المحتوى الرئيسى

فى اليوم العالمي للغة العربية.. تعرف على تاريخ نشأتها وتطورها

12/18 15:00

اللغة العربية " لغة القران الكريم "  من أقدم اللغات فى العالم وأكثرها إنتشارا ، ويتحدث بها حوالى 422 مليون إنسان حول العالم، ولها أهمية بالغة عند جموع المسلمين ، فبدونها لا تتم الصلاة ولا العبادات ، كما أنها من اللغات المهمة عند الديانات الاخرى كالمسيحية التى تستخدمها فى شعائرها الرئيسية ، وتعد ضمن اللغات الست الرسمية فى منظمة الامم المتحدة .

وتعتبر اللغة العربية هى إحدى اللغات السامية ، وتنتمى إلى الفرع الجنوبي ، ويشمل هذا الفرع شمالى الجزيرة العربية وجنوبيها والحبشة .

ونشأت العربية الفصيحة في شمالى الجزيرة ، ويرجع أصلها إلى العربية الشمالية القديمة التى كان يتكلم بها العدنانيون ، وهى مختلفة عن العربية الجنوبية القديمة التى نشأت فى جنوبي الجزيرة وعرفت قديما باللغة الحميرية ويتحدث بها القحطانيون .

ويمكن القول أن النقوش التى عثر عليها هى الدليل الوحيد لمعرفة مسار نشأة اللغة العربية الفصيحة ، فإن أسلاف العربية الفصيحة هي : الثمودية واللحيانية والصفوية ، وتشمل معا فترة تقارب ألف عام .

وتؤرخ أقدم النقوش الثمودية بالقرن الخامس قبل الميلاد ، ويؤرخ أحدثها بالقرن الرابع والخامس الميلادي ، وترجع تلك النقوش إلى زمن يقع فى الفترة ذاتها.

وجد أقدم نص مكتوبا بالعربية الفصيحة فى نقش النمارة الذى يرجع إلى عام 328 م ، ولكنه كان مكتوبا بالخط النبطي ، ولوحظ فى هذا النص التطور الواضح من الثمودية واللحيانية والصفوية إلى العربية الفصيحة .

أما أقدم نص مكتوب بالخط العربي فهو نقش زبد الذى يرجع إلى 513 م ، ثم نقشا خران وأم الجمال اللذان يرجعان إلى عام 568 م ، حيث لوحظ أن الصورة الاولي للخط العربي لاتبعد عن الخط النبطي ، وظلت الكتابة العربية قبيل الاسلام مقصورة على المواثيق والاحلاف والصكوك والرسائل والمعلقات الشعرية ، وكانت الكتابة أنذاك محصورة في الحجاز .

القران الكريم أهم حدث لتطور اللغة العربية:

كان نزول القرآن الكريم بالعربية الفصحى أهم حدث في مراحل تطورها ، فقد وحدت لهجاتها المختلفة في لغة فصيحة واحدة قائمة في الأساس علي لهجة قريش ، وتم الاضافة إلى معجمها ألفاظا كثيرة ، وأعطى لالفاظها دلالات ، كما إرتقي ببلاغة التراكيب العربية، وكان سببا في نشأة علوم اللغة العربية كالنحو والصرف والأصوات وفقه اللغة والبلاغة، فضلاً عن العلوم الشرعية، ثم حقق للعربية سعة الانتشار والعالمية .

كما إستطاعت من خلال إنتشارالاسلام أن تبدأ زحفها جنوبا لتحل محل العربية الجنوبية القديمة، ثمَّ عبرت البحر الأحمر إلى شرقي إفريقيا، واتَّجهت شمالاً فقضت على الآرامية في فلسطين وسوريا والعراق، ثم زحفت غربا فحلت محل القبطية في مصر.

 وانتشرت في شمال إفريقيا فَخلفت لهجات البربر، وانفتح لها الطريق إلى غرب إفريقيا والسودان، ومن شمال إفريقيا انتقلت إلى أسبانيا وجزر البحر المتوسط على حد سواء .

العربية في العصر الأُموي :

ظلَّت العربية تكتب غير معجمة (غير منقوطة) حتى منتصف القرن الأول الهجري ، وغير مشكولة بالحركات والسكنات ، فحين دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم ، ظهراللحن على الالسنة ، وخيف انذاك على القرآن الكريم أن يتطرق إليه اللحن ، وحينئذ توصل أبو الاسود الدولي إلى طريقة لضبط كلمات المصحف، فوَضَع بلَوْن مخالِف من المِداد نُقْطة فوق الحرف للدَّلالة على الفتحة، ونُقْطة تحته للدَّلالة على الكسرة، ونُقْطةً عن شِماله للدَّلالة على الضَّمَّة، ونقطتين فوقه أو تحته أو عن شِماله للدلالة على التَّنوين ، إلا أن هذا الضبط لم يكن يُستعمل إلا في المصحف .

وخَطَت العربية خطواتها الأولى نحو العالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري، وذلك حين أخذت تنتقل مع الإسلام إلى المناطق المحيطة بالجزيرة العربية ، وفي تلك الأمصار، أصبحت العربية اللغة الرسمية للدولة، وأصبح استخدامها دليلاً على الرُّقي والمكانة الاجتماعية .

وقبيل نهاية العصر الأُموي ، بدأت العربية تدخل مجال التأليف العلمي بعد أن كان تراثها مقصورا على الشعر وأمثال على ألسنة الرواة .

العربية في العصر العباسي :

شهد العصر العباسي الأول مرحلة ازدهار الحضارة الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي وفي مغربه وفي الأندلس، وبدأت تلك المرحلة بالترجمة، وخاصة من اليونانية والفارسية، ثم الاستيعاب وتطويع اللغة، ثم دخلت طور التأليف والابتكار.

حين ضعف شأن المسلمين والعرب منذ القرن السادس عشر الميلادي، وتعرضت بلادهم للهجمات الاستعمارية، رأى المستعمرون أن أفضل وسيلة لهدم تماسك المسلمين والعرب هي هَدم وحدة الدين واللغة ، وقد حاولوا هَدم وحدة اللغة بإحلال اللهجات العامية محل العربية الفصيحة، وبدأت تلك الدعوة في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ، إلا أن كل تلك الدعوات أخفقَت إخفاقا تاما .

وأصبحت اللغة العربية ذات اهمية خاصة للمسلمين، باعتبار انها لغة القران الكريم، ولا تتم الصلاة الا باتقان بعض من كلماتها، وتعد اللغة العربية ايضا لغة شعائرية لعدد كبير من الكنائس في الوطن العربي، بالاضافة إلى أن أهم الاعمال الدينية والفكرية واليهودية فى العصور الوسطى تمت كتاباتها باللغة العربية

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل