المحتوى الرئيسى

قصص «الشعراوي» مع الفنانين.. بكى بسبب «كاريوكا» وأحرجته «ليلى مراد»

12/18 14:38

"رأيته وراء حجاب كثير من الفنانات ولم أرد أن أتدخل فى هذا الموضوع لأني أعتبرها مسألة شخصية، وهذا قرار شخصي لبعض الفنانات، مع أنه لم يكن قرارًا شخصيًّا إلا بالنسبة لهن، وكان فيه جزء كبير من التحريض على الحجاب"، هكذا رأى الإعلامي مفيد فوزي تأثير الشيخ محمد الشعراوي في حياة الكثير من الفنانات، وتعرض بسببه لكثير من الانتقادات، وتبقى الحقيقة الثاتبة أن الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة وقامة علمية في الدين وتفسير القرآن، كما كان له الكثير من المواقف التي يحكيها الفنانون والفنانات ونرصد في التقرير التالي بعضًا منها.

"ابعد من هنا أنت ممثل"، جملة كان لها تأثير صعب في نفس الفنان الراحل حسن عابدين عندما سافر لأداء مناسك العمرة وحاول الاقتراب من قبر الرسول، فانصرف وهو يبكي واتخذ وقتها قرارًا بالاعتزال؛ إلا أن صديقه الفنان "إبراهيم الشامي" اقترح عليه أن يزور الشيخ الشعراوي لأخذ رأيه، فكان الشعراوي سببًا في عدوله عن هذا القرار، والذي نصحه بعدم اعتزال الفن وتقديم فنًا هادفًا ومحاربة الفن الرخيص، وعندها اقترح الشيخ الشعراوي والفنان الراحل إبراهيم الشامي فكرة لإنشاء مسرح إسلامي، ولكنها لم تكتمل، ولكن قدموا معًا حلقات تليفزيونية بعنوان "نور الهدى"، تظهر خلالها جميع الممثلات بالحجاب.

"انسي إنك شادية المغنية، فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالى"، كلمات من الشيخ الشعراوي كانت السبب في اعتزال الفنانة شادية عالم الفن إلى الأبد، وذلك عندما ذهبت إليه بعد صلاة الظهر تشكو له عدم قدرتها على حفظ الأغنيات بعد تسجيل أغنية "خد بإيدي"، حيث قررت بعدها الاتجاه للأغنيات الدينية فقط، ومع ذلك لم تقدر على الحفظ، فقالت للشعراوي: "أنا جاية أسألك في حاجة وأمشي، أنا بعد ما غنيت خد بإيدي، قلت يا رب أنا هغني أغنيات دينية بس، وأنا دلوقتي مش قادرة أحفظ وعاوزة اتحجب"، وهنا رد عليها الشعراوي بكلمات كانت السبب في ارتداءها الحجاب وامتناعها عن الفن للأبد.

وكان اللقاء الأول بين شادية والشعراوي وقع بالصدفة في مكة المكرمة، فلم يتعرف هو عليها بينما بادرته هي بالتحية: "عمي الشيخ الشعراوي.. أنا شادية"، فرحب بها، وقالت له: "ربنا يغفر لنا"، فردّ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ".

وقالت شادية بعدها: "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".

وعندما دعت شادية الشيخ الشعراوي لحفل تكريمها بعد الاعتزال، قال لها: "لا تعكري اللبن الصافي"، فرفضت هي الأخرى حضور التكريم.

ذهبت إلى باريس فأحضرت الملابس اللازمة لتقديم فيلم جديد، وسافرت بعدها لآداء أول عمرة في حياتها في عام 1982 برفقة والدها، وتغير مسار حياتها بتلك الخطوة، فبينما وقفت الفنانة المعتزلة شمس البارودي أمام الكعبة استشعرت ضآلة الإنسان وضعفه وقلة حيلته، فقبّلت الحجر الأسود فبكت ورفعت يديها إلى الله داعية أن يقوي إيمانها، كانت تلك اللحظة الفاصلة في حياتها فعادت إلى بلدها وأعلنت اعتزال الفن نهائيًا، وأصاب هذا القرار الوسط الفني والجماهير بصدمة، وأشيع وقتها أن السبب في ذلك هو الشيخ الشعراوي، ولكنها نفت ذلك في تصريحات سابقة، موضحة أنها قابلت الشعراوي مرة واحدة قبل وفاته، وقالت: "ذهبت للشيخ الشعراوي وبمجرد أن رأيته قال لي: شمس ادعيلي يا بنتي قلت له: يا مولانا إحنا اللي محتاجين دعواتك، فرد قائلاً: ادعي لي يا بنتي أنتي ماتعرفيش قيمة التائبين عند الله، وهذه المرة الوحيدة التي رأيته فيها، وبشأن التزامي فأنا التزمت بنفسي على يد الله سبحانه وتعالى عندما ذهبت لأداء العمرة وشاء ربي لي بالالتزام".

اعتزال الفنانة شمس البارودي كان له أثرًا كبيرًا في زوجها الفنان حسن يوسف، والذي قرر في فترة معينة اعتزال الفن، وقال عن ذلك أن البارودي كانت السبب بالإضافة لاقترابه الشديد من الشيخ الشعراوي، والذي نصحه بعدم الاعتزال والعودة للفن ولكن بشكل مختلف مع فن راقي ومحترم، كما أن الفنان حسن يوسف أصبح أكثر حرصًا في اختيار أدواره بعد بطولة مسلسل "إمام الدعاة"، والذي يحكي حياة الشعراوي.

وقال حسن يوسف في تصريحات سابقة: "اعتزلت الفن بعد الأشياء السيئة التي وجدتها في الوسط، فضلاً عن التزام زوجتي، واقترابي من الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ومجموعة كبار من علماء الدين، الأمر الذي قربني من ديني أكثر"، وأضاف: "اشتريت أرضا بعد الاعتزال وحاولت زرعها، لكن الشيخ الشعراوي قال لي ستفشل، وقد كان، وخسرت أموالي، ثم قمت بعمل مكتبة لكن الشيخ الشعراوي قالي لي أيضا ستفشل لأن هذه المهنة ليست مهنتك"، ونصحه الشعراوي قائلًا: "مثلما علَّمت الشباب الشقاوة وكيفية أن يركبوا سيارة آخر موديل، دورك الآن أن تعلمهم الأخلاق والقيم الإنسانية والدينية".

سنوات قليلة مرت عليها في عالم الفن، ورغم وعود الشهرة التي كانت بانتظارها؛ فإن الفنانة هناء ثروت قررّت الاعتزال بينما كانت تقّدم عرضًا مسرحيًا وفوجئت بوجود ألفاظ وإيحاءات خارجة بها، فرفضت ذلك، وذهبت بصحبة زوجها الفنان المعتزل محمد العربي إلى الشيخ الشعراوي، وأصرّت بعدها على ارتداء الحجاب واعتزال الفن تمامًا والاتجاه للأعمال الخيرية، بينما زوجها اعتزل هو الآخر واتجه للبرامج الدينية.

رغم أنها كانت واحدة من أشهر راقصات مصر في الأربعينات ووصفت بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي؛ فإن الشيخ الشعراوي لم يتعرف إليها عندما كان بفندق الحرم بالمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، فنادته الفنانة تحية كاريوكا، والتي كانت في أواخر سنوات حياتها، فلم يسمعها الشعراوي، فنادته عدة مرات وقالت له: "بُح صوتي وأنا بنادي عليك يا مولانا، إنت مش عارفني أنا تحية كاريوكا"، ولم يتعرف عليها الشعراوي في البداية بسبب كبر سنها وارتدائها الحجاب، فقال لها: (لو عرفت أنك أنتي التي تنادين عليّ كل هذه النداءات لاتجهت إليكِ "رأسا".. لا "رقصا")، فأثار ذلك ضحك الحاضرين، وأخذ يدعو لها بينما تبكي هي رغبة في التوبة إلى الله.

