاد البلد

12/18 15:39

الرئيسيه » جيران » تقارير » حكايات الهجرة غير الشرعية للسوريين عبر صحراء السودان

أغلقت أمامهم كافة الأبواب، لم تعد تتسع الدول العربية لمزيد من السوريين، لكن أين يهربون من نيران الحرب المشتعلة فوق رؤوسهم، لم يعد أمامهم سوى دخول الدول بطرق غير شرعية، السودان المنفذ الجنوبي لمصر، والمعبر الرئيسي الذي يتخذه السوريون للدخول لها، لكن ما السبب الذي يجعل الشخص يتحمل كافة المشاق والصعاب ويقضي ليالِ كاملة في العراء بدون طعام ولا ماء، وسط تألم أطفاله وعويلهم؟

الندم ومرارة الذل والهوان وتمني الموت لو كان قريبًا، كلها مشاعر سيطرت على “عامر أبومحمد” أثناء سير السيارة به وسط تلال الصحاري والجبال، حاملًا معه أشيائه وذكرياته وما تطويه صفحات حياته في سوريا.

الرجل الأربعيني صاحب الأسرة المكونة من ستة أفراد، كان يقيم في الأردن توجه إليها بعد اشتداد الأزمة في سوريا واستقر بمخيم الأزرق واصفًا إياه بالسجن المكبر، بسبب سوء الخدمات به، كذلك فالمفوضية السامية تقوم بإعطائهم راتب زهيد لا يغطي احتياجاتهم لنصف الشهر – على حد قوله، مما جعله يفكر في مغادرة الأردن، ويقرر المجيء لمصر.

36 ساعة بدون ماء ولا طعام

“36 ساعة قضيناها بالصحرا، في شهر أغسطس، بدون ماء ولا طعام، وسط 18 شخصًا آخرين، نجلس جميعًا في مكب سيارة ربع نقل”.. بهذه الكلمات بدأ عامر من خلال هذه العبارة يسرد لنا تفاصيل رحلته من السودان إلى مصر، والتي مر خلالها من طريق بور سودان الأقرب لمحافظة أسوان المصرية.

وتابع عامر “من المواقف التي جعلتني أتمنى الموت قبل تفكيري في هذه الرحلة أنه أثناء سيرنا بالسيارة داخل الحدود المصرية، تصادف مرور دورية مصرية، مما جعل السائق ينحرف مسرعًا لطريق آخر، متسببًا في سقوط ابني وشخص آخر معه، وهنا طلبت منه التوقف ليركبا مرة أخرى، لكنه رفض، قائلًا “لو عايز تنزل أنت والباقيين انزلوا لكن مش هقف”، وتركناهم خلفنا فارين بأنفسنا، لا ندرى ما لحق بهم، حتى تلقيت اتصالًا من ابني يهاتفني طالبًا مجيئي لاصطحابه خارج قسم الشرطة المصري”.

لم يتوقف الأمر عند عامر فحسب، بل تأتي أم فهد لتحدثنا عن الصعاب التي مرت بها في رحلتها لمصر عن طريق السودان، والتي كلفتها كل ما كانت تدخره في الفترة السابقة من أموال، حيث دفعت ما يقرب من 1350 دولار لها وزوجها وابنها، حتى تتمكن من الدخول لمصر.

وتتابع أم فهد أنه من أصعب اللحظات التي مرت عليها أنها كرهت نفسها كونها سيدة أجبرتها الظروف على قضاء يومًا بليلته وسط الصخور والأتربة.

يوضح يوسف المطعني، محامٍ مصري متخصص في الشأن السوري، أنه ليس هناك أي قرار يمنع السوريين من دخول مصر، لكن القرار المنصوص عليه هو “بعد الفحص الأمني”، أي اشترط الدخول بالفحص الأمني.

ويشير المطعني إلى أن هذه المشكلة أدت إلى ظهور مافيات خفية وطرق ملتوية لجأ إليها السوريين لكي يدخلو مصر، بسبب ارتفاع تكلفة الدخول النظامي لمصر للسوريين، والتي وصلت إلى 3000 دولار تقريبًا.

أما راتب عبدالحميد، الثلاثيني العمر، القادم لمصر منذ أربعة أشهر تقريبًا، أجبرته بعد المسافات وتخبط السيارة في الصخور على احتضان أطفاله الثلاثة، والذي أكبرهم عمرًا نحو خمس سنوات وأصغرهم طفلًا بالأشهر الأولى من عمره.

بصوت حزين، يصف راتب وضع رحلته بأنه مزري للغاية، فكثيرًا ما كان يحرم نفسه وزوجته من المياه حتى يتمكن من إعطائها لأطفاله، إضافة إلى طلب السمسار منهم إلقاء الحقائب والأوعية الخاصة بهم، حتى يتمكن من زيادة عدد الركاب، وإلا قيامهم بدفع مبالغ أخرى في حال احتفاظهم بها.

يقول فراس حاج يحيى، حقوقى سوري، إن السوريين يلجأون للدخول لمصر عن طريق السودان، بسبب ارتفاع تكلفة الدخول النظامي، وكذلك الرفض من الحكومة المصرية، لافتًا إلى ما يعانيه السوريين داخل صحاري السودان وما يتعرضون له من انتهاكات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل