المحتوى الرئيسى

شهيدان وآخر ينتظر.. قصتي مع اللغة

12/18 13:04

في بلاد الجزيرة العربية ترتجف العصا في يده وهو يقول "فلسطين في قلب كل عربي، أعرب ما تحته خط"، مشهد عصيّ على النسيان، به أتذكر أول معلم أحببت على يديه الإعراب، "المُعلم حسانين" هو الآن في أحد قبور غزة شهيدًا في 2014.*****"قف يا عبدالله أسمع المدرسة صوتك في القراءة.. اقرأ بسم ربك الذي خلق، ارفع صوتك، أظهر مخارج حروفك"، مشهد ثان أصبحت بسببه حافظًا لكتاب الله محبا للقراءة بصوت عال يُسمع في صداه تعنيف "السوري ياسين"، قالوا إنه عاد من السعودية إلى بلده يسكن حلب المنكوبة، لا أعرف له طريقا الآن.*****"اللغة أشد تفلّتا من الإبل في عقلها.. سأعطيك الدروس مجانا لكن عدني ألا تواصل نسيان قواعد اللغة"، سنلتقي قريبا، لكن لم يحدث، مشهد ثالث بعدها بسنوات قالوا "الأستاذ محمد" شُيّعت جنازته في 2012 شهيدا في أحداث عنف بوسط القاهرة.

*****بدم ودمع أكتب قصة لي مع اللغة بطلها شهيدان وآخر ينتظر، "حسانين" و"محمد" و"ياسين"، اختلفت جنسياتهم وجمعهم حب الفصحى، حاولوا إقامة بنيان من اللغة داخلي انهار مرات عدة.الأول كان يعلمنا أن "تحرير فلسطين" يبدأ من إتقان اللغة العربية، يحمل دائما قطعة قماش ممخضة بالدم، يقول "هذه لأخي الشهيد"، يذكرنا دائما أن اللغة "كائن حي" يحفز الناس ويجمعهم وقد يفرقهم.. "إذا تعلمتم اللغة تذكرتم أنك عرب.. وحققتم النصر.. وطردتم الاحتلال".

والثاني كان خطيبا فصيحًا يلمس بأطراف يده لسانه ويقول: "يبني هذا الأمم ويهدمها.. ارفعوا أصواتكم دائما بالحق.. الصمت جبن.. والحرف يغيّر المعنى".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل