صور| عمالقة الكاريكاتير بمتحف محمد عبلة في الفيوم

فى قرية تونس الساحرة المطلة على ضفاف بحيرة قارون في محافظة الفيوم، حيث الهدوء والجمال الخضرة تمتد على بعد النظر والمياه الجميلة تحوط المكان، يقع متحف الكاريكاتير الخاص بالفنان التشكيلي المعروف محمد عبله، الذي ولد في مدينة المنصورة وتخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وأكمل دراسته في النمسا وسويسرا وعاد إلى مصر في عام 1983، وعلى الرغم من أنه فنان تشكيلي إلا أنه لم يقم برسم كاريكاتير واحد في حياته، إلا أن حبه للكاريكاتير هو الذى دفعه لإقامة متحف له في قرية تونس التي استقر فيها عام 1985، والذى أنشأه في نهاية عام 2007، ولم يدر في خلده أن تتحول الفكرة إلى متحف لأبرز عمالقة الكاريكاتير في مصر، إذ أنه قرر وقتها أن يقيم عروض كاريكاتيرية، للرد على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم للفنان الدنماركي وقتها، وبعدها تحول المعرض إلى متحف يعتبر الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص في فن الكاريكاتير، ويضم أكثر من 500 كاريكاتير لأشهر فناني الكاريكاتير في مصر، اختار "عبله" قرية تونس لإقامة متحفه بعيدًا عن ضوضاء المدينة وازدحامها، وباعتبار القرية ذات طابع ريفي مميز وتبعد عن القاهرة نحو 100 كيلو متر، وتعتبر قبلة للسائحين من مختلف دول العالم.

يقول الفنان التشكيلي محمد عبله، إن الفكرة جاءته عقب أزمة رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وفكرت أن أقوم بعمل رد بالكاريكاتير باعتباره عمل إنساني في المقام الأول، ويناقش قضايا ولم يدر في خلدي إقامة المتحف، وكان الهدف هو الرد بالرسوم الكاريكاتيرية المصرية لمدة أسبوعين وينتهى الأمر، ولكن بعض المقربين وجدوا أن ما لدى من كاريكاتير يكفى لإقامة متحف فوافقت على الفكرة، حيث أنى أقوم بجمع الكاريكاتير منذ 20 عامًا، ووجدت لدى ما يكفى لإقامة المتحف وافتتحته في نهاية عام 2007 في منزلي بقرية تونس، التي أعيش فيها منذ 35 عامًا.

ويرى "عبلة" أن إقامة المتحف في قرية تونس، يأتي بسبب أن القاهرة تستحوذ على كل شيء، وكان يجب إقامة المتحف خارج القاهرة، وقررت أن يكون في الفيوم لأني أحبها وسوف يقترن المتحف باسمها، وهو المتحف الوحيد في مصر والوطن العربي بأكمله، ويتوافد عليه عرب وأجانب من كافة دول العالم، وهناك العديد ممن يقوم بعمل رسائل ماجستير ودكتوراه ويستعينوا بالمتحف.

ويشير "عبلة" إلى، أن المتحف يحتوي على تاريخ الكاريكاتير المصري منذ بدايته وحتى الآن، ويحتوي على أعمال معظم رسامي الكاريكاتير المصريين، ومن خلال المتحف نستطيع أن نقرأ تاريخ مصر المعاصر والتطورات السياسية والاجتماعية، التي حدثت فيها خاصة وأن الكاريكاتير ينقل معلومات كثيرة، ومن يريد أن يعرف كيف كان المصريين قديمًا ضحكهم واهتماماتهم والمشاكل التي كانت تواجههم، فالمتحف يجيب على كل هذه التساؤلات.

ويتابع: " المتحف مساحته 350 متر، ويحتوى على 500 عمل أصلى لتاريخ الكاريكاتير في مصر، ويتكون من 5 غرف وبه أبرز أعمال رسامي الكاريكاتير من مختلف العصور، ومن بينهم صلاح جاهين ومصطفى حسين وحجازي وبهجوري وطوغان، ويضم مجموعة نادرة لـ "رخا وشاروخان" وعدد من رسامي الكاريكاتير الأجانب، الذين عاشوا في مصر، مثل "بارزتار وسانتيس وفوزى وشوقى" ولهم أعمال نادرة غير موجودة في أي مكان في العالم، مشيرًا إلى أن المتحف زاره معظم الفنانين المصريين ورسامي الكاريكاتير، الذين وضعت لهم سبورة لوضع توقيعاتهم عليها داخل المتحف حتى تكون ذكرى تاريخية لهم ولمحبيهم، لافتا إلى أن سفراء دول أمريكا والصين والهند والدنمارك والاتحاد الأوربي، وعائلات صلاح جاهين والليثي وغيرهم زاروا المتحف، وأبدوا إعجابهم الشديد بما يحويه من تاريخ الكاريكاتير المصري".

وأوضح أن المتحف يتم افتتاحه كل عام في الخامس عشر من يناير، ويتم تزويد المجموعات الكاريكاتيرية وإضافة الجديد لها، مشيرًا إلى أن أول من افتتح المتحف في نهاية عام 2007 الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم الأسبق، ووزير النقل الحالي، ووجه الدعوة لمحافظ الفيوم الحالي الدكتور جمال سامي، لافتتاح المعرض في التاريخ المحدد له.