الاحتراب الطائفي ومستقبل الدولة الوطنية

تحت عنوان «الاحتراب الطائفي ومستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي»، انعقد أمس في بيروت منتدى عبد الرحمن النعيمي الفكري في دورته الرابعة.

المنتدى يحمل اسم المفكر العربي عبد الرحمن النعيمي، وهو الرئيس الأول لجمعية العمل الوطني الديموقراطي البحرينية «وعد» الناشطة في المجال السياسي والحقوقي على المستوى العربي، ويبدو اختيار بيروت مكاناً لانعقاد المنتدى نابعاً من العلاقة الخاصة التي ربطت النعيمي بالمدينة، حيث تخرّج النعيمي من جامعاتها عام 1966.

وتنعقد دورات المنتدى سنوياً لمناقشة المسائل الفكرية التي تختص بالعالم العربي وتأثيراتها على بنية وتوجهات المجتمعات العربية، واختار المنظمون موضوع «الطائفية» عنواناً للنقاش في الدورة الرابعة كأحد أكثر المواضيع إلحاحاً وتأثيراً على المجتمعات العربية.

وتضمّن برنامج المنتدى الرابع أوراقاً بحثية قدمها الأعضاء، نوقشت ضمن أربع جلسات، على أن تُختَتم كل جلسة بنقاشٍ عام لموضوعها، وكان لافتاً المشاركة الواسعة في النقاشات والمحتوى الغني لها.

وناقش المحور الأول «الجذور التاريخية للطائفية في الوطن العربي»، حيث قدم الدكتور توفيق السيف رؤيته للموضوع، مؤكداً أن الانقسام الطائفي المشهود في العالم العربي الآن هو الوجه الظاهر للعلة المتأصّلة في بنية المجتمع العربي، وتتمثل في تحوّل التنوع الطبيعي الموجود في كل مجتمع إلى انقسام محدد وراسخ في بنية المجتمع.

وانتقل المجتمعون في الجلسة الثانية إلى مناقشة تاريخ الطائفية في العالم العربي، من التعريف إلى الجذور وصولاً إلى تحديد أسباب النزاعات الطائفية المعاصرة والتفريق بين مصطلحي الطائفية والمذهبية، وأكّدت النقاشات التي تلت قراءة الورقة البحثيّة ضرورة رفع المستوى الثقافي للجمهور في ما يتعلق بالتمييز بين المصطلحات والتفريق بين خصوصية الحالة ضمن كل بيئة.

وتطرق المنتدى في الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان «الاستبداد وصعود الحالة الطائفية» إلى أصول ظهور الاستبداد في العالم العربي والربط الموضوعي بينه وبين تنامي الحالة الطائفية في المجتمع حيث قدم الدكتور عبد الحسين شعبان بحثاً يتعلق بالموضوع، وختمه برسم عدد من التساؤلات حول قدرة المجتمعات العربية على رسم خرائط المنطقة بالتفاهم والتوافق والاعتراف بالآخر عوضاً عن الخنادق والحواجز التي أقامها تنظيم «داعش».

أما الجلسة الرابعة فقد خُصّصت لوضع التصوّرات حول مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي، وإمكانية الوصول إلى وعي جمعي يرقى بالمجتمعات العربية إلى دول وطنية.