وطالما طلبت "كاريوكا" من الشعراوي النصيحة، ففي صباح يوم ما فوجئت بطفلة رضيعة ملقاة أمام باب منزلها، واستشارت الشعراوي، فنصحها بأن تأخذها وتقوم بتربيتها، وقال لها: "خذيها فهذه عطية من الله لكِ"، وبالفعل أخذتها كاريوكا وأطلقت عليها اسم عطية، وقبل رحيلها أوصت الفنانة فيفي عبده بإكمال تربيتها ورعايتها.

وفي موقف آخر اجتمع الشيخ الشعراوي وتحية كاريوكا، حيث قال محمد عشوب، رئيس شعبة المكياچ في نقابتي المهن التمثيلية والسينمائية، في تصريحات سابقة لبرنامج "ممنوع من العرض" عبر قناة "الحياة" أن الشيخ الشعراوي كان قد كلّف محامياً ليسترد شقة تحية كاريوكا بعد أن استولى عليها طليقها، ولكنها رفضت ذلك، حتى لا يتم تشريد طليقها وابنته في الشارع، وقالت إنها راضية بحالها وأنها كبرت وطليقها لن يجد مكاناً أخر يسكن فيه مع زوجته وابنته، وهنا بكى الشعراوي وقال لها: "أنا غيران منك يا تحية"، فرّدت: "أنت تغير مني يا مولانا؟"، فقال لها: "نعم.. بدأ يبقى ليكي قصور في الجنة يا تحية".

في نهاية حياته، عانى الفنان عماد حمدي من اكتئاب شديد، حتى أنه امتنع عن الطعام والتزم المنزل، وأوضح نادر عماد حمدي في تصريحات سابقة أن تلك الحالة تملكته بعد وفاة شقيق عماد حمدي التوأم، وقال: "عندما توفي عمي ظل أبي بالبيت لم ير الشارع ثلاث سنوات، قبل ذلك كنت أعتقد أن أبي إنسانا قويا جدا لا يهتم لموت أحد، لكنه بعد وفاة عمي اكتئب، واستمر الحزن والأسى في قلبه"، وأضاف: "في آخر أيامه فقد بصره وزاره الشيخ الشعراوي وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله وبعد هذه الزيارة أحس والدي بالراحة أياماً‮ ‬قليلاً‮، وسرعان ما عاد لنفس الحالة إلى أن وصل به الحال للإضراب عن الطعام حتى توفي".

"انتي دمك خفيف قوي، فلازم تتحجبي"، جملة واحدة قالها الشيخ الشعراوي للفنانة سهير البابلي كانت سببًا في ارتداءها الحجاب، وصرّحت البابلي في لقاء سابق ببرنامج "100 سؤال" عبر فضائية "الحياة": "لبست الحجاب لأني كنت خايفة.. وبنتي كانت محجبة واتكسفت من نفسي لما لاقيتها لابسة حجاب وبتدرس القرآن وأنا مش محجبة"، وأضافت: "الشيخ الشعراوي سبب ارتدائي الحجاب.. لأني ذهبت له وسألته عدم ارتداء الحجاب حرام ولا لأ، وقالي حرام وفي ساعتها لبست الحجاب".

واحدة من أجمل الفنانات اللاتي ظهرن على الساحة في السبعينات والثمانينات، وارتبط اسمها في تلك الفترة بأدوار الإغراء والعري، ولكن في عام 1993 قررت ارتداء الحجاب واعتزال الفن، وهو القرار الذي تراجعت عنه عام 2006 عندما عادت للتمثيل بالحجاب في مسلسل "حبيب الروح"، وأوضحت الفنانة سهير رمزي في تصريحات سابقة أن الشعراوي لم يكن سببًا في حجابها وإنما كانت محجبة قبل لقاءها به، وقالت: "أول ما شوفت الشيخ الشعراوي قالي تعالي يا زينب، مش انتي بتاعت زينب والعرش، قلتله آه، فقالي بس سيبي العرش ده، انتي رايحة للعرش الكبير أوي.. وأدركت أنه متابع للفن وكان دائمًا يقول الفن حلاله حلال وحرامه حرام، ودائمًا كنت أستشيره في الأموال التي كسبتها من الفن: هل هي حلال أم لا؟ وأشياء كثيرة"، وأضافت: "الشيخ الشعراوي كان ولا يزال أهم رجل دين في حياتي، هو بالنسبة ليّ قدوة وأتعلم منه الإسلام الحقيقي بعيدًا عن التشدد والتعصب، لذلك أشعر الآن بغيابه جدًا في ظل غياب رجل الدين الوسطي".

الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام هي ابنة الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، واختارت لها اسم ياسمين الخيام حتى لا تقحم والدها في هذا المجال الذي كان يرفضه تمامًا وطالبها كثيرًا بالامتناع عنه، ولكنها في عام 1990 ارتدت الحجاب واعتزلت الغناء، وذلك عندما التقت بالشيخ الشعراوي في إحدى المرات، وقالت له: "ادع لي يا مولانا"، فقال لها: "غدا سأذهب لأداء العمرة وأمام الكعبة الشريفة وعند حضرة الرسول سادعو لك أن يصفك عن الغناء ويجعلك تزهدين فيه وتتحجبين"، وبالفعل تحققت دعوة الشعراوي واعتزلت ياسمين الخيام الغناء وارتدت الحجاب.

في عام 1946 أعلنت الفنانة ليلى مراد اعتناقها الإسلام بدلًا من اليهودية، ودائما ما كانت تزور الشيخ الشعراوي للتفقه في أمور الدين والحياة، وأوضحت مجلة "آخر ساعة" عام 1999 أن ليلى مراد طلبت مقابلة الشعراوي وروت عليه بعض الأسئلة، ولكن آخرها كان الاكثر إحراجًا، حيث قالت له: "هسألك سؤال بس متضحكش عليّا"، فردّ: "اتفضلي"، فقالت له: "ثدي المرأة معمول عشان لما يجي طفل يرضع منه.. مش كده؟"، فأجابها صحيح، فأكملت: "طيب الراجل عنده (ثدي) ليه؟"، وهنا اندهش الشعراوي وتمكن منه الخجل وأحمرّ وجهه وضحك بصوت عال وقال: "المسألة دي يمكن المستقبل يبين حكمة الله في خلقه"، وأوضح أنه قرأ شاب انقلب إلى فتاة في الدنمارك فماذا لو لم يكن له ثدي، قائلاً: "كان يبقى إيه الوضع، وهيعملوا له إيه، فكأن الله عز وجل خلق الثدي للرجل عشان يمكن ينقلب إلى فتاة، وهذه حالات حدثت".

في تصريحات سابقة قالت الفنانة الراحلة مريم فخر الدين أنها تعلمت الصلاة على يد الفنانة المعتزلة شادية والشيخ الشعراوي، وقالت: "حينما كان عمري 50 عامًا قمت من النوم وأنا أرغب في الصلاة فلم أستطع إلا أن أقرأ الفاتحة وأركع فقط فتحدثت إلى الفنانة شادية وحكيت لها ما حدث فقالت لي سأرسل لك كتاب اسمه المسلم الصغير ولم أفهم منه شيء"، وأضافت: "فجأة وجدت الشيخ الشعرواي رحمه الله يكلمني فقال لي: يا ست مريم إنتي عايزة تصلي دلوقتي؟ فقلت له مش أحسن من عدم الصلاة إطلاقًا، فقال لي أحسن، وعلمني أن أقرأ سورة الصمد والمعوذتين وعلمني أركان الصلاة ثم قال لي إقرأي التشهد".

وأضافت: "سألني في اليوم الثاني عما قمت به فقلت له التشهد لا توجد في القرآن فلم أستطع أن أقولها، فقال لي إقرأي الفاتحة وسلمي من الصلاة"، وسألته على الوضوء فقال: "لو لم تتوضأي استحمي وكنا في الصيف فكنت أستحم وأصلي، وحينما جاء الشتاء فوجدته يتصل بي ليطمئن على أخباري فحكيت له معاناتي مع الاستحمام في الشتاء فعلمني كيفية الوضوء، وجاءت حماة ابنتي وقالت لي سيناريو التشهد الذي كان في الإسراء والمعراج وحينما فهمته كنت أقول التشهد وأصبحت منضبطة في صلاتى وأحافظ عليها حتى صلاة الفجر، وأصبحت حياتي مرتبطة بالصلاة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل