تكاليف قطاع الدواجن تضغط على الشركات

توقعات بارتفاع جديد لأسعار الأعلاف الفترة المقبلة

تواجه شركات الدواجن أعباء وتكاليف إضافية نتيجة استمرار أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف، ما دفع جزءا منها للعمل بأقل من طاقتها الإنتاجية، وأدى إلى تفاقم خسائر بعضها وتقليص أرباح البعض الاخر.

وسجل كل من شركة «المنصورة للدواجن» و«الإسماعيلية للدواجن» تراجع أرباح بـ%14 و%38 على التوالى، فيما تفاقمت خسائر «المصرية للدواجن» .

وتتسلح شركات الدواجن بإستراتيجات التوسع والدخول فى أنشطة جديدة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الخامات، والتى ترى بعض الكيانات أنه قد يكون حلا ومخرجا للحد من الخسائر.

وساهم تحرير سعر صرف العملة المحلية والذى صعد بسعر الدولار من 8.88 جنيه إلى صوب مستويات 19 جنيها بالسوق المحلية، فى بقاء أسعار الأعلاف عند مستويات مرتفعة تجاوزت 7000 جنيه لطن الصويا، وحوالى 4000 لطن الذرة الصفراء.

ويتوقع أن يؤدى ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة تكلفة استيراد خامات الأعلاف، نتيجة ارتفاع سعر الدولار بنسبة تجاوزت %100 أمام الجنيه بعد قرار التعويم الصادر فى 3 نوفمبر الماضى.

وتستورد الشركات المصرية %85 من خامات الأعلاف من عة دول أبرزها الارجنتين، والبرازيل، وكندا، ويتم إجراء عمليات تصنيعية عليها لتحويلها إلى أعلاف صالحة لتغذية الدواجن.

ويبلغ إجمالى احتياجات السوق المحلية من الأعلاف 8 إلى 9 ملايين طن سنويا، بحسب إحصائيات شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية.

من جهته قال محفوظ فريد، العضو المنتدب لشركة المنصورة للدواجن، إن وتيرة ارتفاع أسعار الأعلاف مازالت مستمرة، نتيجة ارتفاع أسعار الخامات المستوردة، عقب صعود الدولار مع قرار تحرير سعر الصرف وانعكاس ذلك على تكاليف شركات الأعلاف.

وتحصل المنصورة للدواجن على الأعلاف من الشركات العاملة فى السوق المحلية، حسب احتياجها، بشكل دورى، يتراوح بين أسبوع و10 أيام، بحسب فريد، مشيرًا إلى أن آخر كمية حصلت عليها، كانت بسعر 7600 جنيه لطن الصويا، فيما بلغ سعر طن الذرة الصفراء 3800 جنيه.

وتوقع فريد تراجع إيرادات الشركة خلال الربع الأخير من العام الجارى نظرًا للضغوط الربحية التى تتعرض لها الشركة، نتيجة زيادة التكاليف.

وانخفضت أرباح المنصورة للدواجن %14 خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى إلى 12.06 مليون جنيه، مقارنة بـ 14.08 مليون فى الفترة المماثلة من العام الماضى.

وأشار فريد إلى أن شركته تدرس حاليا خطة للتوسع من خلال إنشاء مزرعتين جديديتين بمساحة 200 فدان، بتمويل ذاتى 500 مليون جنيه، بطاقة 45 ألف أم –الدجاجة المنتجة للبيض.

وتمتلك المنصورة للدواجن 6 محطات للثروة الداجنة، 4 بالنوبارية ومعملين للتفريخ بالعاشر من رمضان، وأخر بمنطقة بلبيس، بطاقة إجمالية 282 ألف دجاجة.

وقال دكتور عبدالعزيز السيد، رئيس مجلس إدارة الشركة الثلاثية للدواجن، إن شركته والمجزر التابع لها يعملان بنسبة %15 من الطاقة الإنتاجية القصوى نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، والممثلة فى الأعلاف، والأمصال واللقاحات، والطاقة، وعدد من المشكلات الأخرى التى يواجهها القطاع.

وأكد السيد الذى يرأس أيضا شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار العلف ارتفعت إلى مستويات 3800 لطن الذرة، و7500 لطن الصويا، مع ارتفاع سعر الدولار بالسوق الرسمية.

وتوقع ارتفاع أسعار الأعلاف مجددا الفترة المقبلة، مع استيراد شحنات جديدة، بسعر الدولار عقب التعويم، ما سيؤدى إلى أعباء إضافية على الشركات، والتأثير سلبا على ربحيتها.

وقال مجدى سلامة، المدير المالى لشركة الإسماعيلية للدواجن، إن أزمة الأعلاف ما زالت قائمة، مرجعا هبوط أرباح الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى إلى ارتفاع التكاليف فى ضوء الزيادات الكبيرة لأسعار الأعلاف، إضافة إلى قيام الشركة بافتتاح مصنع جديد لمصنعات الدواجن بتمويل 100 ألف جنيه.

وأشار سلامة إلى أن المصنع الجديد «كيو» بدأ الإنتاج منذ حوالى شهرين، وأنه مملوك بالكامل لشركة الإسماعيلية للدواجن، وينتج مصنعات الدواجن المجمدة كالناجتس، والشيش طاووق، والفيليه المشوى المعبأ.

وأظهرت القوائم المالية المستقلة لشركة الإسماعيلية للدواجن تراجع صافى أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2016، بنسبة %38، إلى 13.987 مليون جنيه، مقارنة بـ 22.615 مليون جنيه الفترة المماثلة من العام الماضى.

ولجأت شركات الدواجن مؤخرًا إلى زيادة أسعار منتجاتها، وكذلك أسعار البيض فى محاولة لمواجهة الزيادات السعرية المتنامية لمستلزمات الإنتاج فى صناعة تعتمد على الاستيراد فى %75 من مدخلاتها.

وتمثل الأعلاف %70 من مدخلات صناعة الدواجن، واللقاحات والأمصال %5، فيما تتوزع نسبة الـ%25 المتبقية بين الكتكوت المعد للتربية، والطاقة، إذ تتم محاسبة مزارع الدواجن بنفس تكلفة القطاع الصناعى.

وورد بتقرير صادر عن شركة القاهرة للدواجن مع قوائمها المالية المستقلة عن الأشهر التسعة الأولى من العام الجارى أنها كانت تواجه عددا من مخاطر السوق أثرت سلبا على قدرتها فى توفير المستلزمات التشغيلية، لضمان استمرار العمليات الانتاجية بانتظام.

وأشار التقرير إلى أنه من بين هذه المخاطر صعوبة توفير السيولة الدولارية، بالأسعار الرسمية، نتيجة شح المعروض من العملات الأجنبية بالقطاع المصرفى.

وشهدت شركة القاهرة للدواجن تراجعا فى صافى أرباحها بحوالى %34 خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر العام الجارى إلى 80.3 مليون جنيه، مقارنة بـ 121.6 مليون خلال نفس الفترة العام الماضى.